أتى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المعونة التي تقدمها الولاياتالمتحدة لبعض دول أمريكا الوسطى، بمثابة نسف للسياسات التقليدية لواشنطن مع هذه البلدان لم يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوى استخدام الكارت التقليدي للولايات المتحدة للضغط السياسي، والذي يتمثل في المناورة بورقة المعونة لتنفيذ غرض محدد، في التعامل مع ملف المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى إلى الولاياتالمتحدة بشكل رئيسي. خطة الرئيس ترامب بقطع المساعدات عن ثلاث دول في أمريكا الوسطى لفشلها في وقف تدفق المهاجرين نحو الولاياتالمتحدة، كانت مخالفة لسياسة تمتد لسنوات تتمثل في دراية واشنطن بأن أفضل طريقة لوقف الهجرة هي مهاجمة أسبابها الجذرية. صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ألقت الضوء على قرار ترامب وتهديداته المستمرة إلى الدول مصادر المهاجرين، مؤكدة أن هذا التوجه يتعارض مع النهج الذي دعا إليه الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، برفقة آخرين، والذي يحث واشنطن على التعاون مع حكومته من خلال استثمار مليارات الدولارات في أمريكا الوسطى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ألقت الضوء على قرار ترامب وتهديداته المستمرة إلى الدول مصادر المهاجرين، مؤكدة أن هذا التوجه يتعارض مع النهج الذي دعا إليه الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، برفقة آخرين، والذي يحث واشنطن على التعاون مع حكومته من خلال استثمار مليارات الدولارات في أمريكا الوسطى وجنوبالمكسيك، بحجة أن التنمية الاقتصادية والحد من العنف هي أكثر الطرق فعالية لتشجيع سكان تلك المنطقة على البقاء في وطنهم. ترامب: الجيش يمول «جدار المكسيك».. وخبراء: خطة فاشلة وقالت أدريانا بلتران، مديرة أمن المواطنين في مكتب واشنطنلأمريكا اللاتينية، وهي مجموعة أبحاث في مجال حقوق الإنسان تتابع المساعدات عن كثب، إن قطع المعونات الأمريكية بمثابة "نسف للتوجهات السياسية الأمريكية". الرئيس الأمريكي الغاضب من الأعداد المتزايدة للعائلات التي تصل إلى الحدود الجنوبية لطلب اللجوء، أبلغت إدارته الكونجرس في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، أنها تعتزم إعادة النظر في برامج المعونة المقدمة لجواتيمالا وهندوراس والسلفادور، والمقدرة ب450 مليون دولار، وقد أرسلت بالفعل تعليمات إلى السفارات في المنطقة بهذا النهج. وفي حين أن المشرعين لديهم أدوات للرد على هذا القرار، فمن الممكن أن يتم تعليق بعض، إن لم يكن كل هذه المساعدات، في الوقت الحالي. وترى الصحيفة الأمريكية أن القرار يأتي عكس السياسة الأمريكية التقليدية في المنطقة، خاصة أن الأمر لن يقتصر على خفض المساعدات التنموية والإنسانية، ولكنه سيوقف أيضًا الجهود المشتركة لإنفاذ القانون، مثل الوحدات المناهضة للعصابات. ترامب يقترب من اعتماد مقترح «غير إنساني» بشأن الأطفال المهاجرين وقال خوان جونزليس، مساعد وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إن هذا القرار سيضر بالتعاون بين الولاياتالمتحدة وتلك البلدان فيما يتعلق بالوحدات التي تشرف عليها واشنطن لمكافحة العصابات وغيرها من عمليات التهريب على الحدود مع تلك البلدان. وقبل يوم واحد فقط من إدلاء ترامب بهذه التعليقات، وقّعت الولاياتالمتحدة اتفاقية لأمن الحدود مع حكومات أمريكا الوسطى الثلاث التي تهدف إلى زيادة التعاون في مكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة. وفي هذا السياق، أضاف جونزاليس أن سحب المساعدات "يقوض مصلحتنا"، مشيرًا إلى أن "الولاياتالمتحدة حققت بالفعل نجاحًا ضد العصابات من خلال التعاون مع هذه البلدان وتطبيق القانون الإقليمي". وكان لقرار ترامب أيضًا أصداء تدوي في المكسيك، والتي كانت الحكومة هناك قد هُزت بالفعل بسبب تهديد ترامب بإغلاق أجزاء أو كل الحدود في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وذلك ردا على زيادة الهجرة. الجولف يشهد على مخالفة ترامب لسياساته ضد المهاجرين ووضح أن ملف المهاجرين لا يزال يمثل أزمة سياسية كبيرة للولايات المتحدة، خاصة أن الرئيس الأمريكي لم يتردد في الدخول في حرب سياسية ضخمة مع الكونجرس بشأن تمويل بناء الجدار على الحدود مع المكسيكجنوبالولاياتالمتحدة.