أوضح أن تحركه ولهفته لإنقاذ المصابين كانتا من وازع الإنسانية وأن كل ما قام به ليس بطولة وأي أحد مكانه كان سيفعل مثله.. قبل أن يستثني من ذلك من حرصوا على التقاط «السيلفي» ساعات وأيام مرت على حادث «محطة مصر»، الذي خلف وارءه 22 قتيلا و43 مصابا، جميعهم طالتهم ألسنة اللهب التي خرجت من «فُنطاس» الكيروسين، تاركةً خلفها أُناسا ساقهم القدر لحتفهم، وقليلون بعثهم الله لنجدة من كُتبت لهم النجاة ولو ببعض الخسائر، فيما كان من بين المُنقذين، وأشهرهم، بائع بأحد الأكشاك التابعة للشركة الوطنية على الرصيف رقم 4 بالمحطة، الذي يبعُد نحو سبعة أمتار عن «الكارثة»، والذي راح يُنقذ من تطوله يده من مصابين و«مُشتعلين» بواسطة «جركن مياه» التقطه من الكُشك. لم يكُن يدري محمد عبد الرحمن كمال، ابن قرية «بني أيوب» التابعة لدائرة مركز ومدينة أبو حماد، أن تركه لبلده وأسرته الصغيرة التي تضم زوجته وطفليه الصغيرين، ولدا وبنتا، والالتحاق بالعمل بائعًا بأحد الأكشاك داخل «محطة مصر»، سيكون طريقه للشهرة؛ بعدما ساقه القدر ليكون المُنقذ الذي تتغنى لم يكُن يدري محمد عبد الرحمن كمال، ابن قرية «بني أيوب» التابعة لدائرة مركز ومدينة أبو حماد، أن تركه لبلده وأسرته الصغيرة التي تضم زوجته وطفليه الصغيرين، ولدا وبنتا، والالتحاق بالعمل بائعًا بأحد الأكشاك داخل «محطة مصر»، سيكون طريقه للشهرة؛ بعدما ساقه القدر ليكون المُنقذ الذي تتغنى به الجماهير رغم مرارة الفاجعة التي شهدها الرصيف إثر انحدار جرار الوردية رقم 2302 واصطدامه بالسدادات الخرسانية بنهاية الرصيف. سبب النجدة «ماعملناش غير الواجب».. قالها محمد ل«التحرير» موضحًا أن تحركه ولهفته لإنقاذ المصابين كانت من وازع الإنسانية، وأن كل ما قام به ليس بطولة: «الظروف هي اللي خلتني بطل.. الناس كانت بتولع قصاد عيني وماكنتش عارف أعمل إيه، لكن ربنا ألهمني وكنت سببا في الإنقاذ». تواضع وسيلفي مسحة تواضع كبيرة ظهرت في كلمات الرجل وهو يصف نفسه وقت الحادث، منوهًا بأن أي إنسان لو كان مكانه فإن رد فعله الطبيعي هو إنقاذ الناس، قبل أن يستثني فئةً بعينها ممن كانوا واقفين وقتذاك، وبالتحديد أولئك الذين حرصوا على التقاط الصور الشخصية «سيلفي» مع الجرار عقب اصطدامه، كما لو كانوا في نُزهة، موضحًا أن أولئك لو كانوا فكروا فيما كان الناس فيه وخلفهم من مصيبة بوازع إنساني كان الحال سيتغير كثيرًا وتقل نسبة الوفيات. وليد مُرضي «أنا اللي في الفيديو مش عم وليد».. قالها محمد، موضحًا أن ما تداولته العديد من المواقع والمقطع الخاص بعملية إسعاف المصابين وضحايا الحادث كان هو الذي في الصورة ويقوم بمحاولات الإنقاذ، وليس وليد مُرضي، كما زعمت بعض المواقع، قبل أن يوضح دور الأخير، بأنه شارك برفقته في عمليات الإنقاذ، وأن كل من كان على الرصيف وفي استطاعته شيء كان يقوم به، حتى إن وليد مُرضي شارك في ذلك في موقف بعينه: «هوَّ اللي ناولني بطانية ألحق بيها اتنين حريم النار كانت ماسكة فيهم». تفاصيل مُفجعة تعبيرات الرجل تأثرت كثيرًا وهو يسرد تفاصيل الحادثة برؤية عينه، لافتًا إلى أن أول من وقعت عينه عليه عقب الانفجار كان رجلًا بالنفق الملاصق للرصيف، والذي كانت النار مشتعلة في جسده، إلا أنه حاول نجدته بسكب المياه من فوق النفق بناحية الكُشك الذي يعمل به، فلم يُسعفه ذلك، وحينها هرع لنجدته فكان المنظر أصعب والنار لم تُفرق حينها بين أطفال أو شيوخ. دليل الفيديو وعن عدد من تمكن من إنقاذهم، قال إنه عقب نجدة الرجل المُلقى بالنفق فوجئ بسيدتين مُحترقتين، أنقذهما بالبطانية المُشار إليها، لكن حينما هم بالبحث عن غيرهم لنجدته فوجئ برجلٍ عجوز يُمسك بجسده من الخلف طالبًا النجدة، وهو ما تمكن «المُنقذ» من القيام به، وحمل شهادة تأكيد حديثه وأنه صاحب الصورة التي ظهرت: «الجلد المحروق والدم مكان مسكة الراجل علمت في هدومي وقتها». عدد من تمكن محمد من إنقاذهم يتجاوز الستة أشخاص، إلا أنه لا يذكر اللحظات بعناية كونها كانت بمثابة ذهول كسى ظروفه ووقته آنذاك، قبل أن يسرد تفاصيل النجدة الأخيرة، التي كانت لطفل حاول إسعافه بآخر ما تبقى من ماء في «الجركن» وهو مُلقى على القضبان، لكن الحضور طالبوه بإسعافه ببطانية، فيما عبر عن تكريمه من قِبل محافظ الشرقية الدكتور ممدوح غراب، منوهًا بأنه الوحيد له ولم يكُن له داعٍ، لأن ما قام به هو الواجب وما تقتضيه المشاعر الإنسانية لا غير، إلا أن «معالي المحافظ الله يبارك فيه كرمني علشان يشجع الشباب». محمد أنهى حديثه عن الحادث بأمنية: «ربنا يكتب للناس اللي كنت سبب في إنقاذهم الشفا ويبقوا بخير ويرجعوا يعيشوا حياتهم تاني».