استيقظ صباح اليوم كعادته ليتوجه لعمله بأكشاك محطة مصر العريقة.. منذ الساعات الأولى افتتح كشكه الصغير وجلس بداخله يبيع للمسافرين أكواب الشاي وأكياس الشيبسي والبسكويت...مرتديا الزي الموحد المخصص للعاملين بأكشاك للشركة الوطنية داخل محطة مصر والتي تنتشر على كل الأرصفة. لم يكن بحسبانه أنه بعد ساعات قليلة من بداية اليوم، سيكون بطلا يتحدث عنه الرأي العام بعدما شاهد بعينيه واقعة قطار محطة مصر التي أفجعتنا بحصيلتها ما بين موتى ومصابين. فجأة وبدون مقدمات اصطدم القطار الذي جاء بسرعة جنونية بالرصيف، ليتحول المكان إلى كتلة من النيران دمرت كل ما حولها.. لم يفلت من النار كل من كان على رصيف نمرة 6 .. يموتون مشتعلين بالنيران أمام عينيه فلم يجد أمامه سوى الدخول لكشكه الصغير القريب من موقع الحادث، يمسك بجركن الماء ليطفئ نيران هؤلاء الضحايا المشتعلين. بصوت مرتجف وجسد أنهكه التعب بعد ساعات طويلة قضاها وسط الحادثة، يستجمع قواه ويجري هنا وهناك لينقذ ما يمكن إنقاذه مستخدما جركن ماء وبطانية، يروي وليد مرضي حسن الفقي، ذو ال38 عاما، لصدى البلد ما شاهده صباح اليوم وسط الحريق قائلا: "القطر كان جاي بسرعة وخرج منه نار رهيبة، طلعت من مكاني لقيت الناس ماسكة فيها النار ومولعين ملقتش غير جركن المية بتاع الغلاية، ففكرت أطفيهم بالبطانية أفضل واللي قدرت أعمله عملته، لحد ما تعبت ورجعت قعدت مكاني". 17 عاما قضاها وليد مرضي بين جدران محطة مصر، لم يرى حادثا مثل ذلك، قائلًا: "بقالي سنين شغال هنا مشوفتش أي حادثة بالحجم ده، منظر الناس وهي بتولع قدامي مش بنساه وعملت اللي قدرت عليه".