كان الفنان تامر فرج إحدى المفاجآت الفنية التى قدمها مسلسل «طلعت روحي» للمشاهدين، الذين وجدوا دور (بكير الحلواني) مختلفا تماما عن كل الأدوار التى سبق أن قدمها مرشد سياحى، ترك الإرشاد واتجه إلى الاستاند آب كوميدى، وبعدها شارك فى كتابة حلقات برنامج «أسعد الله مساءكم» مع أكرم حسنى، ثم شارك فى عدة أعمال فنية محدودة، من بينها: مسلسل «فيفا أطاطا»، و«ريح المدام» و«هذا المساء»، وجاءت فرصة تامر فرج الكبرى فى مسلسل «طلعت روحى» فى شخصية «بكير الحلوانى» مدير المكتب الديمقراطى والديكتاتورى، الطيب والشرير فى آن واحد، الذى يتعامل مع أغلب المحامين الذين يعملون لديه كإخوته الصغار، أهم شىء لديه هو الأتعاب والنسبة التى سيحصل عليها المكتب حينما يكسب قضية، ولكن هذا لا يمنع أنه يتعاطف مع بعض القضايا، ويوافق على قبولها. كأن هذه الشخصية أعادت اكتشاف تامر فرج من جديد. «التحرير» التقت معه، وتحدثت معه عن دوره في مسلسل «طلعت روحى» ودوره في «أبو العروسة2»، وعن أعماله وخطواته الفنية المقبلة، وهل سيبتعد عن الكتابة والإعلانات من أجل التمثيل؟ - نجاح شخصية «بكير الحلوانى» كأن هذه الشخصية أعادت اكتشاف تامر فرج من جديد. «التحرير» التقت معه، وتحدثت معه عن دوره في مسلسل «طلعت روحى» ودوره في «أبو العروسة2»، وعن أعماله وخطواته الفنية المقبلة، وهل سيبتعد عن الكتابة والإعلانات من أجل التمثيل؟ - نجاح شخصية «بكير الحلوانى» فى مسلسل طلعت روحى فاجأنى - أنا صنايعى تمثيل ولست صنايعى كتابة - لم أتدرب على شخصية المحامى واستوحيتها من الأفلام التى شاهدتها كيف جاء ترشيحك لمسلسل «طلعت روحى» خاصة أنه منحك مساحة تمثيلية كبيرة؟ من خلال صديقى المخرج رامى رزق الله، إذ تجمعنى به صداقة منذ أن عملنا معًا فى برنامج «أبو حفيظة» مع أكرم حسنى، وكان هناك حوار مستمر بيننا بأننا نريد أن نعمل معا فى الدراما بعيدًا عن البرامج التليفزيونية، وعندما قرأ رامى الدور، اتصل بى وأخبرنى بالتفاصيل ولم أتردد وقتها، وعلى الفور قبلت. وبالفعل المسلسل أعطانى مساحة تمثيلية كبيرة لم أنلها من قبل، على الرغم من أن دوري فى مسلسلي «هذا المساء» و«أبو العروسة» كان لهما خط درامى قوى، فإنى أعتبر «طلعت روحى» أول بطولة؛ لأن شخصية «بكير الحلوانى» من الأبطال الرئيسيين بالعمل وليس بطلا فرعيا. ما جذبك فى تقديم شخصية «بكير الحلوانى»؟ وكيف تمكنت منها بكل هذا الصدق؟ أنا وافقت على الدور قبل أن أتعرف على تفاصيل وأبعاد الشخصية، بمجرد أن رأيت أنه من إخراج رامى رزق الله، وكتابة شريف بدر الدين، الذى له رصيد من الأعمال الناجحة، أبرزها مسلسلا «رأس الغول» و«هبة رجل الغراب»، وقتها مضيت على العقد دون تردد، وعندما تعرفت على شخصية «بكير الحلوانى» انبسطت جدا لأنها من الشخصيات اللى بحبها ونفسى أقدمها من زمان، الإنسان الحقيقى الذى بداخله خير وشر، شبه الكثير من البشر بجانب أنه خفيف الظل، لديه مشكلات وعيوب ومميزات وسلوكيات خاطئة، بنى آدم طبيعى من لحم ودم، وليس شخصية مفتعلة، وهذا ما جعله يدخل قلوب الجمهور. هل كنت تتوقع نجاح شخصية «بكير الحلوانى» بهذا الشكل؟ بصراحة، كنت أتوقع نجاح مسلسل «طلعت روحى»، وأن شخصية «بكير الحلوانى» ستلمس الجمهور، ولكن ليس بهذا الترحيب، ردود الأفعال "خضتنى" بعد عرض الحلقات الأولى من العمل، لم أتخيل أنى سأكون (جان) وكل البنات بتموت فيه، وأن المشاهدين يتمنون العمل بمكتب بكير الحلوانى، لأننا لم نقدم شخصية مدير المكتب الملاك أو الذى يحمل موظفيه على كفوف الراحة، أو أنهم يعملون فى الجنة، لكن من الواضح أن صدق الشخصية وظهورها بأنه بنى آدم طبيعى ينفعل ويهدأ ويعاقب ويكافئ جعل الجمهور يحبه، وهذا ما بهرنى؛ لأنى لم أقابل أحدا انتقد دورى أو المسلسل بوجه عام، ومن الأشياء الغريبة أن هناك مشاهدين تواصلوا معى وأبدوا إعجابهم بالدور، وهذا أسعد زوجتى التى رحبت بهم وأصبحوا أصدقاء. كانت لك مرافعة بالمحكمة بهرت المشاهدين.. هل خضعت لتدريب على يد محام؟ فى الحقيقة لم أحتج إلى هذا، فأنا لديّ الكثير من الأصدقاء المحامين، وشاهدت عدة مرافعات فى الأفلام والمسلسلات، وأعلم كيف تكون المرافعة حقيقية، وكيف تكون كاريكاتيرية، فلم أحتج إلى أن أنزل إلى محكمة وأشاهد مرافعة، فقد اعتمدت على المخزون الذى لديّ بالذاكرة، وطبعًا هذا يختلف من شخصية لأخرى، فهناك شخصيات مركبة وتحتاج إلى المعايشة مع نماذج حقيقية، لمعرفة أبعاد الشخصية. كاتب أم ممثل.. تامر فرج يجد نفسه فى أى من المجالين؟ الاثنان، أجد نفسى ممثلا وكاتبا معًا، ولكنى لست صنايعى كتابة، يقوم بالكتابة بشكل يومي وفى كل حالاته سواء كان سعيدا أو حزينا، فأنا لا أستطيع الكتابة فى هذه الحالات فهى تحتاج منى لطقوس معينة، وأن يكون مزاجى جيدا ولديّ طاقة للكتابة، فإذا كنت مطالبا بكتابة حلقة وتسليمها فى اليوم التالى، أحاول التغلب على كل هذا وأقوم بالكتابة، ولكنى كممثل أجد نفسى صنايعى تمثيل فى أى وقت وأى حالة، فإذا تم وضعى أمام الكاميرا سأمثل على الفور، وهذا هو الفرق بين المهنتين، بالنسبة إليّ أستطيع التمثيل فى أى وقت ولكنى لا أستطيع الكتابة فى أى وقت. ما خطواتك المقبلة؟ وهل تجد أن «بكير الحلوانى» سيكون نقلة فى مشوارك الفنى؟ أظهر ضيف شرف فى مسلسل «قمر هادى» بطولة هانى سلامة، المقرر عرضه فى موسم رمضان المقبل، وأعتبر هذا الدور نقلة جديدة فى مشوارى الفنى، لأنه سيقدمنى بشكل مختلف عن الذى رآنى الجمهور من خلاله، ولذلك متحمس جدا لهذا الدور، وحتى الآن ليست هناك عروض أخرى واضحة. وطبعًا شخصية «بكير الحلوانى» نقلة فى مشوارى، لأن الجمهور شاهدنى قبلها فى أدوار كاريكاتير من أجل الضحك، والتى تحمل الكثير من المبالغة، سواء ببرنامج «أبو حفيظة» أو مسلسل «فيفا أطاطا» أو «ريح المدام»، ولكن دورى في مسلسل «طلعت روحى» قام على كوميديا الموقف، شخصية حقيقية وليست كاريكاتيرية، تختلف عن دوريَّ فى «هذا المساء» و«أبو العروسة» اللذين قدمت خلالهما أدوارا تراجيدية، وقبل «بكير الحلوانى» لم تكن هناك فرصة للأداء الكوميدى. في «هذا المساء» و«أبو العروسة» و«طلعت روحى» قدمت شخصية الرجل الخائن.. لماذا تحصر نفسك فى هذا الدور تحديدا؟ مع الأسف، مش أنا اللى حاصر نفسى فى دور الرجل الخائن، هى رؤية المخرجين والمنتجين، شايفين تامر فرج فى هذا الدور، ولكنى بقدر الإمكان أحاول أن أنوع فى أدائى للشخصيات، وهذا كان ملحوظا بين دور (أيمن) فى مسلسل «أبو العروسة» و«بكير الحلوانى» في مسلسل «طلعت روحى»، على الرغم من أن الشخصيتين لمحام وعينه زايغة، فإنى جعلتهما دورين مختلفين تماما، وشعر الجمهور بالفرق، ولكنى أتمنى عدم حصرى فى هذا الدور، وإن شاء الله الأدوار المقبلة ستكون مختلفة. ننتقل إلى مسلسل «أبو العروسة».. ألم تتضايق من حذف دورك فى الجزء الثانى؟ لم يتم حذف دورى فى الجزء الثانى من «أبو العروسة»، ما حدث هو أن دورى انتهى وفقًا للسياق الدرامى، ولكن لم يتم حذفه أو استبداله، وكانت هناك رسائل معينة وفقا للخط الدرامى للدور، فخلال الجزء الأول من المسلسل هناك أجوبة عن أسئلة كثيرة: هل لأنك رجل من حقك تخون؟ هل تقبل أن تخونك زوجتك؟ لو إنتم الاتنين خنتم بعض، هل تقدروا تسامحوا بعض؟ وهذه الأسئلة تم طرحها ومناقشتها وجاء السؤال الأخير بالجزء الثانى، بعد التسامح هل يستطيع الزوج والزوجة نسيان الخيانة؟ لنجد أن المرأة لا تنسى بينما ينسى الرجل ويبقى لديه شك بسيط، لذلك أخذت الزوجة تحاصره بالشكوك إلى أن مات، ولو لم يمت (أيمن) فى هذا التوقيت تحديدا، لَكان الدور بلا أهمية، وتطويل ومط على الفاضى، والحقيقة على المستوى المهنى لم أزعل من انتهاء الدور بسرعة فى الجزء الثانى من أبو العروسة. هل مشاركتك فى الإعلانات كانت من أجل البحث عن فرصة للتمثيل؟ وهل ستستمر فى تقديم إعلانات؟ أنا محدد طريقى هو أنى ممثل وسيناريست، ولكن الإعلانات لم تكن خطوة لى من أجل دخول التمثيل، بالعكس أنا رفضت الكثير من الإعلانات لأنى لست متفقا مع هذا المبدأ بأن الإعلانات بوابة للتمثيل، على الرغم من أن أصدقائى فى مجال الإعلانات نصحونى بأن هذه هى الطريقة الأسهل، لكنى رفضت ووافقت على تقديم بعض الإعلانات غير المبتذلة، وهذه قليلة جدا مقارنة مع الكثيرين الذين يقدمون إعلانات بشكل مستمر، والوضع أصبح مختلفا بعد الشهرة لأنك حينها ستعلن عن منتجات من خلال شهرتك وليس كأنك وجه إعلانى تريد الوصول إلى التمثيل.