ظاهرة رصد السينما المصرية لقضايا العمال وبيئتهم في العمل وحياتهم، صعدت بشكل ملحوظ في فترات بعينها، ثم تقلصت في فترات أخرى، حتى تكاد تكون تلاشت تمامًا في الأول من شهر مايو كل عام، يحتفل العالم بيوم العمال، أو ما يطلق عليه "عيد العمال"، وهو يوم يعتبر عطلة رسمية في أغلب دول العالم، وكانت بدايته مبكرًا في أستراليا عام 1856، ثم انتقل إلى ولاية شيكاغو الأمريكية عام 1886، حيث نظم العمال حينها إضرابًا شارك فيه نحو 400 ألف عامل، وهو ما نتج عنه اشتباك مع القوات ووقوع ضحايا، وكانت الواقعة بمثابة دافع لغالبية دول العالم للاعتراف باليوم كعيد عالمي رسمي للعمال. ولم تكن السينما المصرية بعيدة أبدًا عن التأكيد على قيمة العمل والاحتفاء بالعمال ومناقشة قضاياهم في العديد من الأفلام، وفي مقدّمتها: العامل (1943) فيلم للمخرج أحمد كامل مرسي، تأليف محمد عبدالجواد، بطولة: حسين صدقي، فاطمة رشدي، وزكي طليمات، ويدور حول "الأسطى أحمد"، عامل في أحد المصانع الكبرى، وهو من أشد المدافعين عن حقوق العمال، ويلتف حوله بقية العمال من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم، خاصة حينما يصاب عامل إصابة تكون نتيجتها أن يفصل العامل (1943) فيلم للمخرج أحمد كامل مرسي، تأليف محمد عبدالجواد، بطولة: حسين صدقي، فاطمة رشدي، وزكي طليمات، ويدور حول "الأسطى أحمد"، عامل في أحد المصانع الكبرى، وهو من أشد المدافعين عن حقوق العمال، ويلتف حوله بقية العمال من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم، خاصة حينما يصاب عامل إصابة تكون نتيجتها أن يفصل من عمله دون تعويض، إلا أن أصحاب المصنع يحاولون طيلة الوقت أن يدبروا له المكائد واحدة تلو الأخرى في سبيل إثنائه عن نضاله. الأسطى حسن (1952) فيلم للمخرج صلاح أبو سيف، سيناريو وحوار السيد بدير، بطولة: فريد شوقي، هدى سلطان، حسين رياض، رشدي أباظة، وزوزو ماضي، والفيلم يتناول قصة عامل في ورشة خراطة الحديد، وهو شخص ناقم على معيشته وعلى ظروفه المادية القاسية، ولديه طفل من زوجته التي تحبه، إلا أنه يتعرف على إحدى سيدات المجتمع الراقي فتُعجب به وتنتشله من حياته وورشته على أمل أنه يصير رجل أعمال، ولكن في النهاية يعود "الأسطى حسن" إلى ورشته وزوجته. باب الحديد (1958) فيلم للمخرج يوسف شاهين، تأليف عبدالحي أديب ومحمد أبو يوسف، بطولة: فريد شوقي، هند رستم، يوسف شاهين، وحسن البارودي، ويتناول الفيلم حياة العمال في القطارات وبائعي الجرائد من خلال "قناوي" بائع الجرائد في محطة مصر، وهو مريض نفسيًا، ويقع فى غرام "هنومة" بائعة المياه الغازية، ويرغبها جسديًا، في حين أنها لا تملك تجاهه إلا مشاعر الشفقة وتحب آخر يعمل معهما في المحطة، وحينما يقرران الزواج يقرر "قناوي" قتلها، لكن القدر يضع فتاة أخرى في طريقه عن طريق الخطأ. الأيدي الناعمة (1963) فيلم للمخرج محمود ذو الفقار، سيناريو وحوار يوسف جوهر عن قصة توفيق الحكيم، بطولة: صباح ومريم فخر الدين وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وليلى طاهر، ويحتل المركز رقم 77 في قائمة أفضل 100 فيلم مصري، ومن أكثر الأفلام التي تُعرض على الشاشات في عيد العمال، حيث تدور أحداثه حول "البرنس شوكت حمودة" الثري الذي يفقد ممتلكاته، ولا يتبقى له سوى قصره بعد انتهاء فترة الملكية، ويتعرف على شاب عاطل حاصل على دكتوراه، يقترح عليه تأجير قصره، وخلال تعرضه لظروف مادية