بات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرك أن التركيز على انتقادات الديمقراطيين وحدها لن تكفي لتضمن له المنصب الرئاسي في الانتخابات المقبلة، ولكن سياسته تجاه الصين هي الحاسمة. أدرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لن يكون بمقدوره الفوز بالانتخابات المقبلة عام 2020 فقط عن طريق توجيه الانتقادات والسخرية من المرشحين الديمقراطيين المحتملين في الاستحقاق الرئاسي الذي تنتظره الولاياتالمتحدة العام المقبل. وعندما انتهى الرئيس ترامب من الاستهزاء بالمرشحين الديمقراطيين للرئاسة في تجمع حاشد بولاية فلوريدا هذا الأسبوع، نقل تركيزه بشكل مفاجئ على حربه التجارية المكثفة مع الصين، وهو ما يشير إلى إدراكه أهمية الرهان على ذلك للفوز بولاية جديدة في البيت الأبيض. صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية رأت أن التحول في تركيز الرئيس الأمريكي لم يكن مجرد صدفة، مشيرة إلى أن ترامب مُصمم على تقديم نفسه أكثر صرامة في التعامل مع الصينيين، بالشكل الذي يرجح كفته عن أي من منافسيه المحتملين في عام 2020. هل تتسبب الحرب التجارية في ارتفاع قياسي للأسعار؟ وقال ترامب أثناء تواجده برفقه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية رأت أن التحول في تركيز الرئيس الأمريكي لم يكن مجرد صدفة، مشيرة إلى أن ترامب مُصمم على تقديم نفسه أكثر صرامة في التعامل مع الصينيين، بالشكل الذي يرجح كفته عن أي من منافسيه المحتملين في عام 2020. هل تتسبب الحرب التجارية في ارتفاع قياسي للأسعار؟ وقال ترامب أثناء تواجده برفقه بيت شتييج، عمدة ساوث بيند في إنديانا: "كيف سيمثلوننا هؤلاء الديمقراطيون أمام الرئيس الصيني شي جين بينج.. سيكون ذلك رائعًا"، في سخرية واضحة مما وصفه بالضعف في التعامل مع الملفات الحاسمة لدى الديمقراطيين. وأضاف ترامب: "الصين قد انسحبت من المفاوضات الخاصة بالاتفاق التجاري لأنها أرادت أن تنتظر ما هو قادم"، مشيرًا إلى أنها تتمنى التفاوض مع "جو بايدن أو أحد الديمقراطيين الضعفاء للغاية"، وذلك حسب تعبير الرئيس الأمريكي. وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الحملات الانتخابية توغلت في السياسة التجارية لترامب، ورأت أنه على مدى أشهر طويلة، أثار تأخر احتمال إبرام اتفاق تجاري تاريخي مع الصين مخاوف ترامب، لكن الآن يبدو أن حساباته السياسية قد تغيرت. ترامب يُحذر من تأجيل الصين لأي اتفاق تجاري بعد 2020 ووفقًا للمحللين والعديد من المساعدين السابقين لترامب، تشير تصريحاته الأخيرة إلى اعتقاده الآن أن إظهار صلابته مع الصينيين والابتعاد عن إتمام الصفقة قد يضعه في وضع سياسي أفضل من الموافقة عليها، وهو العامل الذي يراهن عليه الرئيس الأمريكي حديثًا. ويرى المحللون أن ترامب عليه اتباع مواقف تتناسب مع مستجدات الأوضاع في المفاوضات بين الصينوالولاياتالمتحدة بشأن التعريفات الجمركية، مؤكدين أن رؤية ترامب لهذا الملف على وجه التحديد قد تلعب دورًا حاسمًا في بقائه رئيسًا للبلاد من عدمه. وقال ستيفن بانون، كبير الإستراتيجيين السابق في البيت الأبيض بعهد ترامب، الذي صاغ الرسالة الاقتصادية لحملته لعام 2016 وحذر مرارا من المخاطر التي تشكلها الصين: "لقد ولت أيام الارتياح تجاه الصين.. السياسة الآن تقود الاقتصاد". وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى نقاط أخرى قد يكون لها تأثيرها الخاص على سياسات الرئيس ترامب، حيث بات من المحتمل أن يؤدي فرض رسوم جديدة على الصين إلى إلحاق الضرر بالمزارعين الأمريكيين وبسوق الأوراق المالية وربما الإضرار بالاقتصاد بشكل عام. وعلى المستوى السياسي، قد يرى ترامب أن توقيعه للاتفاق يمكن أن يعرضه لهجمات الديمقراطيين، خاصة إذا كان ينظر إليها على أنها ضعيفة. بعد مبادرة طريق الحرير.. واشنطن تخشى «الحزام الصيني» ومن ناحية أخرى، من شأن الخط المتشدد فيما يتعلق بالمفاوضات بين الولاياتالمتحدةوالصين أن يسمح للرئيس بتلبية أهم رغبات قاعدته السياسية والظهور كبطل للعمال الأمريكيين، وإنهاء أي محاولات من جانب الديمقراطيين لنسف هذه الرؤية. رؤية ترامب بشأن عملية التفاوض مع الصين بشأن الاتفاق التجاري تخضع بشكل رئيسي إلى العديد من الظروف السياسية، والتي قد تحدد خطواته المقبلة في هذا الملف السياسي الحيوي.