مصادر كنسية تكشف عن تحركات لبعض الأساقفة لجمع توقيعات ضد البابا لمحاكمته كنسيا.. وانتشار صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لمطلب عزله لمخالفته العقيدة يبدو أن الأيام المقبلة تحمل الكثير في الصراع المستعر داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإذا كانت واقعة قتل الأنبا إبيفانيوس قد رفعت الغطاء عن هذا الصراع وكشفت طرفيه من تيار متشدد، وتيار مستنير يسعى لتجديد الكنيسة، فإن جلسة 23 فبراير الماضي التي تم خلالها تحويل أوراق المتهمين الراهب المجرد إشعياء المقاري، والراهب فلتاؤوس للمفتي، كشفت النقاب عن مرحلة جديدة، المستهدف فيها هذه المرة هو شخص البابا تواضروس الثاني، وليس أحدا غيره، فقد كشفت مصادر كنسية ل«التحرير» عن وجود حراك من بعض الأساقفة لاستغلال هذا الحكم لمحاكمة البابا والتخلص منه. المصادر التي فضلت عدم ذكر أسمائها، أوضحت أن هناك عددا من الأساقفة يجمعون توقيعات في الفترة الأخيرة ضد البابا تواضروس، وعددهم ليس بالكبير، ولا يمثل أغلبية أعضاء مجمع أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لكن في النهاية ليسوا بضعة أفراد. استهداف البابا في أكثر من مناسبة حراك الأساقفة المعادين للبابا تواضروس المصادر التي فضلت عدم ذكر أسمائها، أوضحت أن هناك عددا من الأساقفة يجمعون توقيعات في الفترة الأخيرة ضد البابا تواضروس، وعددهم ليس بالكبير، ولا يمثل أغلبية أعضاء مجمع أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لكن في النهاية ليسوا بضعة أفراد. استهداف البابا في أكثر من مناسبة للمزيد عن التحرك الأخير ضد البابا تواضروس يمكن مراجعة منشورات هذه الصفحة على فيسبوك: قناة كلمة منفعة فهي تبث تقريبا نفس الفيديوهات والمنشورات التي تبثها صفحة: رابطة حماة الإيمان، فيعرضون فقط مجموعة من المنشورات للراحل البابا شنودة وبعض الأساقفة بعينهم، مثل الراحل الأنبا بيشوي، وفي المقابل يهاجمون البابا تواضروس وبعض الأساقفة الآخرين ومنهم الراحل الأنبا إبيفانيوس. الحراك في الفترة الحالية ضد البابا تواضروس ليس الأول، ولن يكون الأخير، فالأزمة ليست في قرارات وتصرفات البابا رقم 118، فمهما فعل سيتم الهجوم عليه، لأن الهدف هو كرسي القديس مرقس الذي جاء هو إليه، وهو خارج دائرة المتصارعين عليه في نهاية زمن البابا شنودة الثالث، ومن يسعون للكرسي يريدون العودة إليه سريعا. أحد الآباء الرهبان من دير أنبا مقار، ذكر ل«التحرير»، أن الأساقفة الكارهين للأب متى والأنبا إبيفانيوس، قالوا للأنبا إبيفانيوس في أحد اجتماعات مجمع الأساقفة: «إنت تسكت خالص وماتتكلمش واحنا موجودين»، باعتبار أنهم أكبر سنا وأقدم منه في الرسامة. موقف آخر واجه خلاله البابا هجوما شديدا، كان وقت اتفاق «عدام إعادة المعمودية»، بين كنيستي روما والإسكندرية، في أثناء زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول لمصر، في نهاية إبريل 2017، حيث تم تسريب خبر توقيع الاتفاق قبل زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية، وحدث هجوم شديد على البابا تواضروس من قبل التيار المتشدد، وعبرت عنه الصفحات الناطقة باسمهم على مواقع التواصل، باعتبار أن الكنيسة القبطية ستنهار من هذا الاتفاق، رغم أن الذي وضع بذرته هو البابا شنودة الثالث عندما زار البابا بولس السادس في الفاتيكان في 10 مايو 1973. الرغبة في استعادة الكرسي الأساقفة المقربون من البابا دار بينهم صراع في نهاية عهده، على من يخلفه، وانقسموا بين فريقين، إلا أنه لم يأت البابا رقم 118 من بينهم، بل من خارج الصراع. نهج جديد في إدارة الكنيسة حين جاء الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، كقائمقام للبابا الراحل، فتح الباب المغلق في وجه أطراف كثيرة في زمن البابا شنودة، من بينهم أساقفة عادوا مرة أخرى للصلاة، وحينما جاء البابا تواضروس أكمل هذا النهج فأعاد الأنبا تكلا أسقف دشنا لكرسيه، وكذلك الأنبا إيساك وتمت رسامته أسقفا عاما في البحيرة. استكمل البابا تواضروس خطواته وقرر رسامة أساقفة جدد من بينهم أسقف جديد لدير أنبا مقار فكان الأنبا إبيفانيوس، الذي أوضح البابا أنه لم يكن يعرفه من قبل، فاستمع له، وعندما علم بقدراته، فتح المجال أمامه ليمثل الكنيسة في الحوارات اللاهوتية والمسكونية مع الكنائس الأخرى، وكان الأنبا إبيفانيوس نواة لتيار مستنير بدأ يخرج من جديد معتمدا على الدراسات الأكاديمية والترجمة، ومنفتح على الجميع، إلى أن تم قتله. ويرى الكاتب والمفكر كمال زاخر أن الفترة الحالية تمثل مرحلة انتقالية بعد غياب شخصية لها ثقلها، وأن الأمر حدث من قبل برحيل البابا يوساب وبعد رحيله بتغيير لائحة انتخاب البابا عام 1957، لكن يضاف هذه المرة من وجهة نظره دخول الفضاء الإلكتروني والثورة الرقمية. «هذا صراع ليس بجديد، أسميه "صراع الأجنحة"، وهو شيء طبيعي في الكنيسة بحجمها الجغرافي والتاريخي والبشري»، يقول زاخر، متابعا: «خاصة أن البابا تواضروس، لم يأت موافقا لقطاع غير قليل من الأساقفة الذين تربى وجدانهم في مدرسة البابا شنودة، وشعروا أن مصالحهم وسلطاتهم وقناعاتهم محل تهديد». يؤكد زاخر أن البابا أيا كان اسمه له وضعه داخل الكنيسة، وأن استهدافه يجعل الناس تقف خلفه، لافتا إلى أن البابا تواضروس يمثل مرحلة انتقالية بين التيار القديم والتيار الحديث، وأنه متفائل بالنسبة للكنيسة ومستقبلها، وأشار إلى أن هناك شبابا استغلوا الثورة الرقمية في البحث والقراءة، وبعضهم كانت لهم كتب في معرض الكتاب الأخير، بسبب توافر المراجع، وهذه ظاهرة إيجابية.