بدا من الواضح أن ألمانيا تعتزم المضي قدمًا في تعاونها الاقتصادي الخاص بالطاقة، وتحديدًا الغاز الطبيعي، مع روسيا، وذلك حتى مع معارضة الولاياتالمتحدة لذلك. لم يكن غريبًا على الأوساط السياسية أن يروا العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها في أوروبا، تعاني من مبدأ الرئيس دونالد ترامب "أمريكا أولًا"، والذي كان السبب وراء العديد من الأزمات في العلاقات التي تجمع واشنطن وعدد من كبار البلدان في أوروبا. ألمانيا كانت واحدة من البلدان التي تضررت علاقاتها بالولاياتالمتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية، وتحديدًا بسبب عدد من الملفات الاقتصادية، وعلى رأسها تعامل برلين في مجالات الغاز الطبيعي والطاقة مع روسيا، وتوسيع نطاق الشراكات الثنائية بين البلدين. وفي هذا الإطار، رأت وكالة الأنباء الأمريكية "بلومبرج" أن ألمانيا تعتزم المضي قدمًا في تعاونها مع روسيا، حتى مع التحذيرات الأمريكية حيال هذا النشاط الاقتصادي والسياسي. خط الغاز «نورد ستريم 2» بين روسياوألمانيا يصدر أزمات جديدة لميركل وبدت ألمانيا مقبلة على واحدة من أكبر زياداتها المستمرة وفي هذا الإطار، رأت وكالة الأنباء الأمريكية "بلومبرج" أن ألمانيا تعتزم المضي قدمًا في تعاونها مع روسيا، حتى مع التحذيرات الأمريكية حيال هذا النشاط الاقتصادي والسياسي. خط الغاز «نورد ستريم 2» بين روسياوألمانيا يصدر أزمات جديدة لميركل وبدت ألمانيا مقبلة على واحدة من أكبر زياداتها المستمرة في استهلاك الغاز الطبيعي خلال عقدين تقريبًا، بغض النظر عن التحذيرات الأمريكية بأنه لا ينبغي أن تستمد معظم طاقتها من روسيا. وسيكون الغاز الطبيعي أحد المستفيدين الرئيسيين من جهود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإغلاق محطات الفحم، التي تولد نصف كهرباء البلاد. وفي حين تسعى الحكومة إلى تحفيز مصادر الطاقة المتجددة، إلا أن المسؤولين التنفيذيين في الصناعة والخبراء المتابعين للطاقة، أكدوا أن هناك حاجة إلى المزيد من الغاز لتحقيق التوازن في الشبكة، وذلك عندما تبدأ برلين في الاعتماد بشكل حصري على الكهرباء من مزارع الرياح والطاقة الشمسية. ووفقًا لرؤية الخبراء، فإن تلك النظرية ستساعد في تفسير سبب سماح ميركل بإنشاء خط أنابيب "نورد ستريم 2" مع روسيا وتشجيع المنشآت الجديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المُسال. بحثًا عن السيطرة.. ميركل تستقر على مرشحيها لمناصب الاتحاد الأوروبي وفي السنوات المقبلة، قد تحتاج ألمانيا إلى المزيد من الغاز لتعويض إغلاق محطات الطاقة إذا ما تعثرت في جهدها البالغ 500 مليار يورو للتحول نحو وقود أنظف. وقال تريفور سيكورسكي، رئيس قسم الغاز الطبيعي والفحم والكربون في شركة الطاقة "آسبكتس"، وهي مؤسسة استشارية صناعية في لندن: "يجب أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي خلال المدى القصير.. على الأقل للتعويض عن فقدان الفحم"، مشيرًا إلى أن ذلك "ربما هو السبب في حرص حكومة ألمانيا على نورد ستريم 2". وهناك عدد من العوامل التي تتحكم في التوقعات بشأن كمية الغاز الجديدة التي ستحتاجها ألمانيا، ومن بين تلك القضايا الافتقار إلى الوضوح بشأن مصانع الفحم التي ستغلق، ومتى تفرض القيود الحكومية على مصادر الطاقة غير المتجددة المتصاعدة، وما إذا كانت ألمانيا تستطيع الاعتماد على الدول المجاورة لتعويض هذا النقص المؤقت في الشبكة. واختلف الخبراء والمحللون في آفاق التنبؤ الخاصة بهم بشأن ملف الطاقة في ألمانيا، ومع ذلك، فإن معظمهم تقريبًا يرون أن الخطط الجديدة لبرلين تضمن نمو الطلب على على الغاز في ألمانيا، وبعضهم مثل مؤسسة "Energy Aspects" يرون أن هناك زيادات محدودة بالطلب، في حين يرى آخرون مثل "LNG Terminal" أن الطلب يتضاعف، وفقًا لبلومبرج. العقوبات الأمريكية تهدد صناعة النفط الروسية وقال ستيف هيل، نائب الرئيس التنفيذي لشركة شل إنرجي، في حدث استضافته وحدة "رويال داتش شل"، "ألمانيا تتحرك بشكل كبير إلى مستقبل طاقة الغاز بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة التي ننادي بها في مقابل وضع الفحم على الهامش". وكانت واشنطن قد أبدت اعتراضًا صريحًا ضد تعاون روسياوألمانيا في مشروع "نورد ستريم 2"، الذي سيمنح موسكو مكاسب اقتصادية وسياسية لا حصر لها داخل أوروبا.