طريق الكباش اكتشف عام 1949.. مسجد وكنيستان عطلا الانتهاء من تسليمه.. وخبراء: سيكون أكبر خطوة فى تحويل الأقصر لمتحف مفتوح.. وموعد افتتاحه غير معلوم سبعون عاما، هى الفترة التى بدأ العمل فيها لتطوير مشروع طريق الكباش، بعد اكتشافه، والذي يعد ضمن أهم المشاريع السياحية فى محافظة الأقصر، إلا أن بداية العمل الفعلي كانت فى العام 2005، في أثناء ولاية اللواء سمير فرج كأول محافظ للأقصر، لكن المشروع الأهم فى المحافظة، والذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك، تعرض للعديد من الأزمات، التى تقف عائقا فى سبيل تسليمه حتى الآن. عقب ثورة يناير، توقف المشروع بسبب الأحداث التى عاشتها البلاد، وعدم وجود اعتمادات مالية، كما أن عملية نزع ملكية المباني السكنية، والأراضي المملوكة للأهالي استغرقت وقتا ليس بالقليل. بداية مشروع الكباش فى العام 1949، وفي أثناء عمليات الحفر للتنقيب عن الآثار، تم العثور على عدد من التماثيل، لأبي الهول، ليكتشف القائمون على عملية الحفر، أنهم فى موقع مهم، وأن المنطقة التى يجرى العمل بها، هى طريق فرعوني كان يطلق عليه أيام الفراعنة "تا ميت رهنت "، وترجمتها "طريق الكباش"، وظلت عملية بداية مشروع الكباش فى العام 1949، وفي أثناء عمليات الحفر للتنقيب عن الآثار، تم العثور على عدد من التماثيل، لأبي الهول، ليكتشف القائمون على عملية الحفر، أنهم فى موقع مهم، وأن المنطقة التى يجرى العمل بها، هى طريق فرعوني كان يطلق عليه أيام الفراعنة "تا ميت رهنت "، وترجمتها "طريق الكباش"، وظلت عملية التنقيب فى المنطقة، حتى توقفت حين اصطدمت بمباني الأهالي، لكن قرارا صدر فى العام 2009، بتعيين اللواء سمير فرج ليكون أول محافظ للأقصر بعد تحويلها من مدينة لمحافظة، ليتخذ القرار الذي وصف حينها بالجرىء، باعتبار كل المباني الواقعة فى طريق الكباش منفعة عامة. هنا تفهم الأهالي أنه لا سبيل إلا المغادرة، والحصول على التعويضات المقدمة من المحافظة، لاستكمال المشروع، لتستأنف عملية التنقيب وكشف ملامح الطريق بداية من العام 2005، لكن تعثرات ومشكلات عدة بدأت فى الظهور خلال عملية البحث، فأحد مساجد المتصوفة، والذي كان يطلق عليه لقب سيدي المقشقش، وكنيستي العذراء والإنجيلية، تقف عائقا أمام استكمال المشروع. إزالة مسجد "المقشقش" مسجد المقشقش كان يعد ضمن أحد أشهر المساجد فى محافظة الأقصر، وكان المسجد يقع شمال معبد الأقصر فى طريق معبد الكباش، لكن أحد قرارات اللواء سمير فرج محافظ الأقصر آنذاك كان إزالة المبنى، لينفذ القرار فى العام 2010، هنا جن جنون المتصوفة فى الأقصر، فالمسجد كان لأحد أقطاب الصوفية، لتخرج التظاهرات الرافضة لعملية الإزالة، لكن الأمر قد انتهى ولم يتبق منه إلا الركام. بنى مسجد المقشقش، النائب المسيحي الوفدي، توفيق إندراوس، وهو طبيب مسيحي، قيل إنه أسلم على يد أبو الحجاج الأقصري، وهو أحد أهم رواد الصوفية فى مصر والمنطقة العربية، وكانت النساء تذهبن للمسجد، كواحد من طقوس الزواج فى المحافظة، حتى إن عددا من الأهالي لا يزال يذهب لموقع المسجد المنهدم للتبرك به. طريق الكباش والأزمة الطائفية الأزمة الكبرى هى التى تعرض لها المشروع أثناء اصطدامه بمبنيين، أحدهما تابع للكنيسة الإنجيلية، والآخر للكنيسة الأرثوذكسية، انتهت بلقاء جمع ممثلي الكنيستين، مع رئيس الهيئة الهندسية حين ذاك اللواء كامل الوزير، ووزير الآثار خالد العناني، بمكتب محافظ الأقصر، بعد أن حاولت عدة أطراف إشعال الأزمة بين الكنيسة والدولة. كنيسة الأرثوذكس التاريخية ما إن اعتمد قرار إزالة كنيسة السيدة العذراء "مريم"، حتى خرج العديد من أبناء الكنيسة للاعتراض على القرار، حتى إن عددا منهم وقف فى وجه المعدات التى جاءت لتنفيذ قرار الإزالة، معترضين على قرار إزالة كنيسة تاريخية تجاوز عمرها بحسب قيادات كنسية 110 أعوام، كما أن باطنها يحتضن جثامين عدد من الكهنة والقساوسة، مطالبين الدولة حينها بالبحث عن حل آخر غير إزالة الكنيسة. هنا تدخلت الدولة ممثلة فى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ووزير الآثار، ليُعقد اجتماعٌ فى مبنى