ضمن سياق أحداث مسلسل "أهو ده اللي صار"، ظهرت عدة شخصيات حقيقية قدّمها الكاتب عبد الرحيم كمال لمواكبة الزمن الذي تُعاصره حكايته، ولم يفصل هذه الشخصيات عن أحداث المسلسل. عشرون حلقة عرضتها فضائية ON E، من مسلسل "أهو ده اللي صار"، من بطولة النجوم روبي، أحمد داوود، محمد فراج، سوسن بدر، أروى جودة، محمود البزاوي، علي الطيب، هشام إسماعيل، وغيرهم، للمخرج السوري حاتم علي. المسلسل يحكي عن مصر في 100 عام بين 1918 و2018، هو محاولة لرصد ملامح وطن وحكاياته وانتصاراته وانكساراته، من خلال أشخاص من لحم ودم صنعهم السيناريست عبد الرحيم كمال من وحي خياله، ولكل منهم حكاية ورواية، هذه الحكايات مرتبطة بزمن لم يفصلها عنه الكاتب، فلم يغفل وجود عدة شخصيات حقيقية تاريخية في أحداث العمل، وأظهرهم بسلاسة وتناغم ضمن حدوته الرئيسية. سيد درويش خلال الحلقة الخامسة من "أهو ده اللي صار"، ظهر لأول مرة الشيخ سيد درويش، رائد النهضة الموسيقية العربية، محمولًا على أعناق ثوار 1919، على اختلاف طوائفهم، ويقود هتافاتهم وهم من خلفه "يسقط الإنجليز.. الاستقلال التام أو الموت الزؤام"، ثم يُقدّم أغنيته الشهيرة: "قوم يا مصري مصر دايمًا بتناديك.. سيد درويش خلال الحلقة الخامسة من "أهو ده اللي صار"، ظهر لأول مرة الشيخ سيد درويش، رائد النهضة الموسيقية العربية، محمولًا على أعناق ثوار 1919، على اختلاف طوائفهم، ويقود هتافاتهم وهم من خلفه "يسقط الإنجليز.. الاستقلال التام أو الموت الزؤام"، ثم يُقدّم أغنيته الشهيرة: "قوم يا مصري مصر دايمًا بتناديك.. خد بنصري نصري دين واجب عليك". ويظهر مجددًا الشيخ ضمن أحداث الحلقة العاشرة، حيث يساعد الشابين "بحر" و"بساطي" لإقامة مسرحهما، وفي الحلقة الحادية عشرة، وبينما يستعد "بحر" و"بساطي" و"زهار" و"أصداف" لتقديم عرضهم المسرحي الأول، وفي أثناء ذلك يخبرهم الخواجة مالك المسرح بوفاة علم الموسيقى سيد درويش. ريا وسكينة تبدأ حكاية "ريا وسكينة" في "أهو ده اللي صار" في الحلقة الخامسة من خلال مشاركتهما في ثورة 1919، وهتافهما ضمن جموع الثوار للزعيم المنفي سعد زغلول، كما أن الراقصة "أصداف" تربطها علاقة صداقة قوية ب"سكينة"، بينما شقيقتها "ريا" تريد النيل من الغازية لأنها ترافق الإنجليز. وفي الحلقة السابعة يروي "يوسف الثالث" ل"سلمى" عن أشهر سفاحتين في تاريخ مصر، وأنهما كانتا تتربصان بالإنجليز ومرافقيهم فقط على عكس ما هو معروف، وفي الحلقة التاسعة تُنفذ "ريا" مؤامرتها ضد "أصداف"، حيث تقتحم منزلها وبرفقتها معاوناها "عبد العال وحسب الله"، ولولا أن "سكينة" وصلت في الوقت المناسب، لكانت صديقتها في تعداد الموتى. وتشهد الحلقة العاشرة نهاية الشقيقتين ومعاونيهما، فبعدما تتأكد "أصداف" أن "ريا وسكينة" وراء خطف السيدات وقتلهن، تذهب إلى الشرطة، وتُدلي بشهادتها، ويتم القبض عليهما، وفي الحلقة الحادية عشرة، يحُكم لأول مرة في التاريخ بإعدام امرأتين، هما "ريا وسكينة"، وذلك في 21 ديسمبر من عام 1921. عبد اللطيف البنا ضمن الحلقة العاشرة يظهر أحد رواد عصر نهضة الأغنية العربية، المطرب عبد اللطيف أفندي البنا، حيث يُحيي حفل زفاف "يوسف بك" على "كوثر هانم"، ويُغني طقطوقة: "إيه تسوى الجنيهات جنب البرلنتي"، ويساعد الخادم "يسه" كلا من "بحر" و"بساطي" على حضور الحفل تلصصًا للاستماع لكروان