تضم دير الزور أهم وأكبر حقول النفط في البلاد، وهي التيم والعمر، بالإضافة إلى حقول مهمة كالتنك والورد وخشام والخراطة والحسيان والجفرة، كذلك تضم أكبر حقل للغاز بعد إعلانها القضاء على تنظيم "داعش" في آخر معاقله بمدينة "دير الزور"، ضمن حملة عاصفة الجزيرة التي أطلقتها في سبتمبر عام 2017 بدعم من التحالف الدولي، أحكمت قوات سوريا الديمقراطية قواتها على على نصف محافظة دير الزور منذ نهاية مارس الماضي. ورغم دور قوات سوريا الديمقراطية التي تعرف ب"قسد" في القضاء على "داعش"، إلا أن تلك القوات أصبحت صداعًا في رأس سكان تلك المحافظة، بعد انتزاع السيطرة على دير الزور من التنظيم الإرهابي، وسيطرة الإدارة الذاتية الكردية على مصادر النفط في المحافظة، وهو ما اعتبره السكان العرب في المحافظة بأنه بمثابة احتلال كردي. وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية هي شريك الولاياتالمتحدة الرئيسي في سوريا، وطردت داعش من مساحة شاسعة من الأرض في شمال سوريا وغربها على مدى السنوات الأربع الماضية. انتفاضة دير الزور مدن وبلدات محافظة دير الزور، شهدت تظاهرات واحتجاجات واسعة في الجزء الخاضع لسيطرة قوات سوريا وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية هي شريك الولاياتالمتحدة الرئيسي في سوريا، وطردت داعش من مساحة شاسعة من الأرض في شمال سوريا وغربها على مدى السنوات الأربع الماضية. انتفاضة دير الزور مدن وبلدات محافظة دير الزور، شهدت تظاهرات واحتجاجات واسعة في الجزء الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، رفع خلالها المتظاهرون شعارات مناوئة ل(قسد) احتجاجًا على سياستها تجاه أبناء المنطقة، من تضييق واعتقالات، وطالب المتظاهرون بإخراج مقاتلي (حزب العمال الكردستاني) من المنطقة. وشهدت عشرات المناطق في دير الزور احتجاجات واسعة، ومن بينها مناطق البصيرة، ومويلح، والحصين، والمحيميدة، والجنينة، والشنان، والشحيل، وماشخ، الضمان، النملية، طيب الفال، الطيانة والدحلة، بحسب ناشطين. وأحرق المحتجون إطارات على امتداد طريق سريع من دير الزور إلى الحسكة تستخدمه شاحنات النفط، في تجارة مربحة سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمة داعش هناك في أواخر 2017. الأزمة السورية.. داعش يعود للواجهة وصفقة لإخراج إيرانوتركيا وكتب المحتجون على لافتة في قرية الشنان "أين نفطنا؟ أين وارداتنا؟ لن نقبل بعد اليوم نقل ثرواتنا خارج مناطقنا". وقال سكان ومحتجون وقادة عشائر إن السكان الغاضبين أجبروا شاحنات النفط من حقل "العمر" القريب، وهو أكبر الحقول التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، إلى العودة لغضبهم؛ ما يعتبرونه سرقة للنفط من مناطقهم. احتجاجات وتظاهرات "دير الزور" نابعة من واقع تهميش المكون العربي الذي يمثل 95 في المائة من السكان في تلك المنطقة. في المقابل ينفي مجلس سوريا الديمقراطية أن تكون هناك ممارسات تمييزية ضد السكان العرب في دير الزور، قائلا إن الاحتجاجات تعبر عن رغبة في تحسين الخدمات. احتكار وتهريب الناشط في دير الزور أبو علاوي الشعيطي، أكد أن "النفط يلعب الدور الأساسي في المنطقة، وخاصة بعد احتكار النفط من قبل قوات سوريا الديمقراطية وتهريبه إلى النظام