تجاوز رصيد جمال إسماعيل الدرامي أكثر من 40 مسلسلًا تليفزيونيًا، منها: "ليالي الحلمية، المال والبنون، الليل وآخره"، ويظل أشهر أدواره "عم غزال" في "الضوء الشارد". الفنان جمال إسماعيل رغم أنه لم يحظَ بدور بطولة طوال تاريخه، ودائمًا ما كانت أدواره مساحتها صغيرة، فإنه كان مثالًا لتأكيد أن العطاء الفني لا يُقاس بمساحة الدور، وكان بمثابة "الجوكر" الذي يصلح لمختلف الأدوار، فقدّم أدوار الشر والتراجيديا والكوميديا، وبرع في شخصيات "الأب" تحديدًا، وكان لسنوات "الأب الطيب" الذي يحتاج المشاهد إلى رؤيته حتى يشعر بدفء الصورة واكتمالها، وشوهد كثيرًا في هذا الدور حتى أصبح واحدًا من أهم الفنانين الذين قدّموا دور "الوالد" في الوسط الفني. وُلد الفنان جمال الدين إسماعيل حسن في 20 فبراير عام 1933 بالقاهرة، ونشأ في عائلة فنية، فوالده الموسيقي المخضرم إسماعيل أفندي خليفة، وشقيقاه هما الموسيقار علي إسماعيل، والفنان الراحل أنور إسماعيل، الذي عُثر على جثمانه في 23 أبريل عام 1989 عاريًا متعفنًا بإحدى الشقق في حي السيدة زينب، إثر هبوط حاد في وُلد الفنان جمال الدين إسماعيل حسن في 20 فبراير عام 1933 بالقاهرة، ونشأ في عائلة فنية، فوالده الموسيقي المخضرم إسماعيل أفندي خليفة، وشقيقاه هما الموسيقار علي إسماعيل، والفنان الراحل أنور إسماعيل، الذي عُثر على جثمانه في 23 أبريل عام 1989 عاريًا متعفنًا بإحدى الشقق في حي السيدة زينب، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية تسببت فيه جرعة زائدة من الهيروين، لتُثار شكوك أيضًا حول وفاته بعد قضاء ليلة ساخنة من فتاة ليل. نشأته في عائلة فنية زرعت فيه حب الفن منذ الصغر، فمنذ أن كان طالبًا بالثانوية العامة في مدرسة الخديوية، التحق بمسرح المدرسة، وحينها تنبه إلى موهبته المخرج المسرحي زكي طليمات في أثناء عضويته بلجنة تحكيم مسابقة كأس المسرح، حيث كان يجسد جمال إسماعيل دور "الشيخ منصور"، ويضع رسالة في "حمامة" ويقول لها "اذهبي يا حمامة السلام"، وكان من المفترض أن تخرج الحمامة من المسرح، ولكنها ظلت تدور حوله، فقال لها مرتجلًا "لماذا أنت خائفة؟ اذهبي ولا تخافي". أُعجب به طليمات ونصحه بأن يتجه إلى الفن ويدرس التمثيل، وهو ما فعله جمال إسماعيل، حيث حصل على ليسانس آداب قسم التاريخ بجامعة عين شمس في عام 1957، وفي نفس الفترة أيضًا حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد أن أتم دراسته عُيّن مفتشًا للمسرح بالإسكندرية، والتحق بالفرق النموذجية بالمسرح الشعبي، حيث كانت تابعة لمصلحة الفنون، وأخرج العديد من العروض المسرحية للجامعات والمدارس والشركات. جمال إسماعيل قام أيضًا بالإشراف على تكوين فرقة الفنون بالشعر عام 1961، ثم انضم إلى فرقة التليفزيون، حيث اشترك في مسرحية "شيء في صدري"، بعدها قدّم عدة مسرحيات منها "مهرجان الحب، وممنوع الستات"، وأخرج ومثّل في العديد من العروض المسرحية، من بينها "الدبور، العفاريت الزرق، سيدتي الجميلة، العالمة باشا، تتجوزيني يا عسل، السفيرة عزيزة" وغيرها، حتى وصل رصيده في المسرح إلى أكثر من 20 عملًا مسرحيًا. ساهم جمال إسماعيل بعدة أدوار بارزة في السينما، وبداية شهرته كانت من خلال بدور "الريس حامد" قائد المركب في فيلم "جزيرة الشيطان" مع عادل إمام ويسرا، وبلغ رصيده الفني ما يقرب من 50 فيلمًا، من بينها: "شفيقة القبطية، فيفا زلاطة، المولد، عرق البلح، تيتو، مافيا، حرب إيطاليا، وطباخ الريس" وغيرها، وقدّم خلال العديد من الأفلام وجهًا آخر له، ومنها دور "الجلاد" في "إحنا بتوع الأتوبيس"، ودور الشرير في "النمر والأنثى" و"المدبح"، ودور أحد أفراد عُصبة "سالم" في "الظالم والمظلوم"، ودور كوميدي في "اللعب مع الكبار" و"فيفا زلاطة" وغيرها. تجاوز رصيد جمال إسماعيل الدرامي أكثر من 40 مسلسلًا تليفزيونيًا، منها: "ليالي الحلمية، المال والبنون، التوأم، الليل وآخره، الفرسان، والقاصرات"، ويظل أشهر أدوار "عم غزال" والد "فرحة" في مسلسل "الضوء الشارد"، وعمل بكثرة في أعمال الأطفال، وقدّم دور القزم "غضبان" في النسخة العربية من فيلم "سنو وايت والأقزام السبعة" في منتصف السبعينيات، وكان أول عمل للشركة يُدبلج للغة العربية، كما أدى دور "المنقب" في فيلم بيكسار الشهير "حكاية لعبة 2"، إضافة إلى مشاركته في "قصص الأنبياء"، و"قصص الحيوان في القرآن" وغيرها. وكان جمال إسماعيل ممثلًا يصلح لأدوار الكوميديا والتراجيديا والأكشن، ويشعر المشاهد في جميع أعماله بالصدق والاحترافية في تقمص الشخصية، ولم يقحم نفسه في قالب واحد، وإنما كان فنانًا شاملًا يجسد جميع الأدوار ببراعة، لا سيما دور "الأب" الذي اشتُهر به في كثير من الأعمال الدرامية تحديدًا، وكان الأكثر ملاءمة لدور "الجوكر" في أي عمل فني، وأضاف كثيرًا لجميع الأعمال التي شارك فيها رغم أنه كان ممثلًا ثانويًا، تاركًا بصمة لدى الجمهور. وجمعته علاقة نسب بالفنان محمود الجندي، فبعدما انفصل الأخير عن الفنانة عبلة كامل، تزوج من الابنة الكبرى للفنان جمال إسماعيل منذ العام 2005، وقال عنه الجندي في حوار ببرنامج "100 سؤال" عبر فضائية "الحياة": "كان نعم الصديق والزميل، رحمة الله عليك يا عم جمال". وفي أواخر أيامه، عانى الفنان جمال إسماعيل من مرض القلب، وفي فجر يوم 18 ديسمبر عام 2013، رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 80 عامًا، وكانت آخر أعماله مسلسل "آدم وجميلة"، وأوصى قبل رحيله بدفنه بجوار السيدة نفيسة، وبالفعل دُفن على بعد 10 أمتار من المسجد، وذلك لارتباطه به بشكل كبير، حيث كان هناك بشكل يومي، خصوصا في صلاة الفجر، ولم يمنعه عنها إلا ظروف مرضه.