مستشار مفتى الجمهورية ل"التحرير": هناك عوامل كثيرة أسهمت فى نمو الأفكار المتطرفة بالعالم الغربي.. ومواجهة الإسلاموفوبيا هي الحل ولكنها ليست سهلة "حادث نيوزيلندا".. يعد من أكثر الحوادث الإرهابية التى ينبغي على الجميع أن يقف أمامه ليس لاستهدافه المصلين فحسب، بل بالنظر إلى موقع الحادث فى المقام الأول، فدائما وأبدا ما تعد "ويلنجتون" من أكثر العواصم الأوروبية بمنأى عن كل الأحداث الطائفية التى تشهدها القارة العجوز، خاصة الصراعات المجتمعية، الأمر الذى جعل ذلك الحادث الأليم والذى أودى بحياة قرابة 52 شخصا، يحمل الكثير من علامات الاستفهام، أبرزها وصول الكراهية والعداء تجاه المسلمين إلى أقصى بقاع العالم هدوءا، وكذلك تحول المشكلات التي يعانى منها المواطنون إلى قناعات أيديولوجية. وشن إرهابي يميني متطرف هجوما بسلاح ناري على مسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" بنيوزيلندا خلال أداء شعائر صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل52 شخصا وإصابة آخرين، حيث قام برينتون تارانت منفذ الهجوم ببث فيديو مباشر خلال اقتحامه المسجد، وإطلاق النيران من بندقيته على المصلين. وأمام ذلك المشهد من وصول الخطاب العدائي وشن إرهابي يميني متطرف هجوما بسلاح ناري على مسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" بنيوزيلندا خلال أداء شعائر صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل52 شخصا وإصابة آخرين، حيث قام برينتون تارانت منفذ الهجوم ببث فيديو مباشر خلال اقتحامه المسجد، وإطلاق النيران من بندقيته على المصلين. وأمام ذلك المشهد من وصول الخطاب العدائي ضد المسلمين بإحدى الدول التى لا تتوقع لها أى وجود لتلك الخطابات التى عنوانها الكراهية والانتقام والعنف المسلح، نبحث خلال هذه السطور عن أجوبة للعديد من التساؤلات، منها من المسئول عن تزايد مشاعر الكراهية ضد المسلمين؟ ولماذا تحول الصراع مع الإرهاب إلى صراع طائفي ودينى؟ وأكد عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور محمود مهنى، أن حادث نيوزيلندا يبرهن وبقوة على تفشي الخطاب العدائي تجاه المسلمين كأفراد والمساجد كدور عبادة فى شتى أنحاء أوروبا، الأمر الذى يحمل المجتمع الدولى مسئولية التصدى لذلك الخطاب بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية الشرعية وفى مقدمتها الأزهر الشريف للعمل معا على دحر هذا الخطاب واقتلاع جذوره، حفاظا على استقرار المجتمعات. وأكدت السفارة المصرية أن الحادث أسفر عن استشهاد أربعة من المصريين، تواصلت مع أهالي الضحايا، وتمثلت الأسماء المؤكدة حتى الآن من الشهداء، الشهيد منير سليمان (68 سنة)، والشهيد أحمد جمال الدين عبد الغني (68 سنة)، والشهيد أشرف المرسى، والشهيد أشرف المصري. أجندات دولية وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن المسئول المباشر عن تنامي الخطاب العدائى أو ما يسمى بظاهرة الإسلاموفوبيا، أجندات دولية تعمل لحساب اليمين المتطرف، وأن الأمر ليس دينيا وفكرا خاطئا فحسب، بقدر وجود كيانات تسهم وبقوة فى نمو تلك الأفكار لصالح أجندات سياسية وأهداف دولية. وأشار مهنى إلى أن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا خطر على الشعوب الأوروبية فى المقام الأول، وتؤكد تلك الظاهرة وجود خطط ممنهجة للإساءة ليس للإسلام كدين بإلصاق تهم الإرهاب به، بل وبالمسلمين أنفسهم كأفراد، باستهدافهم بعمليات إرهابية خسيسة خارجة عن تعاليم كل الأديان والمواثيق الدولية، وبالتالى يجب على الحكومات الأوروبية محاسبة المسئولين ليس جنائيا فحسب بل مواجهة فكرية للحد من انتشار تلك الأفكار الهادمة، خصوصا أن العالم أصبح يعيش قنوات اتصال مفتوحة، وما هو خطر على الأقليات المسلمة اليوم خطر على أبناء الشعوب ذاتها فى الغد القريب حيال استمرار تلك القنوات غير الشرعية التى تبث سمومها ضد الإسلام وأبنائه. وأكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن نسبة المسلمين فى أوروبا تعادل 6% من إجمالي السكان، مؤكدا أن تلك العناصر المتطرفة استغلت سقف الحريات المرتفع في الغرب بنشر الكراهية والبغضاء بين بني البشر، ولا شك أن تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في الغرب يحتاج إلي مجهود دعوي كبير، خاصة بعد انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية..اقرأ ايضا..مفاجأة.. سفاح نيوزيلندا أرسل بيان للسلطات قبل الهجوم وقال مفوض الشرطة، مايك بوش، سايقا إلى أن «إجمالي الضحايا 49 قتيلا»، مشيرًا إلى اتهام شخص واحد في أواخر العشرينيات بتهمة القتل، موضحًا: «هناك شخص سوف يقاضى يوم الغد، وثمة اثنان آخران عثر بحوزتهما على أسلحة نحقق بصلتهما بالحادث»، مؤكدا أن «الهجوم كان مخططا له بعناية». شبكات دولية تبث العنصرية والكراهية وأوضح مستشار مفتى الجمهورية أن الحركات الإسلامية المتطرفة بالغرب، التي لم تنجح في دولها الأصلية، نجحت فى بناء شبكة قوية في الدول الغربية فى نشر أفكارها المتطرفة فى نفوس كثير من الشباب الغربى، الأمر الذى أدى إلى تنامي التمييز العنصري والديني بين بعض شرائح المجتمعات الأوروبية نظرًا للأيديولوجيات المتطرفة التي تروج لها، وينعكس هذا كله بالسلب على الأقليات المسلمة في دول الغرب، معززًا شعورهم بالاغتراب والعزلة في حلقة مفرغة وخطرة. وتابع: اليمين المتطرف استغل المراكز المتطرفة وما تروج له من أيديولوجيات في إذكاء روح العنصرية ضد الإسلام والمسلمين سعيا إلى كسب مزيد من أصوات الناخبين وصولاً إلى سدة الحكم، وأن الحادث البشع بنيوزيلندا يؤكد تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الخارج، بناء على أفكار متطرفة تحرض ليل نهار ضد المسلمين فى الخارج. تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا وأشار نجم إلى أن تزايد انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا بناء على عوامل عدة، يعد السبب الرئيسى وراء استهداف المسلمين بالخارج، وانتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا في دول الغرب نتيجة الممارسات السلبية التي تنتهجها بعض المراكز الإسلامية التي تتبنى الفكر المتطرف باسم الإسلام، وهو ما يؤثر بشكل خطير على واقع ومستقبل الأقليات المسلمة في الدول الغربية، الأمر الذى باتت معه الأقليات المسلمة، التي تعيش بأعداد كبيرة في الدول الغربية، معرضة لمزيد من التهديدات ذات الصلة بتصاعد "الإسلاموفوبيا" وأصبحت الظاهرتان (الإسلاموفوبيا والتطرف) تغذي كل منهما الأخرى. كشف موقع «نيوزيلندا هيرلاد» النيوزيلندي عن مفاجأة صاعقة، اليوم، إذ أكد أن مكتب رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، حصل على نسخة من بيان منفذ هجوم المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش، قبل دقائق من تنفيذ الهجوم الإرهابي. ونقل الموقع عن مصدر، أن مكتب أرديرن حصل على نسخة من البيان، المكون من 73 صفحة، قبل أقل من 10 دقائق على تنفيذ الهجوم الإرهابي، مضيفًا أن الجاني أرسل البيان إلى مكتب رئيسة الوزراء إلى جانب 70 مستقبلا آخر، من بينهم سياسيون، كما ضمت قائمة المرسل إليهم مكتب البرلمان، وبعض وسائل الإعلام المحلية والدولية. وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء النيوزيلندية: البيان الذي تسلمناه يكشف الدوافع وراء العملية، لم يقل إنه على وشك تنفيذ هجومه، لم تكن هناك فرصة لإيقافه، متابعًا: "تمت صياغة البيان كأن العملية نفذت مسبقا»، حسب سكاي نيوز. ويؤمن الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت، البالغ من العمر 28 عاما، بتفوق «العرق الأبيض»، ويصف نفسه في بيان الكراهية الذي نشره كذلك على الإنترنت، بأنه «مجرد رجل عادي من أسرة عادية». وقال تارانت: إنه كان يعمل كمدرب لياقة للأطفال، قبل أن يمضي عامين كاملين في التخطيط والإعداد لمذبحة المسجدين. وصنف هذا السفاح اليميني المتطرف نظيره النرويجي أندريس بريفيك، ومنفذ هجوم مسجد فينزبيري بارك، دران أوزبورن، بأنهما من الشخصيات المؤثرة والقوية، زاعمًا في بيانه أن الأوروبيين البيض «يفشلون في التكاثر والإنجاب».