ومناطق الأكراد في الحسكة والقامشلي". موضحا أن المظاهرات الأخيرة اندلعت بعد أن وردت معلومات تفيد بتهريب قوات سوريا الديمقراطية للنفط إلى كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي، بحسب "سكاي نيوز". كما اعتبر رئيس التيار العربي المستقل في دير الزور محمد شاكر أن النفط جزء من أزمة أكبر، حيث تعاني المناطق الواقعة شرق الفرات بالمحافظة من سياسة تمييز ضدهم من قبل الإدارة الذاتية الكردية. وقال شاكر لشبكة "سكاي نيوز عربية" إن السكان انتفضوا ضد المعاملة العنصرية واحتجاز المدنيين وتعنيفهم على الحواجز، وسلب ثروات المحافظة وانتشار عصابات مسلحة تابعة ل"قسد"، محذرا من انفجار الأوضاع باندلاع اقتتال عربي كردي. العدوان على سوريا.. هل تتصدى روسيا للهجوم الغربي المزعوم؟ وتابع قائلا إن المستفيد منه هما "تركياوإيران اللتان ستستغلان أي نزاع لفرض السيطرة على شرق الفرات". خزان الذهب الأسود ويطلق على دير الزور "خزان الذهب الأسود" في الشرق السوري، ويعد الصراع على الحقول النفطية والغازية هي المسألة الأهم في هذا الصراع المستمر، حيث تنتج دير الزور وحدها حوالي 60 % من الإنتاج العام في سوريا. وتضم دير الزور أهم وأكبر حقول النفط في البلاد، وهما التيم والعمر، بالإضافة إلى حقول مهمة كالتنك والورد وخشام والخراطة والحسيان والجفرة، كذلك تضم أكبر معمل للغاز في حقول كونيكو، وهي تشكل إلى جانب حقول البادية وحقول توينان والحباري والثورة أكثر من 60% من إنتاج البلاد. وهنا يبرز السباق بين الجيش والتحالف الأمريكي للسيطرة على الثروات النفطية والغازية في المحافظة. وواصلت قوات سوريا الديمقراطية بيع النفط للحكومة السورية في دمشق رغم هواجس الولاياتالمتحدة. وزادت شحناتها في الأسابيع الأخيرة لتخفيف نقص حاد في الوقود نجم إلى حد ما عن العقوبات الأمريكية على إيران وهي داعم مالي رئيسي للحكومة السورية الأمر الذي أضر بالاقتصاد السوري. وبطرد "داعش" من دير الزور، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على مجموعة من أكبر حقول النفط السورية لتسبق الجيش السوري وداعميه الروس في السيطرة عليها ، بحسب "يورونيوز". وتسيطر الحكومة السورية على مناطق غربي نهر الفرات بها موارد نفط أقل. النفط والفقر رئيس المجلس المدني في دير الزور غسان اليوسف يقول: "إن دير الزور مدينة غنية جدًا، بل هي أغنى محافظاتسوريا، حيث الطاقة النفطية وحقول الغاز، فضلاً عن وجود نهر الفرات والحقول الزراعية الضخمة"، إلا أنه أضاف لصحيفة "البيان" الإماراتية، أن "هذه المدينة الأفقر من بين المحافظات السورية". الإماراتوسوريا.. تقارب سياسي لاحتواء تركياوإيران ويعلل اليوسف سبب فقر هذه المحافظة، كونها من غير إدارة مدنية قادرة على توزيع هذه الثروات، فضلا عن تعاقب القوى الإرهابية عليها وحجم التخريب الذي حل بهذه المدينة بدءًا من جبهة النصرة إلى تنظيم داعش. ولا يتوقف ثراء هذه المحافظة على الثروات النفطية والزراعية، بل هناك الثروة البشرية الضخمة، حيث الآلاف من الشباب العاطل عن العمل، وجيش المغتربين في دول الإقليم والذي يقدر عددهم بنحو عشرة آلاف مغترب يضخون الكثير من الأموال إلى ذويهم، وهذا العامل الوحيد الذي أنقذ المدينة طوال السنوات الماضية.