كمال: ما حدث تسبب فى اضطرابات لآلاف من الطلاب وأسرهم وعكس سوء التخطيط والتخبط فى الوزارة.. وبركات: أمر حدث فى كل تجربة جديدة.. والكومي: هناك حلول غير تقليدية لهذه الأزمة على مدى الثلاثة أيام الماضية لا صوت يعلو فوق صوت «فشل منظومة التابلت» فى الشارع المصري، حيث سيطرت حالة من الترقب والقلق على طلاب الصف الأول الثانوى وأولياء الأمور، بعدما لم يتمكن الطلاب على مستوى الجمهورية من أداء امتحاني اللغة العربية والأحياء، نتيجة سقوط السيرفر الخاص بالامتحان، وهو الأمر الذى دفع الوزارة إلى إلغاء الامتحان التجريبى، لتتحول حالة القلق إلى حالة من السخط العارمة ضد هذا النظام، وجعلهم يطالبون بالعودة مرة أخرى إلى الامتحان الورقى وعدم المتاجرة بمستقبل أبنائهم. عقب فشل الامتحان التجريبى انقسم أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمي حول الأزمة، حيث صب بعضهم جام غضبهم على وزارة التربية والتعليم، مطالبين باستدعاء وزير التربية والتعليم داخل مجلس النواب، واصفين ما حدث بالكارثة بكل المقاييس، بينما يرى الطرف الآخر أن ما حدث فى امتحانات الصف الأول الثانوى أمر طبيعى ولا يوجد عقب فشل الامتحان التجريبى انقسم أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمي حول الأزمة، حيث صب بعضهم جام غضبهم على وزارة التربية والتعليم، مطالبين باستدعاء وزير التربية والتعليم داخل مجلس النواب، واصفين ما حدث بالكارثة بكل المقاييس، بينما يرى الطرف الآخر أن ما حدث فى امتحانات الصف الأول الثانوى أمر طبيعى ولا يوجد به ما يدعو للقلق، مؤكدين أن أى تجربة جديدة يكون لها إيجابياتها وسلبياتها، وأن ما حدث لن يؤثر عليهم. طلب إحاطة عاجل حالة الغضب داخل لجنة التعليم والبحث العلمي المنوط بها الرقابة على وزارة التربية والتعليم، كان قائدها النائب عبد الحميد كمال عضو مجلس النواب، الذى تقدم ببيان عاجل وطلب لاستدعاء وزير التربية والتعليم، بسبب ما حدث فى امتحان الصف الأول الثانوي، مؤكداً أن ما حدث يعكس سوء التخطيط والتخبط وعدم وجود سيستم وسقوط شبكة الإنترنت، ما تسبب فى اضطرابات لآلاف من الطلاب وأسرهم. وأكد كمال فى البيان الذى تقدم به: "استناداً لحكم المادة 134 من الدستور والمادة 215 من اللائحة الداخلية، أرجو الموافقة على إدلائي ببيان عاجل نظرا لأهمية الحدث باعتباره هاما وعاجلا، وهو ما يتعلق بامتحانات الصف الأول الثانوي أول من أمس الموافق 24 مارس 2019، وتهديد مستقبل طلاب الصف الأول الثانوي، حيث لم يمكن الطلاب من أداء الامتحان نتيجة سقوط السيستم الخاص بالمدارس وكذلك الوزارة، مما أربك أولياء الأمور والطلاب والمدرسين. عدم تكرار الأزمة أداة للتقييم فقط وعلى النقيض تماماً كان لفايز بركات، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، رأي مغاير تماماً للرأى السابق، حيث أكد أن «نظام التابلت» لا يتعدى كونه أداة لتقييم الطالب بطريقة صحيحة وعصرية، وتوسيع دائرة المعرفة الخاصة بالطلاب، من خلال الاستفادة من الكتب الموجودة عبر بنك المعرفة، من خلال المواد التفاعلية التى وضعتها الوزارة عليه. الخلل متوقع وأضاف بركات فى تصريحات خاصة ل"التحرير": لا يمكن أن نحكم على منظومة التابلت بالفشل، لأن ما يحدث على مدى اليومين الماضيين فى الامتحان التجريبي، أمر يحدث مع تطبيق أى منظومة جديدة