المحافظة وبحضور ممثل عن الكنيسة الإنجليلة، ليتم الاتفاق على إزالة المبنى الخدمي، والإبقاء على الكنيسة، كما تم الاتفاق حينها على إزالة الكنيسة الإنجيلية وتعويض الطائفة بمبنى آخر بعيدا عن موقع المشروع. القس أرمانيوس فريد، ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ببيت العائلة، وكاهن بكنيسة السيدة العذراء مريم بالأقصر، قال إن المبنى الخدمي التابع للكنيسة الأرثوذكسية لم يتم إزالته حتى الآن، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي توصلنا إليه يقضي بهدم المبنى بعد الانتهاء من تجهيز مبنى خدمي آخر، ونقل المحتويات إليه. وأكد أرمانيوس، فى تصريحات ل"التحرير"، أن المبنى الجديد سيتم إقامته بجوار مدرسة وادي الملكات الابتدائية، بجوار طريق الكرنك، مشيرا إلى أن الأعمال الإنشائية مستمرة، لكن ميعاد الانتهاء من إنشاء المبنى غير معلوم. الكنيسة الإنجيلية: "هننقل لما نصلي فى المبنى الجديد" منذ اللحظة الأولى، ولم يعترض ممثلو الكنيسة الإنجيلية على إزالة الكنيسة ومبنى الخدمات التابع لها، لكن مطلبا بإنشاء كنيسة ومبنى خدمي بديل، كان المطلب الوحيد، وهو ما استجابت له الدولة، لكن حتى الآن لم يتم إزالة المبنى، وهو ما يقف عائقا أيضا أمام استكمال المشروع. القس محروس، راعي الكنيسة الإنجيلية بالأقصر، قال إن الاتفاق الذي جرى، كان يقضي بالانتهاء من عملية إنشاء الكنيسة والمبنى الخدمي التابع لها، وتم التأكيد على أن عملية الإزالة لن تتم إلا بعد أن نصلي فى المبنى الجديد، مؤكدا أن المبنى الخدمى التابع للكنيسة تمت إزالته وإحدى المدارس عام 2010. وأشار محروس فى تصريحات ل"التحرير"، إلى أن موقع الكنيسة الجديد تم الاتفاق عليه من قبل ثورة 25 يناير، فى منطقة سيالة بدران، وكل ما يشاع عن إقامة الكنيسة فى مواقع أخرى غير صحيح، مضيفا: أحد المهندسين الاستشاريين يتابع عملية الإنشاء أولا بأول، لكن ليس لدينا معلومة عن توقيت جاهزية المبنى. أولى خطوات تحويل الأقصر لمتحف مكشوف الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك، قال إن موعد تسليم مشروع طريق الكباش لم يتم تحديده حتى الآن، ونأمل أن يتم الافتتاح خلال العام الجارى، نظرا لأهمية هذا المشروع القومي، فى دعم حركة السياحة الوافدة لمصر، كما أنه أولى الخطوات الكبيرة فى تحويل الأقصر لمتحف عالمي مفتوح. وأكد الصغير فى تصريحات ل"التحرير"، أن الطريق مر بمراحل عدة منذ اكتشافه عام 1949، وكانت الفترة الأكبر فى التوقف بعد ثورة 25 يناير واستمرت حتى شهر أغسطس 2017، بسبب الأحداث التى شهدتها البلاد، وتوقف الاعتمادات المالية لاستكمال المشروع، مشيرا إلى انتهاء كل المشكلات باستثناء، أزمة الكنيستين، والتى شارفت على الانتهاء. وأشار الصغير إلى أن هذا المشروع يعد ضمن أضخم المشروعات التى تشهدها محافظاتالأقصر، فبعد الانتهاء منه سيحدث إثراء للحياة السياحية فى مصر، لأنه أطول طريق للاحتفالات والمواكب فى مصر الفرعونية القديمة، ويبلغ طوله 2700 متر، كما أنه من أكبر المواقع الأثرية. مدير آثار الكرنك، أكد استكمال عمليات الحفائر فور افتتاح الطريق، لأن الاكتشافات التى تم التوصل لها خلال العمل فى المشروع، وكان أهمها، معاصر النبيذ، ومقاييس النيل، والاستراحات المقدسة، والمناطق الصناعية للفخار، كلها تشير إلى وجود كنوز أخرى فى المنطقة. أهمية المشروع فى دعم السياحة طريق الكباش، هو أحد أهم المشاريع السياحية، فى محافظة الأقصر، وهو عبارة عن ممشى لتماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2750 مترا، من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وسيكون له دور هائل فى دعم الحركة السياحية، بحسب المعنيين، كما أنه سيخدم عملية البيع والشراء بالمحافظة بوجود السياح ليلا بالشوارع، كما أن الخبراء يتعاملون مع المشروع على اعتباره أولى الخطوات المهمة فى تحويل مدينة الأقصر لمتحف مكشوف. "التحرير" حاولت التواصل مع المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، لمعرفة ما إذا كانت لديه معلومة حول موعد افتتاح طريق الكباش، لكن الرجل لم يستجب لهاتفه.