جهات البحث والتحري تبحث بكل جهدها للتوصل إلى مكان تواجد أو إخفاء الجثث، وتتبع خط سير المياه سواء الجارفة أو الراكدة، لبيان الأماكن المحتمل وجود جثث عالقة بها جريمة قتل مكتملة الأركان، كشفت عنها الحادثة المأساوية التي وقعت في منطقة المرج، قبل سنة و9 أشهر تحديدا، ولم تكتشف إلا منذ نحو 3 أسابيع، بعد إقدام فرد أمن بشركة مترو الأنفاق بمعاونة زوجتيه الاثنتين، على قتل أطفاله الثلاثة، بشكل بشع، دون شفقة ولا رحمة، إذ تخلى المثلث الإجرامي عن أبسط مشاعر الرحمة والإنسانية التي أمرنا بها ديننا العظيم، وفي لحظات قليلة أغرقت أم فلذات أكبادها في طبق بلاستيك مليء بالمياه، وخلال ذلك صور الزوج الجريمة ووثقها في فيديو على هاتفه المحمول. حتى كتابة تلك السطور، لم تتوصل فرق البحث والتحري إلى جثث الأطفال الصغار، واعترف أبوهم وأمهم خلال تحقيقات النيابة العامة أنهما ألقيا بهم في رشاح شارع محمد نجيب بمنطقة المرج، بكل قسوة، تخلص الأبوان من الأبناء الصغار، بدلا من الحنان لهم والعطف عليهم ليشدا أزرهما في شيبهما. مصير الجثث إلى الآن مجهول، وربما حتى كتابة تلك السطور، لم تتوصل فرق البحث والتحري إلى جثث الأطفال الصغار، واعترف أبوهم وأمهم خلال تحقيقات النيابة العامة أنهما ألقيا بهم في رشاح شارع محمد نجيب بمنطقة المرج، بكل قسوة، تخلص الأبوان من الأبناء الصغار، بدلا من الحنان لهم والعطف عليهم ليشدا أزرهما في شيبهما. مصير الجثث إلى الآن مجهول، وربما تحيل النيابة العامة المتهمين إلى محكمة الجنايات، خلال أيام قليلة قبل معرفة مكان الصغار، بناءً على اعترافات المتهمين بقتلهما، لنصبح أمام جريمة قتل بلا جثث. يقول اللواء محمود جوهر، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إنه وفي قضايا القتل عموما، يكون ضباط إدارة البحث الجنائي مكلفين بالتوصل لجثث المجني عليهم، بأى وضع أو صورة، يظلون يبحثون عنها حتى يصلوا إليها. تابع قائلا «يظل ضابط المباحث يبحث في الأماكن المحتمل وجود الجثث عالقة فيها، مثل زرع أو جُب في المياه، يبحث في الأماكن بإنزال الغطاسين وصولا للجث أو حتى أشلائها، وفي حال لم يعثر على الجثث، يتم تتبع سريان المياه، ويجري ضباط المباحث اتصالا بأقسام ومراكز الشرطة التي تمر عليها هذه المياه الجارفة، ويتم البحث والسؤال لبيان هل تم العثور على جثث مجهولة في هذه الأماكن من عدمه». طالع أيضا| «جثة مقطعة نهشتها الكلاب» مَن قتل سيدة المعصرة؟ وضرب الخبير الأمني، مثالا عند ارتكاب جريمة قتل في القاهرة، ويتم إلقاء الجثة في نهر النيل، يتم عمل التحريات هل عثر على أطفال في تلك المنطقة القريبة من مكان ارتكاب الحادث أم لا، كما يتم عمل نشرة بأوصاف المجني عليهم وأعمارهم والملابس التي كانوا يرتدونها قبل قتلهم إن أمكن التوصل لذلك، ويرسل ضباط المباحث نشرة تلك المواصفات للأماكن والأقسام التي يجري فيها هذا النهر والمياه وإرسال هذه النشرات إلى قطاع مصلحة الأمن العام ليتولى النشر عنها. ونوه اللواء محمود جوهر، مدير أمن قنا الأسبق، إلى إصدار مصلحة الأمن العام نشرة دورية سنوية، بالجثث المعثور عليها والمجهولة والتي لم يتم التوصل إليها حتى الآن، إذ يوزع قطاع الأمن العام تلك النشرات الدورية على الأقسام والمراكز بأنحاء الجمهورية، ومقارنتها بالبلاغات التي ترد في قضايا غياب أو قتل أو اختفاء، ويتم عمل مقارنة بأوصاف الجثث مع البلاغات التي ترد للأقسام. «في فترة تبقى الجثث فيها داخل المشرحة حوالي 3 شهور»، يلفت مساعد وزير الداخلية الأسبق، منوها إلى أنه عقب ذلك تصدر النيابة العامة قرارها بالتصريح بدفن الجثث في مقابر الصدقة، ويتم معرفة المكان الذي تدفن فيه، ويتم تدوين أوصاف الجثة، وكذا يتم التحصل منها على حمض الdna، للتوصل إلى أقارب وذوي الجثة، لإمكانية التعرف والاستدلال عليها . شاهد أيضا: القتل بالدور.. التفاصيل الكاملة لجريمة المرج البشعة يناقش رجال المباحث الصيادين عما إذا وجدوا جثثا، ظهرت في أماكن قريبة من الحادث، وإن أخبر الأهالي بوجود جثث مثلا، يتم مطابقة ما يدلون به مع مواصفات الجثث المعثور عليها، إذ تقوم النيابة العامة بتصوير الجثث المجهولة ورفع بصماتها إن كان لها بصمات، ويتم تصوير ملابسها قبل دفنها، وكل هذه إجراءات يقوم بها فريق البحث المشكل للبحث والتنقيب حول خلفيات قضية بعينها، يقول الخبير الأمني. واختتم منوها إلى أنه لا بد من التأكد من اعترافات المتهم، ومناقشته بجدية لمطابقة أوصاف التي يدلي بها، مع ما يعثر عليه رجال الإنقاذ والمباحث. من جانبه، يشير المستشار سامي زين الدين، رئيس محكمة جنايات القاهرة، إلى أن الحكم على المتهم في هذه الوقائع يتم باقتناع القاضي أولا، وما يستقر فى قلبه من قناعة بصحة ما أدلى به المتهم من عدمه، إذ يشترط في جرائم القتل، توافر المجني عليه وأداة مستخدمة، فضلا عن المتهم، لافتا إلى ضرورة أن يتولد لدى المحكمة اقتناع بأن المقبوض عليه قتل بالفعل، موضحًا "مسألة قناعة لدى القاضي". وتابع مستكملا في تصريحات ل«التحرير» أنه وفي بعض الأحيان، يتخلص الجاني من المجني عليه بتسييح جثته، إلا أن الجريمة تقع مع اعتراف المتهم، ويستند القاضي أحيانا كثيرة بجانب اعتراف المتهم إلى أقوال شهود العيان وتقرير المعمل الجنائي، ويكون وجدان القاضي في قضايا القتل التي بلا جثث، هو الحاكم والفيصل بشكل كبير في استصدار حكم تجاه المتهم. «وجود الجثة من عدمه مش شرط للحكم بإدانة المتهم القاتل»، يؤكد رئيس محكمة الجنايات، منوها إلى أن دور النيابة العامة هو جمع الأدلة لهيئة المحكمة، قبل إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، واختتم قائلا «لو لم تطمئن النيابة لأقوال المتهم لا تحيله إلى المحاكمة من الأساس».