الشرق "الحس اللي مافيش زيّه". بيرم التونسي في الحلقة الخامسة عشرة، يظهر الشاعر الكبير بيرم التونسي ضمن صفوف حضور عرض مسرحي بطلته "أصداف"، وعقب نهايته يدور نقاش حاد بينه وبين زوجها وشريكها "بساطي"، حيث يُبدي التونسي اعتراضه على ما تُقدّمه فرقته من فن، ويُخاطبه: "إنت يا وديع بساطي نصاب مش فنان، الفنان لازم يبقى صادق في اللي بيقدّمه مش ابن هِرمة، مسرحك ده مايتدخلش بفلوس يا جعر يا عِرة"، وتكون نتيجة هذا الحوار أن يكون "بساطي" سببًا في نفي بيرم خارج البلاد. حسن البنا يظهر حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان ضمن أحداث "أهو ده اللي صار"، من خلال ظهور أفكار دعوته، وأيضًا انتشار أتباعه، وبينهم "الشيخ زهار" الذي ترك "الهنك والرنك" وانضم إلى "جماعة من الشباب ينادون للرجوع للحق والدين من الضلال"، هذا ما ذكره "زهار" ل"بحر" وهو يدعوه للانضمام للجماعة، ويقول: "إنت غالي عليّا يا علي، وعشان كده أنا بادعوك لدعوة حسن البنا، دعك مما أنت فيه وتعالى اركب معانا سفينة النجاة حتى يعود المسلمون إلى الإسلام"، فيرد الآلاتي الفلاتي: "هما المسلمين سافروا بلد تانية ومش راجعين؟ أنا حر يا شيخ زهار، ومافيش فساد أكتر من إنك تبقى تابع وتفقد حريتك، أنا يا شيخ زهار لما بامسك العود بتاعي وباغني باحس إني على حق، أنا ماحستش إني ليّا معنى غير لما غنيت ورا الشيخ سيد في ثورة 19"، ويبدأ في غناء "أهو ده اللي صار". في العصر الحالي أيضًا من المسلسل يظهر أتباع للجماعة، والمفاجأة أن من بينهم حفيدي جوني منصور والشيخ زهار، وفي مشهد ضمن الحلقة السابعة عشرة، يُخاطب أحدهما الآخر تاليًا عليه بعض أفكار الجماعة: "الموت والرعب ساعات بيكونوا الطريق الوحيد للتغيير، الضرورات تُبيح المحظورات، بس أرواح الناس حاجة مقدسة، مافيش أقدس من إنك تبني مجتمع زي ما قال ربنا، والروح اللي هتموت ظلم هتدخل الجنة". أم كلثوم تظهر الآنسة أم كلثوم ضمن أحداث الحلقة العشرين من "أهو ده اللي صار"، حيث تذهب مع المخرج أحمد بدرخان، لإقناع "خديجة هانم" ونجلها "يوسف بك" للسماح لهما بتصوير بعض مشاهد فيلمهما الجديد داخل القصر وحديقته، وتوافق الهانم مقابل أن تُسمعها المطربة بعض أغانيها، وقامت بأداء دور الست، المطربة مروة ناجي. جوني منصور يبدأ ظهور المؤرخ الإنجليزي جوني منصور منذ الحلقات الأولى من "أهو ده اللي صار"، محبا ل"أصداف" ورقصها، ثم كارها لاحتلال بلاده لمصر التي أصبح يشعر وكأنها وطنه ولا يُريد أن يفارقها، خاصةً بعدما جاءته فكرة الكتابة عن تاريخ عروس البحر المتوسط في هذه الفترة، ليكتب عن القصر وحكاياته، والشخصيات التي يعاصرها القريبة منه، ليُقدّم توثيقًا كاملًا للأحداث التي عاصرها في رواية عن الإسكندرية تُشبه رواية "رباعية الإسكندرية" التي كتبها البريطاني لورانس داريل. كما يُصبح جوني منصور صديقًا ل"بحر" و"بساطي" و"الشيخ زهار"، ويتزوج من مصرية. وجوني منصور الحقيقي هو مؤرخ فلسطيني شهير، وله العديد من الكتابات الشهيرة، ومنها: "إسرائيل الأخرى.. رؤية من الداخل"، ويُقدم الدور الفنان هاني سمير سيف. هؤلاء وغيرهم، هم شخصيات حقيقية قدّمها عبد الرحيم كمال ضمن أحداث "أهو ده اللي صار" لمواكبة الزمن الذي تُعاصره حكايته، ولم يفصل حدوتته عن عصرها، وأظهرهم بسلاسة كبيرة متصلة مع سياق أحداث المسلسل.