اكتشف عالم الكرة وسحرها مبكرا في شوارع العاصمة ياوندي وصار في فترة وجيزة أحد أبرز نجوم الشارع.. الذين يمارسون هذه الرياضة بكرة مصنوعة من بقايا القماش «توج بكأس الأمم الإفريقية في نسختين، وصنع الحدث في مونديال إيطاليا 1990، وأبهر جميع المتابعين، برقصته الشهيرة، عند الراية الركنية بعد كل هدف، لينجح في قيادة منتخب بلاده للوصول إلى ربع النهائي، كأول منتخب أفريقي يحقق ذلك الإنجاز، ليكتب اسم بلده بأحرف من ذهب، في الثامنة والثلاثين من عمره، ويحقق في 15 يومًا ما عجز عنه طوال مسيرته، ولأنه قناص ماهر صار يلقب بالثعلب، كما اشتهر داخل القارة السمراء بمراوغاته الرائعة، وأهدافه النادرة».. إنه الأسد الكاميروني ألبرت روجيه ميلا الذي ولد في الخامس والعشرين لعام 1952، في العاصمة ياوندي. روجيه ميلا بدأ حياته مع الساحرة المستديرة قبل أن يبلغ 13 عامًا، وكان طبيعيا أن يتهافت عليه مسؤولو الأندية المحلية، ووقع مع فريق ليوبارد دى دوالا الكاميرونى ومع هذا الفريق برز ميلا بوضوح، ولم ينتظر سوى خمس سنوات ليتوج بعدها مع هذا الفريق ببطولة الكاميرون 1972، وسجل ميلا مع ليوبارد دى دوالا 89 هدفًا في روجيه ميلا بدأ حياته مع الساحرة المستديرة قبل أن يبلغ 13 عامًا، وكان طبيعيا أن يتهافت عليه مسؤولو الأندية المحلية، ووقع مع فريق ليوبارد دى دوالا الكاميرونى ومع هذا الفريق برز ميلا بوضوح، ولم ينتظر سوى خمس سنوات ليتوج بعدها مع هذا الفريق ببطولة الكاميرون 1972، وسجل ميلا مع ليوبارد دى دوالا 89 هدفًا في 116 مباراة. وفى عم 1974 انتقل ميلا إلى نادى تونير ياوندى الشهير الذى نال معه فى أول موسم بطولة كأس الكاميرون ثم كأس الكؤوس الأفريقية عام 1976، لينال في ذلك العام الكرة الذهبية الأفريقية، التي كانت تقدم من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، ومنها بدأت أعين مسؤولي الأندية الأوروبية تراقب هذا العصفور النادر، وراحوا يحاولون إغراء الشاب الأفريقي بالمال والمجد، وخاض ميلا مع تونير ياوندى 87 مباراة، سجل خلالهم 69 هدفًا. فالنسيان والخداع في 1977 بدأت مسيرة ميلا الإحترافية، حيث انضم لنادي فالنسيان الفرنسي، الذي عرض على ميلا راتبا شهريا مقداره 20 ألف فرنك فرنسي، وفيلا فاخرة، واللعب أساسيا ضمن فريق الدرجة الأولى، لم يفكر الشاب الكاميروني كثيرا حتى يعطي موافقته، لكنه فوجئ عند وصوله إلى فرنسا، بواقع مر لا يمت إلى الوعود بصلة، فراتبه لم يتجاوز 3 آلاف فرنك فرنسي، ووجد نفسه في شقة من غرفة واحدة، والأدهى من كل ذلك، كان ضمن تشكيلة الفريق الاحتياطي التي تلعب في الدرجة الثالثة، وظل هناك إلى عام 1979، وهو ما وصفه ميلا لاحقا باستغلال اللاعبين الأفارقة، وفي تلك الحقبة خاض ميلا مع فالنسيان 28 مباراة فقط سجل خلالهم 6 أهداف. بعد حقبته في فالنسيان انتقل ميلا إلى موناكو، وتمكن معه من الفوز بكأس فرنسا عام 1980، وخاض مع موناكو 17 مباراة، وسجل خلالهم هدفان، وهي السنة التي انتقل فيها إلى باستيا، وبفضله تمكن هذا النادي المتواضع في الدوري الفرنسي من الظفر بكأس فرنسا في العام التالي، ولعب ميلا لباستيا أربعة مواسم خاض خلالهم 113 مباراة وسجل 35 هدفًا، قبل أن ينتقل إلى سانت اتيان، الذي لعب له موسمين خاض خلالهم 59 مباراة وسجل 31 هدفًا، وفي عام 1984، انضم إلى مونبيلييه وسجل معهم 37 هدفًا خلال 95 مباراة، ومن ثم أنهي مشواره في الدوري