الشارع يثور مجددا ضد خطاب الرئيس السودانى..3 سيناريوهات متوقعة للأزمة الحالية وخبراء: خروج آمن للبشير خلال الأيام المقبلة.. رسلان: فقد شرعيته السياسية والقانونية حالة من الغليان تشهدها الأحداث في السودان على خلفية الأوضاع التي تمر بها البلاد، عقب قررات الرئيس عمر البشير بتعيين وزير الدفاع عوض محمد بن عوف نائبا أول لرئيس الجمهورية، ومحمد طاهر إيلا رئيسا لمجلس الوزراء، ففى خطابه الأخير فرض البشير حالة الطوارئ لمدة عام، وحل الحكومة المركزية وحكومات الولايات، فضلاً عن دعوة البرلمان لتأجيل النظر في التعديلات الدستورية، في محاولة لفتح أبواب الحوار. يشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية بالخرطوم تشهد أزمة حادة، فتراجع سعر الجنيه مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية، كما بلغت نسبة التضخم نحو 70%. ومع تصاعد حدة المظاهرات في السودان من قبل المعارضة والرفض الشديد لخطاب البشير، والمطالبة بإسقاط نظام عمر البشير المستمر منذ نحو 30 عاما، تتزايد الاحتمالات أن تبلغ الاحتجاجات في السودان أقصى مداها، الأمر الذى دفع المحللين إلى وضع عدة سيناريوهات لمستقبل السودان في ظل المظاهرات الحالية في الخرطوم، وبعد ومع تصاعد حدة المظاهرات في السودان من قبل المعارضة والرفض الشديد لخطاب البشير، والمطالبة بإسقاط نظام عمر البشير المستمر منذ نحو 30 عاما، تتزايد الاحتمالات أن تبلغ الاحتجاجات في السودان أقصى مداها، الأمر الذى دفع المحللين إلى وضع عدة سيناريوهات لمستقبل السودان في ظل المظاهرات الحالية في الخرطوم، وبعد التناولات التى قدمها الرئيس السودانى، هل انتصرت انتفاضة السودانيين على البشير؟ وماذا بعد الثورة على البشير؟ السيناريوهات التى طرحها المحللون بشأن مستقبل السودان، دارت حول تنحى الرئيس البشير وتشكيل حكومة انتقالية وحماية الجيش للبلاد بشكل مؤقت، ورفضوا سيناريوهات التدخل الأجنبي أو حدوث تسوية شاملة بين طرفي السلطة والمعارضة. ورفض حزب الأمة، أكبر أحزاب المعارضة في السودان إعلان الرئيس عمر البشير حالة الطوارئ، مؤكدا أن المتظاهرين سيواصلون تحركهم حتى انتهاء الحكم المستمر منذ 3 عقود، وقال الحزب في بيان إن «حل الحكومات وفرض الطوارئ تكرار للفشل الذي ظل حاضرا خلال ثلاثين 30 عاما». تشكيل حكومة انتقالية وفسّر رسلان ل"التحرير"، قرارات البشير الأخيرة بأنها إشراك للمؤسسة العسكرية فى الحكم تخوفًا من الانقلاب عليه أو التعاطف مع المتظاهرين، مؤكدا أن تلك القرارات تعد خروجا على مبادئ حزب المؤتمر الوطنى، الذى ظل يترأسه سنوات طويلة. الانتفاضة تنتصر وهل انتصرت انتفاضة السودانيين على البشير؟.. قال رسلان: الانتفاضة ستنتصر مع مرور الوقت لا شك فى ذلك، وذلك لأن النظام فقد شرعيته السياسية والقانونية فكان يريد تعديل الدستور لبقائه فترات أخرى، وأنه من المتوقع عقب رحيل البشير أن تتشكل حكومة انتقالية للبلاد، وأن مراكز القوى أصبحت فى هيكل المعارضة سواء تجمع المهنيين السودانيين، أو الأحزاب التقليدية المشاركة بالاحتجاجات. السيناريوهات المتوقعة وحول السيناريوهات المتوقعة فى الخرطوم خلال الفترة المقبلة وفقا للأحداث الجارية، قال رسلان: الاحتمالات مفتوحة، وذلك لعدم وجود علاج حقيقي للأزمة الاقتصادية فى البلاد، وأنه من المتوقع بقاء الوضع إلى ما هو عليه، وأن نظام البشير فى طريقة إلى زوال، وأنه لن يستمر طويلا، لأنه ليس لديه رؤية اقتصادية لمواجهة التضخم والمشاكل الاقتصادية، فضلا عن أن النظام نفسه من تسبب وتورط فى تلك الأزمات، ويتعين على البشير أن يفكر فى الخروج الآمن، وأن يسلم السلطة إلى القوى الموجودة للحفاظ على البلاد من ويلات الصراعات القبلية والنزاعات الداخلية. وانتخب البشير رئيسا للبلاد عام 2010 ثم أعيد انتخابه في 2015 لدورة رئاسية تنتهي في 2020، دون احتساب فترات حكمه منذ وصوله إلى السلطة في يونيو 1989. وأكد محمد الشاذلى، سفير مصر السابق بالسودان، أن ما يحدث بالسودان أشبه بثورة 25 يناير مع الفارق بأن مبارك له إنجازات بخلاف البشير الذى لا إنجازات له، فالشعب السودانى خرج على البشير لكى يقول له "كفاية"، وأن الأخير من فشل إلى فشل، متسائلا: كيف لبلد أربعين مليون مواطن وبها قرابة 200 مليون فدان قابلة للزراعة يصل بها رغيف الخبز إلى خمسة جنيهات؟ خروج آمن للرئيس السوداني سفير مصر السابق بالسودان، أعلن انه غير معني بمن سينتصر، بقدر ما يشغله أن يمر السودان من الأزمة بسلام، خاصة أنه تقلصت خلال السنوات الماضية بانفصال الجنوب عن الخرطوم، متوقعا عقب تعيين وزير الدفاع نائبا أول للبشير أن يكون هناك خروج آمن للرئيس السودانى. وأضاف الشاذلى ل"التحرير"، أن السودان يحتاج إلى دم جديد بعيدا عن القبلية والطائفية، وأنه للأسف الشديد انتابت الحركة الحزبية بالسودان جراء ممارسات البشير العديد من عوامل الضعف والانقسام وكذلك الحركة النقابية والعمالية. ويشهد السودان احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية، شملت 14 ولاية من أصل 18 ولاية، سقط خلالها عشرات القتلى والمصابين. وترى أوساط سياسية سودانية بحسب تصريحات صحفية لهم، أن هناك خلافا "مكتوما" بين البشير وبعض قيادات حزبه يرجح هذا الاحتمال "انقلاب قصر"، ودفع ذلك الاحتمال الأمين العام للحركة الشعبية المتمردة ياسر عرمان، إلى التحذير من سيناريو يعد لقطع الطريق أمام الاحتجاجات الشعبية. وأكد المحلل السوداني عبد الله رزق، أنه مع عجز الحكومة عن إيجاد مخرج للأزمة، فمن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات، مؤكدا أن الاحتجاجات ستتطور كيفا وكما، وتتعمق أكثر فأكثر، مع فشل النظام في معالجة الأزمة واستخدامه القوة المفرطة.