في 2013 أصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قرارا يجبر القوات الجوية الأمريكية على توخي أقصى قدر من الدقة، لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، إلا أن ترامب تجاهل هذا القرار. لسنوات، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الغارات الأمريكية في الصومال لم تتسبب في قتل أي مدنيين في الصومال، إلا أن تقريرا جديدا صدر يوم الثلاثاء، ذكرت منظمة العفو الدولية أن عدد القتلى المدنيين بلغ 14 ضحية منذ عام 2017 فقط، وربط التقرير سقوط هؤلاء الضحايا، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيف قواعد منع وقوع خسائر بين المدنيين خلال الضربات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في الصومال، حيث قالت المنظمة إنها فحصت خمس غارات جوية أسفرت عن مقتل 14 مدنيا وجرح ثمانية آخرين. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن التقرير قوله إنه "في الحوادث المعروضة في هذا التقرير، قُتل مدنيون وجُرحوا في هجمات ربما تكون قد انتهكت قوانين حقوق الإنسان الدولية، ويمكن أن تشكل بعض الحالات جرائم حرب". وأثار هذا التقرير المزيد من الشكوك في المزاعم المتكررة للقيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن التقرير قوله إنه "في الحوادث المعروضة في هذا التقرير، قُتل مدنيون وجُرحوا في هجمات ربما تكون قد انتهكت قوانين حقوق الإنسان الدولية، ويمكن أن تشكل بعض الحالات جرائم حرب". وأثار هذا التقرير المزيد من الشكوك في المزاعم المتكررة للقيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" بأنه لم تقع إصابات بين المدنيين من الضربات الأمريكية ضد الجماعة الإسلامية المتطرفة المعروفة باسم حركة الشباب. وأرجع التقرير هذا التباين إلى إخفاق الجيش الأمريكي والحكومة الصومالية في التحقيق بشكل كاف في مزاعم مقتل مدنيين في الغارات التي شنتها القوات الأمريكية. من جانبها طعنت "أفريكوم" في نتائج التقرير، وأكدت أنها لم تسجل أي حالة قتل لمدنيين في الصومال، قائلة إن "تقييماتنا خلصت إلى أن الغارات الجوية لقواتنا لم تسفر عن مقتل أو إصابة أي مدنيين". في الوقت نفسه قال مسؤولون عسكريون أمريكيون، إن الجماعات المتطرفة في الصومال، تجبر السكان المحليين على تقديم ادعاءات كاذبة عن مقتل مدنيين، مضيفين أن "حركة الشباب وتنظيم داعش في الصومال لديهما سوابق في وضع قواتهما ومنشآتهما العسكرية وسط المواقع المدنية وحولها لإخفاء أنشطتهما وحمايتها". أمريكا تكذب حكومة السراج: لم نقصف مواقع «القاعدة» إلا أن الصحيفة الأمريكية، أشارت إلى أن مسؤولي "البنتاجون" أكدوا أنه كان من الصعب التحقق من الخسائر المدنية، لأن معظم الغارات الجوية الأمريكية كانت في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب. قبل تولي ترامب مهام منصبه، كان على الجيش اتباع المعايير التي فرضها الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2013، على غارات مكافحة الإرهاب في أفغانستان والعراق وغيرها من المناطق. وتتطلب هذه القواعد، والمعروفة باسم "توجيه السياسات الرئاسي"، مراجعة دقيقة للغارات المقترحة من الوكالات المختلفة، كما تنص على أن الهدف يجب أن يشكل تهديدا للأمريكيين، كما يجب أن يكون هناك شبه يقين بأنه لن يموت أحد من المدنيين. في مارس 2017، وقع ترامب قرارا اعتبر بموجبه أجزاء من الصومال "منطقة أعمال حربية نشطة"، حيث يتم تطبيق قواعد استهداف مناطق الحرب. أفغانستان: مقتل ألف مسلح في غارات أمريكية خلال شهرين وبموجب المبادئ التوجيهية الجديدة، يمكن أن تتعامل "أفريكوم" مع الصومال وفقا للقواعد الحربية الأقل تقييدا، دون التدقيق بين الوكالات، ويمكن ضرب مقاتلي حركة الشباب المشتبه فيهم حتى دون الاعتقاد بأنهم يشكلون تهديدا للأمريكيين، كما سمحت بسقوط بعض الضحايا المدنيين إذا كان ذلك ضروريا ومتناسبا مع التهديد. ونقلت "نيويورك تايمز" عن برايان كاستنر كبير مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية، قوله في بيان "إن عدد القتلى المدنيين الذين اكتشفناهم بعد التحقيق في عدد قليل من الغارات الأمريكية، يشير إلى أن السرية المحيطة بالدور الأمريكي في الصومال ما هي إلا محاولة للإفلات من العقاب". ووصف مزاعم "أفريكوم" بعدم وقوع خسائر بشرية بأنها "خيالية، بالنظر إلى أن الولاياتالمتحدة ضاعفت غاراتها الجوية في الصومال ثلاثة أضعاف منذ عام 2016، متجاوزة عدد غاراتها في ليبيا واليمن مجتمعة". وقالت المجموعة، إنها أجرت مقابلات مع 142 من الشهود والناجين، وكان 65 منهم قد شهدوا غارات تأكد فيها وقوع خسائر في صفوف المدنيين. الإرهاب في القارة السمراء.. كيف يمكن احتواؤه؟ في إحدى الحالات، استشهد التقرير بغارة شنتها طائرة بدون طيار أمريكية في 16 أكتوبر 2017، ضد سيارة لحركة الشباب، أخطأ الهجوم هدفه وقتل مدنيين اثنين وجرح خمسة، منهم طفلان.