لعب القمص مرقص سرجيوس دورًا مهمًا في ثورة 1919، حيث استطاع توحيد صفوف المسلمين والمسيحيين بخطاباته الثائرة، وكان أول قس يعتلي منبر الأزهر للتنديد بالاحتلال الإنجليزي. كان القمص مرقص سرجيوس، الذي يعد من طلائع رجال ثورة 1919، مشهورًا بفصاحته وقدرته على الخطابة والتأثير في الجماهير، فكان يخرج من كنيسته ب«الفجالة» في كل صباح قاصدًا الأزهر، يجتمع هناك بالشيوخ، للتشاور في كيفية مواجهة الاحتلال الإنجليزي. في تلك الفترة، استطاع سرجيوس أن يلهم حماس المصريين، فكان أول قس يعتلي منبر الأزهر، واستطاع أن يجذب الجماهير إلى كلماته، فكان يستهل خطابه بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم!! إن االوطن لله، وإن عبادة الوطن هي وعبادة الله سواء» انطلقت عبارات القمص مرقص سرجيوس من فوق منبر الأزهر التي تدعو إلى توحد كلمة المسلميين والمسيحيين، وكانت من ضمن خطاباته: "أنا مصري أولا ومصري ثانيًا ومصري ثالثًا، الوطن لا يعرف مسلمًا أو قبطيًا، بل يعرف مجاهدين فقط، دون تمييز بين عمامة بيضاء أو سوداء». تميز سرجيوس بالخطابة، واستغل تلك الموهبة في انطلقت عبارات القمص مرقص سرجيوس من فوق منبر الأزهر التي تدعو إلى توحد كلمة المسلميين والمسيحيين، وكانت من ضمن خطاباته: "أنا مصري أولا ومصري ثانيًا ومصري ثالثًا، الوطن لا يعرف مسلمًا أو قبطيًا، بل يعرف مجاهدين فقط، دون تمييز بين عمامة بيضاء أو سوداء». تميز سرجيوس بالخطابة، واستغل تلك الموهبة في تحقيق الوحدة، ولم يكن يخشى الإنجليز، فكانت جدران الأزهر شاهدة على مواقفه، فمن أعلى منبره قال: "إذا كان الإنجليز يتمسكون ببقائهم في مصر لحماية الأقباط فليمت الأقباط وليعش المسلمون أحرارا» لم يكتف سرجيوس بخطابه الثائر، إنما وصل الأمر لانتقاده بعض الأقباط، الذين التزموا الصمت في تلك الفترة العصيبة التي كانت تشهدها الوطن، مطالبًا إياهم باتخاذ موقف إيجابي، فلاقت كلماته الحماسية قبولًا لديهم، وانضمت الحشود إلى صفوف الثوار. يسلط المفكر والمؤرخ المصري حسين مؤنس في كتاب «دراسات في ثورة 1919» الضوء على إحدى المواقف البطولية للقمص سرجيوس، عندما أسرع نحوه جندي إنجليزي في أثناء إلقاء خطبة أمام فندق الكونتننتال تحمل هجومًا على الإنجليز، موجهًا مسدسه إلى صدر سرجيوس، فصاح الناس: سيقتلك يا أبانا.. اسكت يا أبانا، لكن القس الثائر مضى في خطابه وقال: متى كنا نخاف من الرصاص أو الموت؟ دعوه يقتلني لتطهر ارض مصر بدمي وتحل عليها بركة الرب. حازت شخصية سرجيوس إعجاب سعد زغلول، فأطلق عليه «خطيب الثورة». وناداه بهذا الاسم أمام الجماهير، فكان القس الثائر يلقي خطاباته فى الشوارع والميادين، ومن نوافذ القطارات أثناء سفره وحتى في أثناء نقله إلى المنفى. في أحد المرات استمر خطاب سرجيوس على منبر جامع ابن طولون 4 ساعات متوالية، وتسبب ذلك في القبض عليه من الإنجليز، ونفيه إلى رفح، بصحبة الشيخ الغاياتي ومحمود فهمي النقراشي، فقضى تلك الفترة في ترتيل أناشيد في حب مصر. يحكي الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة فى كتابه (الدين والسياسة فى مصر المعاصرة) أن خطابات سرجيوس اتسمت بروح الدعابة والفكاهة، وأنه فى إحدى المرات وقف في مظاهرة كبرى فى ميدان الأوبرا، وفاجأ الجميع بهتاف غريب، إذ هتف قائلا: «يحيا الإنجليز» وأحدث هذا الهتاف صدمة شديدة فى صفوف الجماهير. زاد سرجيوس من حيرة الجماهير عندما أصر على أن لا يبدأ حديثه، إلا بعد أن تهتف الجماهير معه «يحيا الإنجليز»، وبطبيعة الحال فإن هذا الهتاف لا يتفق مع المناخ السائد أثناء الثورة، وبرغم دهشة الجماهير فقد أصر سرجيوس على ذلك، ولم تجد الجماهير الواقفة بدا من الهتاف: «يحيا الإنجليز»، وهنا بدأ القمص سرجيوس حديثه قائلا: «نعم يحيا الإنجليز، لأنهم استطاعوا بظلمهم واستبدادهم وفجاجتهم أن يجعلوا منا هذه الكتلة الموحدة المقدسة الملتهبة»، وهنا غرقت الجماهير فى عاصفة من الضحك، وهتف الجميع بحياة سعد زغلول والوطن مصر. لم يكن سرجيوس القبطي الوحيد الذي كان له دور بارز في ثورة 1919، فظهر أيضًا سينوت حنا، الذي الشاب الذي كان ينتمي لأسرة من أغنياء الصعيد، والذي اشتهر بصلابته في مواجهة الاحتلال، ولم يتراجع عن مواقفه رغم ما تعرض له من اضطهاد، والمنفى. ظل حنا مؤيدًا سعد زغلول، ومجاورًا له، فأنفق الكثير من ماله على الحركة الوطنية، وكان لا يهتم بالظهور، بل يؤدي دوره في صمت دون البحث عن مناصب واستمر دور الأقباط ملهمًا في ثورة 19، فظهرت أسماء بارزة من الشباب القبطي في طليعة الثورة، منهم ويصا واصف وجورج خياط وواصف غالي ونجيب إسكندر.