الفرنسي. اعتزال وعودة وفي 30 ديسمبر 1987، قرر ثعلب الكاميرون الاعتزال، ونظم مباراة تكريمه في دوالا وحضرها أكثر من 60 ألف متفرج، جاؤوا جميعهم لتوديع نجمهم المفضل وغنوا لساعات طويلة بعد المباراة حبًا وعشقًا لميلا. المشاغب والختام في إندونيسيا غير أن المواسم ال12 التي قضاها نجم أفريقيا في فرنسا لم تكن مثمرة، وكانت مليئة بالمشاكل والمشاحنات مع مسؤولي الأندية والمدربين، حتى صار يوصف باللاعب المشاغب غير المرغوب فيه، على الرغم من الأهداف ال125 التي سجلها في 360 مباراة، ثم لعب في نادي سان بيار من جزيرة ريينيون لمدة موسم. وعاد ميلا للأراضي الكاميرونية في 1990، وانضم لتونير ياوندى، واستمر معهم لعام 1994، وخاض معهم 116 مباراة وسجل 89 هدفًا، ثم انضم إلى مادورا يونايتد الإندونيسي وخاض معهم موسم وسجل خلاله 23 هدفًا في 23 مباراة، وفي 1995 انضم إلى بالي يونايتد وخاض معهم 12 مباراة وسجل 18 هدفًا. ميلا الدولي روجيه ميلا شارك مع الكاميرون في 63 مباراة خلال الفترة من 1973 إلى 1994، وسجل خلال تلك الحقبة 37 هدفًا، تخللها المشاركة فى كأس العالم بأسبانيا عام 1982 وخرج من الدور الأول، والمشاركة فى كأس العالم بأيطاليا عام 1990 وبلغ الدور ربع نهائى، كما شارك فى كأس العالم بأمريكا عام 1994 وخرج من الدور الأول. ميلا توج بطلا مع الكاميرون ببطولة إفريقيا للأمم عام 1984، كما توج هدافا لبطولة أمم إفريقيا 1984 بأربعة أهداف، ونال مع الكاميرون المركز الثانى فى بطولة إفريقيا للأمم عام 1986، واختير كأفضل لاعب فى بطولة أمم إفريقيا عام 1986، علاوة على أنه نال مع الكاميرون بطولة أمم إفريقيا عام 1988. قرار وزاري ومكالمة رئاسية تعد اللقطة الأبرز في مسيرة ميلا، هى عندما كان في الكاميرون لقضاء عطلته، كان المنتخب يشارك في دورة بالصين تحضيرا لنهائيات كأس العالم بإيطاليا 1990، غير أن هذه الدورة لم تكن موفقة، وظهر مستوى المنتخب ضعيفا، ولم يكن ليقدر على مواجهة أعتى المنتخبات في المونديال الذي كان على الأبواب. وعندها بدأت الأصوات تتعالى وتنادي بعودة ميلا إلى المنتخب، وبدأ الصحفيون يحاولون إقناع نجم البلد الأول بالعودة إلى ميادين الكرة، وقبل أيام قليلة من انطلاق المونديال، وبرغم بقائه 7 أشهر دون تدريب ودون لعب أي مباراة رسمية، قرر الثعلب وهو في الثامنة والثلاثين العودة مجددا إلى الملاعب الخضراء، والتحق بالمنتخب في إيطاليا بقرار من وزير الشباب والرياضة الكاميروني ومكالمة هاتفية من رئيس الكاميرون (باول بيا)، ولم يكن يعلم ميلا أنه سيكون نجم هذا المونديال وبطله، وأنه سيحقق ما عجز عنه طيلة مشواره الكروي، وسجل أربعة أهداف في تلك البطولة. رقصة شهيرة ورقم تاريخي وما لفت الانتباه في هذا المونديال، رقصة ميلا الشهيرة، بعد إحرازه للأهداف، إذ كان يتجه إلى الراية الركنية، ويرقص بطريقة خاصة، أثارت إعجاب العديد من المشجعين، ونال النجم الكاميروني الحذاء البرونزي، كثالث أفضل لاعب في مونديال 1990، علمًا بأنه سجّل 4 أهداف، بواقع ثنائية في رومانيا، ومثلها في كولومبيا، كما دخل ميلا التشكيل المثالي للمونديال، ما يؤكد حجم الإنجاز الذي صنعه لبلاده، رغم كبر سنه، وفي عام 1994 عاد روجيه ميلا للكاميرون ليشارك في كأس العالم 1994 بعمر 42 سنة، وقد سجل روجيه ميلا هدفاً في مرمى روسيا، وسجل اسمه في تاريخ كأس العالم كأكبر لاعب كرة قدم سناً يسجل في المونديال.