قمح وشعير وماشية.. صحراء تحولت ل«بساط أخضر» بالمنيا

"قمح وشعير وبنجر وكانيولا ومزرعة لرؤوس الماشية ومعمل تحاليل".. تفاصيل استزراع 20 ألف فدان في صحراء المنيا ضمن مبادرة الرئيس السيسي باستصلاح "1.5 مليون فدان"..
"قمح، وشعير، وبنجر، وكانيولا، ومزرعة لرؤوس الماشية"، جميعها محاصيل ومنتجات، خرجت للنور من صحراء المنيا الغربية، عقب مرور ما يقرب من عام على إطلاق مشروع استزراع مساحة 20 ألف فدان في منطقة غرب غرب محافظة المنيا، والذي يُعد نموذجاً للاستثمار الزراعي في أراضي "مشروع المليون ونصف المليون فدان"، الذي أطلقه الرئيس السيسي، وينفذه وزارة الزراعة، وفقا لبروتوكول تعاون جرى توقيعه في يناير قبل الماضي بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ومجلس إدارة شركة الريف المصري، ومحافظة المنيا.
على بعد نحو 50 كيلو متر غرب مركز بني مزار شمال محافظة المنيا، توجد منطقة البويطي، ومنها أنشئ طريق بطول 22 كيلومترا، تكلف حوالي 32 مليونا و500 ألف جنيه، ينتهي بالمدخل الرئيسي لمنطقة استزراع 20 ألف فدان، التي كانت صحراء وصارت «مزرعة متكاملة».. جاموس محسّن وراثيا بمجرد دخولك المنطقة المستزرعة،
على بعد نحو 50 كيلو متر غرب مركز بني مزار شمال محافظة المنيا، توجد منطقة البويطي، ومنها أنشئ طريق بطول 22 كيلومترا، تكلف حوالي 32 مليونا و500 ألف جنيه، ينتهي بالمدخل الرئيسي لمنطقة استزراع 20 ألف فدان، التي كانت صحراء وصارت «مزرعة متكاملة»..
جاموس محسّن وراثيا
بمجرد دخولك المنطقة المستزرعة، تجد على الجانب الأيسر مزرعة نموذجية لتربية الجاموس المحسن وراثيا، مُقسمة إلى 10 عنابر للأمهات، تستوعب من 1000 إلى 1500 رأس ماشية، وخلف "العنابر" تجد مخزنا كبيرا للأعلاف ومعمل تحاليل التربة والمياه والنبات، ووحدة ل"الكومبست" (سماد بلدى صناعي)، و 10 صوب يتم زراعتها بالخضار مثل الطماطم والخيار والكرنب والقرنبيط والفلفل والباذنجان.
وبعد السير نحو 100 متر، تدخل إلى ال 20 ألف فدان المستزرعة، والتي تقسم إلى 4 قطع: "منزرعة بالشعير، والكانيولا -يتم استخراج زيت الطعام من بذوره، كما يتميز أنه المحصول الزيتي الذي يتم زراعته في الشتاء-، والقمح، والبنجر".
وقال الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة، إنه تم زراعة الكانيولا، لأنه يمثل أحد الحلول لسد الفجوة الغذائية في المحاصيل الزيتية في مصر، ويتم استخراج منه زيت الطعام، مشيرا إلى أن كندا من أكبر الدول المصدرة للكانيولا.
وأضاف "أبو ستيت"، أنّ مركز البحوث الزراعية يتابع ويقيّم كل التجارب والأصناف التي تتم زراعتها، حيث يتم تجريب عدة أصناف، ويتم اختيار مواعيد زراعة مختلفة للتغلب على الظروف البيئية وإنتاج أفضل محاصيل من خلال اتباع طرق تسميد جديدة وتحديد كميات المياه المناسبة، وفي حال نجاح تجارب بعض الأصناف سيتم التوسع في المساحات المنزرعة، مشيرا إلى أن الوزارة منوطة بالبحث والإرشاد ورعاية المحصول من الزراعة وحتى الحصاد، وأن نقدم للمستثمرين نماذج زراعية جاهزة تراعي المواعيد المناسبة للزراعة ونوعية التسميد وكميات المياه.
رصف الطريق
من جانبها، قالت المهندسة إيفيت إسحاق مدير مديرية الطرق بالمنيا، إنّ المحافظة وقعت بروتوكول تعاون مع كل من الدكتور محمد عبدالتواب نائب وزارة الزراعة لشؤون استصلاح الأراضي، والمهندس عاطر حنورة رئيس مجلس إدارة شركة الريف المصري؛ لرصف الطريق المتفرع من طريق "بني مزار الواحات – سيوة" إلى موقع المزرعة النموذجية على مساحة 20 ألف فدان ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان بالمحافظة، بطول يصل إلى 22 كيلومتر، وبتكلفة تقدر بحوالي 32 مليون و500 ألف جنيه.
وأضافت أنّ الطريق نفذه جهاز الخدمة الوطنية تحت إشراف المديرية، وأن شبكة الطرق تُعد أحد أهم مقومات التنمية لدورها في تحقيق الاتصال بين المناطق الاستثمارية والمدن والمحافظات المختلفة.
الدكتور محمد عبد التواب نائب وزارة الزراعة لشؤون استصلاح الأراضي، قال إنه جرى الانتهاء من كافة التجهيزات الخاصة بالمشروع بمنطقة غرب المنيا، من أعمال تحليل التربة والمناخ، والتراكيب المحصولية التي تتناسب مع طبيعة هذه المنطقة، وحفر كل الآبار التي تكفي للزراعة المحصول.
وأوضح أن المشروع يعد نموذجا حكوميا إرشاديا متكاملا يتم من خلاله نشر التوصيات لمناطق الاستصلاح الجديدة، في مشروعات الإنتاج النباتي والحيواني والداجنى، وذلك وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.