وصل الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون، إلى روسيا، اليوم الأربعاء، استعدادًا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أملا في الحصول على دعم لاقتصاده المنهار بسبب العقوبات بعد شهرين من فشل كيم جونج أون، الزعيم الكوري الشمالي، في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيف العقوبات المفروضة عن بلاده بسبب برنامجها النووي، خلال القمة التي عقدت بينهما في العاصمة الفيتنامية هانوي، فبراير الماضي، يسافر كيم إلى روسيا في محاولة لكسب مساعدتها، حيث أضرت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأممالمتحدة بقيادة أمريكا، باقتصاد البلاد المتعثر بالفعل. وفي المقابل يسعى بوتين إلى الدخول لاعبًا رئيسيا في الأزمة التي تقع على حدود بلاده الشرقية، في شبه الجزيرة الكورية. وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إلى أنه لا توجد علامات على أزمة مالية أو إنسانية في كوريا الشمالية، لكن بعض المراقبين يقولون إن العقوبات، التي تم تشديدها على مدى السنوات القليلة الماضية، بدأت في تجفيف احتياطيات كيم من العملات الأجنبية تدريجيا. وفي الوقت الذي يسعى فيه كيم بكل الطرق الممكنة لجلب وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إلى أنه لا توجد علامات على أزمة مالية أو إنسانية في كوريا الشمالية، لكن بعض المراقبين يقولون إن العقوبات، التي تم تشديدها على مدى السنوات القليلة الماضية، بدأت في تجفيف احتياطيات كيم من العملات الأجنبية تدريجيا. وفي الوقت الذي يسعى فيه كيم بكل الطرق الممكنة لجلب العملة الصعبة، تقول وسائل الإعلام المحلية المملوكة للدولة، إن الكوريين الشماليين يمكنهم العيش "بالماء والهواء" فقط. وكانت روسيا، إلى جانب الصين، قد دعت إلى تخفيف العقوبات، رغم أن كلتيهما عضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي وافق على 11 جولة من العقوبات على كوريا الشمالية منذ عام 2006. ويقول بعض الخبراء إن كيم قد يطلب من بوتين في الاجتماع المقرر عقده في "فلاديفوستوك" غدًا الخميس، التعبير عن معارضته الشديدة للعقوبات وفرضها بشكل أقل صرامة، وإرسال المساعدات الغذائية الإنسانية إلى كوريا الشمالية. وما زال من غير الواضح مقدار المساعدة التي يمكن أن يحصل عليها كيم من بوتين، فمن غير المحتمل أن تتورط روسيا في انتهاك العقوبات بشكل علني، والوقوع في مواجهة دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة. وقال المحلل جو ميونج هيون، من معهد "آسان" للدراسات السياسية في كوريا الجنوبية، إن زيارة كيم لروسيا، وهي الأولى لرئيس كوري شمالي منذ عام 2011، ربما تم التخطيط لها قبل فترة طويلة من انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في فيتنام في فبراير. وأضاف جو أن كوريا الشماليةوروسيا أرادتا مناقشة التعاون الاقتصادي بينهما، على أمل أن قمة هانوي كانت لتسفر عن تخفيف العقوبات. ما سيظل، على الأرجح، على جدول أعمال القمة هو طلب كيم الحصول على مساعدات غذائية، ففي فبراير الماضي، أصدر كيم سونج سفير كوريا الشمالية لدى الأممالمتحدة، نداءً غير عادي لتقديم مساعدات غذائية "عاجلة". قمة كيم وبوتين.. لا جديد بانتظار كوريا الشمالية وألقى المسؤولون الكوريون الشماليون باللوم في نقص المواد الغذائية في البلاد على سوء الأحوال الجوية والعقوبات الاقتصادية. ونقلت الوكالة الأمريكية عن تشو بونج هيون، المحلل في معهد "آي بي كي" للأبحاث الاقتصادية في كوريا الشمالية، أن بيونج يانج تحتاج إلى أكثر من مليون طن من المساعدات الغذائية، لذا فإنها تريد من روسيا أن تقدم مئات الآلاف من أطنان الذرة والدقيق والمواد الغذائية الأخرى، مضيفا أن روسيا يمكن أن ترسل مواد غذائية إلى كوريا الشمالية، لكن سرا. ومن المرجح أن يثير كيم مسألة آلاف العمال الكوريين الشماليين في روسيا، الذين يتعين عليهم العودة إلى بلادهم، هم وغيرهم من العمال الكوريين الشماليين الآخرين في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية هذا العام بموجب عقوبات الأممالمتحدة. وقال شين بوم شول، المحلل بمعهد "آسان": "هناك احتمال كبير بأن يطلب كيم من بوتين التحلي بالمرونة في ما يتعلق بالقضية لأنها تتعلق بتدفق