من المتوقع أن تراهن الولاياتالأمريكية على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بكوريا الشمالية في الوقت الحالي، وبالأخص في أعقاب موسم كارثي على مستوى الحصاد الزراعي باتت الولاياتالمتحدة حريصة على التعامل بشكل يسمح لها بالسيطرة على أنشطة كوريا الشمالية بشكل عام، إلا أنها لا تزال تعجز عن إيجاد الوسيلة المناسبة لتنفيذ إستراتيجيتها، لا سيما في أعقاب فشل القمة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في هانوي بفيتنام فبراير الماضي. فشل القمة أعلن بشكل شبه رسمي انتهاء الإستراتيجية التي اتبعها الرئيس الأمريكي بشكل واضح، فيما يتعلق بالنواحي الدبلوماسية مع نظيره الكوري الشمالي، الأمر الذي بات يلح على الولاياتالمتحدة لإيجاد وسائل ضغط أخرى. وعرضت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مجموعة من التقارير التي تشير إلى أن إستراتيجية ترامب ربما قد تعثر على أهدافها من خلال الاعتماد على الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها كوريا الشمالية بشكل رئيسي. انقسام في إدارة ترامب حول تعامله مع ملف كوريا الشمالية ومن بين تلك التقارير، كشف الأممالمتحدة، وعرضت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مجموعة من التقارير التي تشير إلى أن إستراتيجية ترامب ربما قد تعثر على أهدافها من خلال الاعتماد على الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها كوريا الشمالية بشكل رئيسي. انقسام في إدارة ترامب حول تعامله مع ملف كوريا الشمالية ومن بين تلك التقارير، كشف الأممالمتحدة، عن أزمة ضخمة في المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية في كوريا الشمالية، حيث قالت إن نحو 40% من سكان البلاد في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية بعد أن عانت البلاد من أسوأ موسم حصاد لها منذ عقد كامل. وأشار التقرير إلى أن صعوبة الموقف تأتي في الوقت الذي يتحدى فيه نظام كوريا الشمالية العقوبات الدولية للحفاظ على برنامجه للأسلحة النووية، والذي طالب كيم جونج أون ترامب بإلغائها لتسهيل مهام التفاوض بين البلدين بالمستقبل. وأدى موسم الحصاد السيئ في كوريا الشمالية إلى نقص قدره 1.36 مليون طن من الحبوب، مما أجبر حكومتها على تخفيض حصص الإعاشة اليومية إلى أقل من 11 أوقية لكل شخص في يناير، مقارنة ب380 جراما في العام السابق، وذلك وفقًا لأرقام برنامج الأغذية العالمي والزراعة. «الوجوه المتعددة».. سياسة كوريا الجنوبية في التعامل مع جارتها الشمالية وقالت المنظمة في تقييمها المشترك، إن حصص الإعاشة قد تنخفض أكثر بين يوليو وسبتمبر عندما تكون المحاصيل عادة في أقل مستوياتها على مدى العام. وقالت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة: "قد يتدهور الوضع أكثر خلال موسم العجاف من مايو إلى سبتمبر، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية مناسبة وعاجلة". واسترجعت الصحيفة الأمريكية زمن انهيار نظام الحصص التموينية الحكومي في كوريا الشمالية خلال المجاعة التي حدثت في أواخر التسعينيات، والتي أودت بحياة ما يصل إلى ثلاثة ملايين شخص حسب بعض التقديرات. ومنذ ذلك الحين، تعلم ملايين الكوريين الشماليين الدفاع عن أنفسهم بتأمين الغذاء من خلال أسواق غير رسمية، لكن الملايين لا يزالون يعتمدون على نظام الحصص، بما في ذلك الجنود والعمال في المصانع التي تديرها الدولة، وهو ما يعني أن أي نقص في مستويات الحصاد الزراعي سيؤدي إلى أزمة حقيقية. تقارير أمريكية تكشف: كوريا الشمالية مستمرة في أنشطتها النووية ورأت الصحيفة أن أولئك الذين يظلون في نظام الدولة، بما في ذلك النخب، يُعتقد أنهم يعانون من العقوبات الدولية أكثر من أولئك الذين يعتمدون على أنشطة السوق، والتي من بينها أيضًا بعض الأنشطة غير المعروفة بالنسبة للدولة لتأمين السلع. رغم التوتر.. العرض العسكري لكوريا الشمالية يبعث برسائل طمأنة لجيرانها ومنذ عام 2016، فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سلسلة من العقوبات التي تحظر تصدير الفحم وغيره من المنتجات الكورية الشمالية الرئيسية، وكذلك السيطرة على وارداتها النفطية بشكل كبير، وقد حرمت العقوبات النظام من مصادر دخل مهمة، كما أضعفت قدرته على استيراد الغذاء لتخفيف النقص المزمن في المحاصيل، الأمر الذي من الممكن أن تراهن عليه الولاياتالمتحدة لإعادة كوريا الشمالية لطاولة المفاوضات.