برادلي روبرت إدواردز، مثال حي على كيف يمكن أن تؤثر الطفولة غير السوية على الإنسان، ليتحول إلى سفاح محترف، متهم بقتل 3 سيدات منذ أكثر من 20 عاما. ملابس نسائية معدلة بشكل غريب، وأدوات جنسية كانت ضمن الأحراز التي تحفظت عليها الشرطة الأسترالية من منزل برادلي روبرت إدواردز المتهم بقتل سارة سبيرز، وسيارا جلينون، وجين ريمر، في سلسلة الحوادث المعروفة باسم "حوادث كليرمونت"، في الفترة بين عامي 1995 و1997، حيث زعم المدعون في المحكمة العليا في أسترالياالغربية هذا الأسبوع أن إدواردز، البالغ من العمر 50 عامًا، قد بدأ في هجومه على النساء منذ سن المراهقة، حيث وصفه المحققون بأنه "لم يكن متوازنا اجتماعيًا". وأشار موقع "نيوز" الأسترالي إلى أن النيابة الأسترالية تدعي أن سلوك إدواردز المنحرف قد بلغ ذروته في الفترة التي اختطف فيها ثلاث نساء في مدينة "بيرث" وقتلهن. وقد نفى إدواردز تورطه في جرائم قتل النساء الثلاث ضحايا "حوادث كليرمونت"، كما أكد أنه غير مذنب في قضية اختطاف في عام 1995، ويزعم الادعاء أن وقائعها وأشار موقع "نيوز" الأسترالي إلى أن النيابة الأسترالية تدعي أن سلوك إدواردز المنحرف قد بلغ ذروته في الفترة التي اختطف فيها ثلاث نساء في مدينة "بيرث" وقتلهن. وقد نفى إدواردز تورطه في جرائم قتل النساء الثلاث ضحايا "حوادث كليرمونت"، كما أكد أنه غير مذنب في قضية اختطاف في عام 1995، ويزعم الادعاء أن وقائعها تتشابه مع "قصة" تم العثور عليها على جهاز الكمبيوتر الخاص به. كما أن إدواردز نفى ارتكابه حادث اعتداء جنسي عام 1988، عندما كان يبلغ من العمر 19 عاما، والتي يزعم المدعون أنها وقعت في نفس المنطقة التي كان يعيش فيها مع والديه. إذن كيف تتوافق هذه الادعاءات مع الحقائق المعروفة والمثبتة لحياة برادلي روبرت إدواردز، الفني في شركة الاتصالات الأسترالية "تلسترا"؟ ولد إدواردز في ديسمبر عام 1968، حيث نشأ في ضاحية "هنتنجديل" جنوب شرق بيرث، حيث التحق بالمدرسة الابتدائية المحلية، والتحق بمدرسة "جوسنيل" الثانوية العليا. كان إدواردز شابا طويل القامة ذا شعر داكن، يتذكره زملاؤه في الصف بأنه كان "هادئا" ويلقبونه باسم "بوجسي"، وفي السنة النهائية في المدرسة، تسجل إدواردز "عضوًا في نادي لمدمني الخمر المجهولين". وبعد تخرجه بفترة وجيزة في عام 1986، التحق إدواردز للعمل بشركة الاتصالات الوطنية "تليكوم"التي أصبحت فيما بعد شركة "تلسترا". وابتداء من يناير 1988، وقعت بعض الحوادث البسيطة في المنطقة التي يسكن بها إدواردز، وشملت سرقة الملابس الداخلية للنساء وملابس النوم. من السويس لكفر الشيخ.. فتش عن سفاح النساء إلا أن هذه الحوادث البسيطة، التي لم يتم العثور على المتهم بارتكابها آنذاك، وتطورت هذه إلى ما هو أبعد من ذلك، ففي يناير 1996، اهتزت مدينة "بيرث" بسبب اختفاء فتاة في سن المراهقة، حيث ذهبت سارا سبيرز البالغة من العمر 18 عاما إلى أحد الملاهي الليلة في "كليرمونت" للاحتفال مع أصدقائها. وفي حوالي الساعة الثانية من صباح يوم 27 يناير، عندما كانت سبيرز تسير إلى الطريق الرئيسي، طلبت سيارة أجرة من هاتف عمومي، ولكن عندما وصلت سيارة الأجرة التي طلبتها، كانت سبيرز قد اختفت. قالت المحكمة العليا هذا الأسبوع إنه بعد أقل من ساعة من اختفاء سارة، في حوالي الساعة الثالثة صباحا، سمع أحد السكان "صراخ" من متنزه "موسمان"، على بعد 6 كيلومترات جنوب المكان الذي