حزب الله تراجع عن عدم تأثير العقوبات المفروضة عليه، وبدأ يقر بقسوة تلك العقوبات داعيا أنصاره إلى إنقاذ الحزب من خلال دعمه ماليا في اعتراف صريح بتأثير العقوبات "أعلن اليوم الحاجة إلى المساندة والدعم الشعبي"، بهذه الجملة اعترف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، بتأثير العقوبات الأمريكية على الحزب وهو ما يؤكد تلقي نصر الله وحزبه ضربة موجعة نتيجة تلك العقوبات المفروضة على الحزب وعلى إيران التي تعد الداعم الرئيسي لجماعة نصر الله. وتقوم الولاياتالمتحدة والدول الغربية بفرض العقوبات المالية والاقتصادية على حزب الله لترويضه وتحجيم دوره الذي امتد إلى دول مجاورة، أحدث تلك الوسائل قيام بريطانيا خلال فبراير الماضي، بتصنيف "حزب الله" اللبناني بجناحيه العسكري والسياسي "منظمة إرهابية". وقالت بريطانيا إنها تعتبر كل أجنحة "حزب الله" ضمن المنظمات الإرهابية بسبب نفوذه المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك في تعارض مع باقي دول الاتحاد الأوروبي التي تدرج فقط الجناح العسكري للجماعة في قوائم الإرهاب. وكانت واشنطن قد أدرجت كل أجنحة "حزب الله" في قوائم المنظمات الإرهابية، وتواصل زيادة العقوبات وقالت بريطانيا إنها تعتبر كل أجنحة "حزب الله" ضمن المنظمات الإرهابية بسبب نفوذه المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك في تعارض مع باقي دول الاتحاد الأوروبي التي تدرج فقط الجناح العسكري للجماعة في قوائم الإرهاب. وكانت واشنطن قد أدرجت كل أجنحة "حزب الله" في قوائم المنظمات الإرهابية، وتواصل زيادة العقوبات المالية ضد الميليشيا المدعومة من إيران. وأمس، دعت ميليشيا حزب الله أنصارها إلى التبرع بالمال في ظل تعرضها لضغوط متزايدة، نتيجة عقوبات غربية تهدف لعزلها ماليا. وقال الأمين العام للجماعة حسن نصر الله "أعلن اليوم الحاجة إلى المساندة والدعم الشعبي". مضيفا أن التبرعات مطلوبة لدعم أنشطة "حزب الله". وفي كلمة أذاعها التليفزيون، قال نصر الله: إن الدول الأخرى قد تقتفي أثر بريطانيا. متابعا "العقوبات ولوائح الإرهاب هي حرب على المقاومة، وعلينا التعاطي معها على هذا الأساس، وعلينا مواجهة هذه الحرب"، بحسب "يورو نيوز". نصر الله يعلن صراحة عن أن مصادر تمويل حزب الله إيرانية بالكامل، إلا أن ذلك ليس صحيحا، لأن الحزب، شأنه شأن أى منظمة مسلحة يعتمد كذلك على عدد آخر من مصادر التمويل الداخلي فى لبنان أو حتى الذي يأتي متدفقا من الخارج وليس من إيران فحسب. فمنذ تأسيس الحزب خلال الثمانينيات تلقى تمويله الأساسي من إيران في البداية، لكن مع تطور المؤسسات الحزبية المختلفة بات الحزب قادرا على تغطية جزء وفير من تمويله بالإضافة إلى ظهور مصادر تمويل جديدة كان هدفها المرونة في الأوقات الصعبة بالإضافة إلى تخفيف ارتباطه المالي بطهران في السنوات الأخيرة نظرا للعقوبات الدولية ضدها. أما عن حجم ميزانية "حزب الله" فقدرت بحوالي 700 مليون دولار سنويا ويشكل الدعم الإيراني حوالي 80% منها. واستطاع الحزب تأسيس اقتصاد داخلي له في لبنان من خلال أنشطة مالية واقتصادية، بالإضافة إلى توسعه وامتداده إلى الخارج وصولا إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتضمنت أعماله في الخارج غسيل الأموال وتجارة البناء والاتفاقات والتعاقدات وغيره، وذلك وفقا ل"سبوتنيك". ويقوم "حزب الله" باستغلال الدولة اللبنانية من مشاركته في الحكومة اللبنانية وتسلمه عددا من الحقائب التي تسهل له بعض العمليات المالية، هذا عدا استغلاله لمجتمعه والحلفاء لدعمه في أي لحظة. فقد فاز "حزب الله" وحلفاؤه السياسيون، الذين يعتبرون ترسانته من الأسلحة ميزة للبنان، بأكثر من 70 من مقاعد البرلمان وعددها 128 مقعدا في انتخابات العام الماضي، في ضربة شديدة للأحزاب اللبنانية التي تعارض امتلاك الجماعة للسلاح ومنها حزب القوى اللبنانية المسيحي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع دول الخليج. وللحزب ثلاث حقائب وزارية من أصل 30 وزارة في الحكومة اللبنانية التي يرأسها سعد الحريري المدعوم من الغرب، وهو أكبر عدد وزارات يشغله على الإطلاق، بحسب "رويترز". وبالإضافة إلى مصادر التمويل السابقة، نجد أن تبرعات أعضاء حزب الله في الداخل والخارج، خاصة طبقة التجار ورجال الأعمال تعد أحد أهم مصادر التمويل. كما يحصل حزب الله على عائدات هائلة من تجارة السلاح والمخدرات، خاصة من عمليات تهريب المخدرات فى أمريكا اللاتينية، لا سيما عن طريق دولة فنزويلا، تلك التى ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران. وتأسست ميليشيا حزب الله في عام 1982 على أيدي "الحرس الثوري الإيراني"، وقد وسعت نفوذها داخل لبنان وبالمنطقة. ويأتي اعتراف نصر الله بقسوة تلك العقوبات بعد أن أكد مرارا أن العقوبات المفروضة على "حزب الله" من الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة عديمة الجدوى وغير مؤثرة بشكل كبير.