ودائما ما تظهر بعض الأخطاء والمعوقات، مضيفاً: التجربة لها مميزات وسلبيات لا بد أن نعمل على القضاء على السلبيات ونعظم الاستفادة من السلبيات. وشدد بركات على أن "الوزارة أعلنت من البداية أن هذا العام سيكون تجريبيا على جميع طلاب الصف الأول الثانوى، مما يعنى أن جميع الامتحانات ستكون تجريبية حتى لا يتعرض الطلاب إلى أى ضرر سواء أدى الامتحان ورقيا أو إلكترونيًا أو لم يؤد الامتحان من الأساس فلا داعى لهذا القلق". وحول العطل الذى الذى ألمَّ بالسيرفر، قال بركات: البرنامج تعرض لضغط كبير جدًا خلال الفترة الماضية، حتى وصل عدد الزائرين فى اليوم الأول 4 ملايين شخص، على الرغم من أن عدد طلاب الصف الأول لا يتجاوزون ال650 ألفا، مما تسبب فى تعطل النظام بالكامل وحرمان الطلاب من أداء الامتحان. تقصير الوزارة أما النائب محمد الكومي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، فقال لا أعرف لماذا كل هذه الضجة، هذا نظام جديد وأي نظام جديد يحتاج إلى عمليات تجريبية أو بدايات تجريبية، لا يمكن أن يحكم على التجربة في بدايتها، لا أفهم لماذا يحكم الآن وعلى أي أساس. وأكد الكومى فى تصريحات خاصة ل"التحرير" هذا تحول كبير جدا فى نظام تعليمي أكد الجميع أنه فاشل، الذي تسبب في خروجنا من التصنيف العالمي. وشدد على أن "ما يحدث الآن ثورة تعليمية، هذا التغيير حقيقي، وليس تغييرا شكليا، لأنه تغيير في منظومة التعليم بالكامل، في كل شيء، في أسلوبه وطرقه ومعاييره وامتحاناته، طرق تقييمه وطرق تلقيه والتفاعل فيه، فكيف نحكم على المنظومة بالفشل في أول تجربة لها". وأكد الكومى أن ما حدث ليس دليلا على الفشل وإنما مجرد بداية وتجربة، كما أكد الدكتور طارق شوقي أن هذا الامتحان ما هو إلا نموذج تجريبي، وفي البدايات التجريبية من الممكن أن تحيد عن المسار المطلوب ولا تحقق النتائج المرجوة، ومن المفترض أن نبحث عن المشكلة وإيجاد حلول لها وليس بالحكم عليها بالفشل فهذا تهريج، ولا بد أن نتناول الموضوع بحكمة وعقلانية وتفكير منطقي، بالنظر إلى مدى قابلية هذا النظام ومدى استيعاب الطلاب له وأين القصور ووضع الحلول. واستطرد: "بعدما حدث اجتمعنا بالدكتور طارق شوقي وكان على دراية تامة بكل ما حدث، فقد دخل الكثير من الطلاب على الموقع لأداء الامتحان التجريبي، مما تسبب في وقوع الشبكة، وهذا أمر طبيعي، هذا الهجوم يمكن أن يحدث إذا قال المسئولون إنه ليس هناك حل لهذه المشكلة، ففي هذه الحالة نستطيع أن نقول إن هذه المنظومة مختلة". أين الحلول؟ حول الحلول لهذه الأزمة قال الكومي: "هناك حلول كثيرة، أبرزها أن يتم إجراء الامتحان على مراحل، يدخل الطلاب مجموعات على التوالي أو يتم إجراؤه فى كل محافظة على حدة، متابعا: "فى ظل اعتماد هذا النظام على الإنترنت، من الممكن أن تتم إتاحة الامتحان لكل 30 ألفا فقط، يمتحنوا اللي يتفتح عليه يمتحن واللي ماتفتحش عليه يستنى دوره أو يتبعتله رسالة اتفضل ادخل على السيستم عشان إنت امتحانك دلوقتي، الطالب يكون مستعدا في هذا اليوم للامتحان، وفي خلال عشر ساعات في هذا اليوم هيمتحن". لا يجب أن نتمسك بقيود الماضي ويكون لدينا القدرة على تقبل كل ما هو جديد وتقبل التجربة بأخطائها وتعديلها وتجربتها مرة أخرى، لكن كل ما نجرب نظاما جديدا وتحدث تجربة نلغيه؟ سنبقى دائما في البداية ولن نصل إلى النهاية أبدا.