شوهدت فيه آخر مرة. ونظر الشاهد إلى الخارج وتمكن من رؤية سيارة ذات أضواء مميزة، ولوحة تسجيل واضحة، وتتوافق الأضواء التي رآها الشاهد مع طرازات تويوتا كامري موديل 1992، التي كان إدواردز يقودها في ذلك الوقت. وبعدها في 6 يونيو 1996، اختفت جين لويز ريمر البالغة من العمر 23 عامًا، بعد أن رفضت أن يوصلها أصدقاؤها إلى المنزل. في ذلك المساء نفسه، قال المحققون إن شخصين يعيشان بالقرب من مكان اختفائها سمعا "صرخة صاخبة عالية النبرة"، وأضافا أن الصراخ "توقف فجأة وتبعه الصمت". حينها دخلت مدينة "بيرث" في حالة تأهب قصوى، وقام المحققون بإعادة فتح قضية "سبيرز" التي لم تحل، وأشار عدد من وسائل الإعلام إلى احتمال وجود قاتل متسلسل في المدينة. حكاية «سفاح الساقية» مُثير رعب «فتيات الجينز» في الجيزة (فيديو) وبعد 55 يومًا في 4 أغسطس من العام نفسه، وجدت امرأة تمشي بالقرب من المنطقة الصناعية في المدينة جثة عارية متحللة، وكانت تعود لجين ريمر. وبدأت الشرطة التي استدعت إلى مكان الحادث على الفور، بحثًا دقيقًا في المنطقة المحيطة، في محاولة للعثور على جثة سارة سبيرز بالقرب منها. وبعد شهرين من الاكتشاف الرهيب، تم العثور على سكين يحمل شعار شركة "تلسترا" في المنطقة، وعثر على سكاكين متشابهة في صندوق أدوات إدواردز في منزله بعد اعتقاله في ديسمبر عام 2016. كما وجدت الشرطة أليافا صناعية في شعر ريمر، والتي تطابقت مع ألياف مقعد سيارة من طراز هولدن كومودور، وهي سيارة كان يمتلكها إدواردز في ذلك الوقت، وعثرت الشرطة بعدها على سيارة إدواردز، وحللت الألياف الموجودة في المقعد والتي تطابقت مع تلك التي كانت في شعر ريمر. وعلى مدار صيف عام 1996 حتى عام 1997، صدرت العديد من التحذيرات للنساء في "بيرث" من البقاء وحيدة، ولكن مثل العديد من الشباب الواثقين، لم تخاف المحامية سيارا جلينون على سلامتها. حيث خرجت سيارا مع زملاء العمل للاحتفال مع زملائها في أحد فنادق "كليرمونت" مساء الجمعة 14 مارس 1997، وفي طريق عودتها للمنزل حاولت المحامية الشابة إيقاف سيارة لإيصالها للمنزل، وشوهدت آخر مرة وهي تتحدث مع شخص يقود سيارة من طراز هولدن كومودور. وبعد ثمانية عشر يوما، في الثالث من إبريل 1997، عثر رجل في طريق معزول شمال "بيرث" على جثة في الأدغال، ونظرًا للوقت القصير لاكتشاف رفات جلينون، تمكنت الشرطة من الحصول على أدلة هامة من جثة جلينون وتحديد سبب الوفاة. «السكران».. كشف لغز «سفاح النساء» في روض الفرج وأكد المحققون أن صورة الحمض النووي المأخوذة من تحت أظافرها تتطابق مع الحمض النووي لإدواردز. وبقت هذه القضايا طي الأدراج حتى وقت قريب، لتتمكن الشرطة بعدها من الكشف عن هوية القاتل. وعندما طرقت الشرطة على باب إدواردز في منزل بضاحية "كولدال" في مدينة "بيرث" في ديسمبر 2016 واعتقلته، فتشوا المنزل، وعثروا على العديد من الأمور المثيرة. حيث زعم المحققون هذا الأسبوع، أن ما تم الاستيلاء عليه من منزل إدواردز، كان يتضمن صورا وقصصا إباحية عنيفة، وأضافوا أن المواد تظهر "اهتماما جنسيا مهووسا بالاختطاف والسجن والاغتصاب القسري للنساء في ظروف مهينة وعنيفة". وأكدت الشرطة أنه سيتم النظر في عشرات الآلاف من الصفحات من الأدلة، ومن ضمنها تقرير الحمض النووي الذي يضم 60 ألف صفحة، حيث يتوقع أن تكون محاكمة إدواردز الضخمة التي ستستمر لمدة تسعة أشهر، هي الأطول في تاريخ ولاية غرب أستراليا.