الدولارات لبلاده". وفي مايو من العام الماضي، قالت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية ترسل حوالي 50 ألف عامل للعمل في الخارج، معظمهم إلى الصينوروسيا، ويعملون في المصانع ومواقع البناء والمطاعم، وغالبا ما يكدحون في ظروف قاسية، وتأخذ حكومة كوريا الشمالية أجزاء كبيرة من رواتبهم، وفقا لنشطاء ومنشقين. بعد فشل كيم في الحصول على تخفيف العقوبات من ترامب في فيتنام، دعا إلى الوحدة الوطنية تحت لواء الاعتماد على الذات للتغلب على العقوبات، ووصفت وسائل إعلامه الرسمية الاعتماد على الذات بأنه "السيف العزيز"، وهو مصطلح كان يستخدم سابقا للإشارة إلى أسلحته النووية. وقال كيم في خطاب نادر أمام البرلمان الكوري الشمالي في وقت سابق من هذا الشهر "من الضروري أن تنتهي العقوبات المفروضة من القوات المعادية". وكانت قمة فيتنام قد انهارت بعد أن رفض ترامب مطالب كيم لإنهاء خمس من العقوبات ال 11 التي قال إنها تعرقل اقتصاد بلاده مقابل خطوات جزئية نحو نزع السلاح النووي. قمة مرتقبة بين بوتين وكيم.. وترامب يرحب بلقاء ثالث تشمل هذه العقوبات فرض حظر على الصادرات الرئيسية للبلاد مثل الفحم والمنسوجات والمأكولات البحرية؛ وتقليص كبير لواردات النفط؛ وإعادة العمال الكوريين الشماليين في الخارج بحلول شهر ديسمبر. هذه العقوبات، التي تمت الموافقة عليها واحدة تلو الأخرى منذ عام 2016 عندما بدأ كيم سلسلة من التجارب النووية والصاروخية، تسبب المزيد من الأضرار بالإضافة للعقوبات الست التي سبق فرضها، وتستهدف صناعة الأسلحة في كوريا الشمالية. وتؤثر العقوبات الجديدة بشكل خاص على التجارة الخارجية الرسمية لكوريا الشمالية، فوفقًا لأرقام الجمارك الصينية، انخفضت واردات الصين من كوريا الشمالية بنسبة 88%، والصادرات إلى كوريا الشمالية بنسبة 33% في عام 2018. وقال البنك المركزي في كوريا الجنوبية إن اقتصاد كوريا الشمالية تقلص بنسبة 3.5% في عام 2017 مقارنة بالعام السابق. وتقول مجموعات مراقبة كوريا الشمالية في "سيول" إن أسعار الأرز والسلع الأساسية الأخرى في مئات الأسواق الكورية الشمالية، لم تتغير إلى حد كبير، وأكدت وكالة التجسس الكورية الجنوبية لبرلمان البلاد الشهر الماضي أنها لم تكتشف أي علامات على حدوث مجاعة جماعية في كوريا الشمالية. وقال بعض الخبراء ل"أسوشيتد برس" إنه من المحتمل أن كيم استخدم جزءا من احتياطياته من العملات الأجنبية لاستيراد سلع من الصين للحفاظ على استقرار الأسعار. ويقول البعض إن العجز التجاري الهائل لكوريا الشمالية، ربما قابلته التجارة الحدودية غير المشروعة مع الصين والتي من المحتمل أن تزدهر مرة أخرى بعد فرض عقوبات الأممالمتحدة، ويقول آخرون إن كوريا الشمالية تحاول إنتاج سلع كانت تستوردها في السابق. وأشار جو ميونج هيون من معهد "آسان" إلى أنه "من المؤكد أن كوريا الشمالية تنفق مبالغ كبيرة من المال"، مضيفا "عندما تنفد أموالها، فسوف تواجه وضعا صعبا، وستصعد الدعوات لتخفيف العقوبات". رسائل كوريا الشمالية من اختبارات السلاح الجديدة وأكمل جو أنه لا توجد بيانات مؤكدة بشكل مستقل عن حجم احتياطي العملات الأجنبية في كوريا الشمالية، لكن بعض الاقتصاديين يقدرونها ب5 مليارات دولار، وتختلف التقارير الخارجية حول المدة التي تستطيع فيها كوريا الشمالية تحمل تأثير العقوبات دون فوضى اقتصادية واجتماعية كبيرة. ويتوقع تشو أن تصمد كوريا الشمالية خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة القادمة، لكن آخرين يقولون إنها قد تواجه استنزافًا لاحتياطياتها من العملات الأجنبية عاجلا، بحلول ديسمبر أو العام المقبل على أقرب تقدير. ونقلت الوكالة عن عدد من الخبراء قولهم إنه إذا كان هناك مؤشر على وجود أزمة إنسانية في كوريا الشمالية، فإن الصين ستقوم على الأرجح بتقديم مساعدات غذائية كبيرة لمنع هجرة اللاجئين من الشمال. ومن جانبه ذكر ثاي يونج هو، وهو دبلوماسي سابق في سفارة كوريا الشمالية في لندن والذي انشق إلى كوريا الجنوبية في عام 2016، في مقال له أن هناك شائعات بين سكان كوريا الشمالية بأن الرئيس الصيني شي جين بينج سيزور بيونج يانج في مايو المقبل، وأضاف: موقف كوريا الشمالية المتشدد سيستمر في الوقت الحالي إذا حصلت على مساعدات من روسياوالصين.