تختفي أنوف العديد من منحوتات وتماثيل الآثار المصرية، وهو أمر يبدو منطقيا للوهلة الأولى، نظرًا لعمر هذه الآثار وتعرضها لعوامل قاسية، لكن هناك سببا آخر خفيا وراء هذا الأمر متحف بروكلين من المتاحف الفنية الموجودة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث تبلغ مساحته نحو 52 ألف متر مربع، ويحتوي على أكثر من 1.5 مليون عمل فني. وفي هذا المتحف هناك الكثير من التماثيل اللافتة لنظر الزوار، حيث يصيبهم الفضول لمعرفة قصة كل واحد منها، ولكن السؤال الأكثر شيوعا الذي دائما ما يستقبله أمين المتحف، إدوارد بليبيرج، من الزوار: لماذا يتم كسر أنوف التماثيل؟ فوجئ بليبيرج الذي يشرف على مقتنيات المتحف الواسعة من الفن المصري والقديم والكلاسيكي في الشرق، بسماع السؤال لمرات عديدة. والإجابة المعروفة التي تأتي في الذهن فور سماع هذا السؤال أن هذه التماثيل تضررت، ما جعلها تصبح بهذا الشكل، ولأنه كان مهتما بعلم المصريات فكان يتخيل شكل التماثيل وهي سليمة. اقرأ أيضا: بعد إشارة إرهابي نيوزيلندا.. ما وراء حركات الأصابع من المحتمل أنه بعد مرور آلاف السنين أن يصبح شكل التماثيل بهذا من المحتمل أنه بعد مرور آلاف السنين أن يصبح شكل التماثيل بهذا الشكل، ولكن هذه الملاحظة البسيطة دفعت بليبيرج إلى الكشف عن نمط واسع الانتشار من التدمير المتعمد، ما يشير إلى مجموعة معقدة من الأسباب التي جعلت معظم أعمال الفن المصري تُشوه في المقام الأول. كما ستنتقل مجموعة مختارة من التماثيل فاقدة الأنوف من متحف بروكلين إلى مؤسسة بوليتزر للفنون في وقت لاحق من هذا الشهر تحت إشراف أمين المعرض المساعد ستيفاني فايسبرج. يهمك أن تعرف أخطر 7 طرق على مستوى العالم كما أن المعرض المسؤول عنه بليبيرج يشتمل على التماثيل والانتقاءات التالفة التي يعود تاريخها إلى القرن ال25 قبل الميلاد، ويشهد على الوظائف السياسية والدينية في التحف المصرية القديمة، وثقافة الأيقونات الراسخة التي أدت إلى تشويهها. ويضيف المعرض بعدا وثيقا لفهمنا لإحدى أقدم وأطول الحضارات في العالم، والتي ظلت ثقافتها البصرية دون تغيير على مدى آلاف السنين، بالإضافة إلى صراعات السلطة بين حكام الأسرة وغيرها من فترات الاضطرابات التي تركت آثارها. ويشير بليبيرج إلى أن الضرر الموجود في المنحوتات يوحي بأن له هدفا، حيث تبين أن هناك فرقا بين الضرر العادي والتخريب المتعمد، واعترف بأنه من السهل كسر الأنف البارز على تمثال ثلاثي الأبعاد. وبالنسبة للمصريين القدماء، اعتُقد أن المنحوتات عبارة عن «وعاء» يجسدون فيه روح الشخص الذي يمثلونه، وأوضح بليبيرج أنه من خلال تحطيم جزء من التمثال، اعتقد المخربون الذين يسرقون القبور أن بإمكانهم "إلغاء التعويذة" التي يضعها الفراعنة. تعرف على تاريخ الباروكة.. ما بين الموضة وإخفاء الصلع وأضاف قائلا: «الجزء التالف من الجسم لم يعد قادرا على أداء وظيفته، لذا فمن خلال تدمير الأنف، يفقد التمثال قدرته على التنفس، بينما سيلجأ المخربون إلى تكسير الأذن مثلا لجعل الفرعون عاجزا عن سماع الصلوات والدعوات، وقطع اليد اليمنى كدلالة على حجب القرابين». ومن ناحية أخرى، تعود الممارسة السائدة المتمثلة في إتلاف صور التمثال إلى بدايات التاريخ المصري، وقال بليبيرج إن بعض المومياوات تعرضت لأضرار متعمدة في فترة ما قبل التاريخ؛ بسبب وجود اعتقاد بأن الإضرار بصورة هذا الشخص يضر بالشخص الذي يمثله. واتخذ المصريون القدماء تدابير لحماية منحوتاتهم، حيث وضعت التماثيل في منافذ في المقابر أو المعابد؛ لحمايتها من ثلاثة جوانب، كما يتم تأمينها خلف الجدار. ويقول بليبيرج إنه على الرغم من كل هذه التأمينات فإنها لم تنجح؛ لذلك استطاع العديد من اللصوص كسر أنوف الفراعنة، حيث إن هؤلاء الأشخاص يعتقدون أنهم يُلحقون الضرر بالفرعون من خلال صورته. ولاحظ أن هذه الأفكار حول قوة الصور ليست غريبة على العالم القديم، كما قال بليبيرج: «الصور في الأماكن العامة انعكاس لمَن لديه القدرة على سرد قصة أو حدث يجب تذكره».