قاسية يصبح عاملا في زراعة الورود، في ظل مقاطعة ابنته التي قررت الزواج من مهندس بسيط يمتلك مصنعًا، إلا أن ظروفه المادية تجعله يعترف بخطئه ويعمل سائق أتوبيس نهري، بعد أن يقع في حب شقيقة زوج ابنته ويتصالح مع بناته. النظارة السوداء (1963) فيلم للمخرج حسام الدين مصطفى، عن قصة إحسان عبدالقدوس، بطولة: نادية لطفي، أحمد مظهر، أحمد رمزي، وأبو بكر عزت؛ حيث يقف خلاله المهندس "عمر" إلى جوار العمال ويدافع عن مصالحهم، ورغم أنه ينتمي إلى الطبقة الوسطى فإنه يقف ضد صاحب العمل من أجل عامل فقد ذراعه أثناء العمل، كما يسعى إلى إحداث تغيير في حياة الفتاة "ماجي". للرجال فقط (1964) فيلم للمخرج محمود ذو الفقار، وتأليف محمد أبو يوسف، بطولة: نادية لطفي، سعاد حسني، إيهاب نافع، حسن يوسف، ويوسف شعبان، وهو عمل يتناول دور المرأة العاملة، وتدور أحداث القصة حول مهندستين في الكيمياء، تم تعيينهما في شركة بترول بالقاهرة، لكنهما تسعيان إلى العمل في الصحراء بهدف استكشاف آبار بترول جديدة، لكن الشركة لا ترسل إلى هناك سوى الرجال فقط، لذا يتقدمان للعمل على أنهما رجلان، ويمارسان مهنتهما بكفاءة. النمر الأسود (1984) فيلم للمخرج عاطف سالم، تأليف أحمد أبو الفتح وبشير الديك، بطولة أحمد زكي، أحمد مظهر، ووفاء سالم، حيث يروي قصة عامل الخراطة الماهر "محمد حسن"، الذي تدفعه طموحاته ليغامر بالسفر إلى ألمانيا للعمل في مصانعها وهو لا يعرف كلمة أجنبية واحدة، وهناك اشتُهر في مجاله خاصة بعد اختراعه آلة جديدة، كما احترف الملاكمة، وساعده مدربه اليوناني "كوستا" وأطلق عليه جمهور الملاكمة لقب "النمر الأسود". أبو كرتونة (1991) فيلم للمخرج محمد حسيب، وتأليف أحمد عبدالرحمن، بطولة: محمود عبدالعزيز، سماح أنور، سعد نصر، وحسين الشربيني، ويتناول الفيلم مشاكل عمال المصانع وكواليس الفساد في الشركات من خلال قصة رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات يريد أن يتملّق العمال، فيقرر تعيين أحدهم وهو عامل المخازن "أبو كرتونة" واثقًا من أنه لن يفهم ما يدور حوله، ليتمكن من سرقة المصنع والمخازن، فيتفشى الفساد في الشركة ويكتشف العمال هذا الفساد ويتصدون له. بلية ودماغه العالية (2000) فيلم للمخرج نادر جلال، تأليف مدحت العدل، بطولة: محمد هنيدي، غادة عادل، سعيد صالح، وأحمد زاهر، وتدور أحداثه حول "بلية" الذي يعمل ميكانيكيًّا في إحدى الحارات من أجل استكمال تعليم أشقائه، ورفض بعدما صار ماهرًا ترك الورشة وتحمل مسئوليتها وحده بعد مرض صاحبها، ويقع في حب فتاة ثرية تُدعى "دنيا" كان قد قام بإصلاح سيارتها في إحدى المرات، لكن المشكلة أن هناك شابًا آخر ينافسه على حبها، لكن هذا الشاب يطمع في ثروة أبيها فقط، لجأ هذا الشاب إلى العديد من الوسائل غير المشروعة كالغش والتزوير. فتاة المصنع (2014) فيلم للمخرج محمد خان، تأليف وسام سليمان، بطولة: ياسمين رئيس، هاني عادل، سلوى خطاب، وسلوى محمد علي، والفيلم يتناول قضايا ومشكلات عاملات مصانع الملابس والأقمشة، حيث تدور أحداثه حول "هيام" فتاة في الواحدة والعشرين من عمرها، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة، دون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمعٍ يخاف من الحب، ويخبئ رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية. وغيرها من الأعمال السينمائية المصرية التي رصدت صورة العامل وقضاياه وحياته وأزماته.