والد «الطفل»: المتهمان حاولا سرقة ابني وهو يقفز من الفرحة بأجرة يده وأفلت منهما فطارداه حتى وصل إلى المحل وبعدها هشما أسناني ووجه ابني وتسببا فى فقد عينه «مافيش أبشع من ذل أب بعد عجزه عن حماية طفله الذى أتي إليه لاهثًا: إلحقني يا بابا عايزين يسرقوا فلوسي ويضربوني وجريت منهم.. أتيا إلينا والشر فى أعينهما والشوم فى يدهما.. حاولت إرضاءهما للتخلص من الموقف.. ومديت إيدي على ابني علشان يتهدوا.. لكنهم ماكتفوش نزلوا فيا ضرب بالشوم وجرى واحد منهم على ابني وكسر راسه بشومة.. ابني بين الحياة والموت وأنا مذلول مش قادر ألمسه بإيدي اللى ضربته بيها ولا أبص عليه بعيني بعد ما اتعمت عينه وهما بيكسروا عضم راسه بضرب الشوم على وجهه.. وكل دا والمتهمين لسا ماتقبضش عليهم». الحديث لمحمد صالح، صاحب محل صيانة وتركيب أطباق الاستقبال «دش» بمنطقة النهضة بالسلام، يخرج صوت الأب ملعثما جراء تكسير صفي أسنانه على أيدي المتهمين، لكن الحسرة فى حديثه والغصة فى نفسه على مصاب ابنه الأكبر «معاذ، 11 سنة» كانت أكبر من أن يشعر بالأسى على نفسه: "كسرولي صف اسناني.. الحديث لمحمد صالح، صاحب محل صيانة وتركيب أطباق الاستقبال «دش» بمنطقة النهضة بالسلام، يخرج صوت الأب ملعثما جراء تكسير صفي أسنانه على أيدي المتهمين، لكن الحسرة فى حديثه والغصة فى نفسه على مصاب ابنه الأكبر «معاذ، 11 سنة» كانت أكبر من أن يشعر بالأسى على نفسه: "كسرولي صف اسناني.. 8 أسنان بالفكين العلوي والسفلي.. لكن مش مهم أنا المهم ابني اللى بين الحياة والموت.. المهم المباحث تنزل وتقبض عليهم.. مباحث السلام هتجيبهم إمتي؟.. دا الحادثة بقالها 15 يوم من يوم 28 يناير.. مش كفاية علينا اللى جرالنا ولا لازم حسرتنا وخوفنا يزيد والمتهمين حرين طلقاء". جاء لقاؤنا مع «صالح» قبل ساعات من خضوع طفله «معاذ» لأولى العمليات الجراحية اللازمة لإنقاذ حياته، ليشرح الأب أن حالة طفله غير مستقرة، وأنه تم التعدي عليه بالضرب بالشوم على وجهه من الأمام، مما تسبب فى تهشيم عظام الجمجمة، وإصابة الصغير بتلف فى قرنية العين اليسرى، وشاء القدر أن يوقف الأطباء نزيفه بأعجوبة، فيما يخضع للعلاج، ويفتح الأب هاتفه المحمول ليرينا صورا التقطها الأهالي وقت الحادثة لنجله قائلًا: "هي دي اللى المفروض تفضل قدام عنيا.. ويشوفها كل الناس علشان حق ابني وحق كرامتي يرجعوا بالقبض على المجرمين". ويشرح الأب كواليس جرائم البلطجة واستعراض القوة والشروع فى القتل بغرض السرقة التى تعرض لها هو وطفله، على يد شقيقين سائقي «توك توك» بمنطقة النهضة بالسلام فى وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من الجميع الذين كان بعضهم يصور الأحداث خلسة من النوافذ، علاوة على وجود كاميرات مراقبة رصدت الواقعة.
وكانت البداية حينما اتصل أحد الأهالي يطلب إصلاح جهاز الاستقبال «دِش» الذى أتلفته العاصفة، فاتجه نظر مالك محل التصليح محمد صالح إلى نجله «معاذ» 11 سنة فى الصف الخامس الابتدائي، وسأله: "واد يا معاذ فيه زبون عايز يظبط الدش.. هتعرف تعمله ولا أروح أنا"، وجاء الرد: «أنا قدها وقدود»، وأوصيته أن ينتبه لنفسه وكلي ثقة فيه، لأنه متفوق فى كل شيء يفعله، متفوق فى المدرسة ويحصد درجات نهائية وكل المدرسين وزملائه يحبونه، وكذلك أشطر من أي صنايعي يجيد فك وصيانة أجهزة الاستقبال وتركيبها وبرمجتها وضبط القنوات ومحوها واستردادها، وبالفعل ذهب وأصلح الطبق للزبون، الذى أعجب به ومنحه 100 جنيه جعلت ابني يقفز من الفرحة حسبما أخبره الزبون فيما بعد. ويتابع «صالح»: طفل كباقى الأطفال مهما تحمل من مسئولية، خرج إلى الشارع وهو يقفز فرحًا ويلوح بالمائة جنيه، ويلقيها عاليًا ويلتقطها بحماس، وأثارت فرحته والمائة جنيه طمع شقيقين معتادي البلطجة من سائقي «التوك توك» حاولا خطف المائة جنيه خلال قيادتهما دراجتهما النارية لكنهما فشلا، فنزل أحدهما ممسكًا بالولد فى محاولة للسيطرة عليه وأخذ الورقة المالية عنوة منه، لكنه قاومه وأفلت منه وهرول بعيدًا عنه، فسبه المتهمان فبادلهما السباب، وأخذ يركض عائدًا إلى المحل، لكن المتهمين كانا خلفه يطاردانه بال«توك توك». وبأنفاس لاهثة أخبر معاذ والده: «اتنين بتوك توك حاولوا يسرقو ال100 جنيه وشتموني فشتمتهم وجريت وجايين ورايا» وبادر الأب بإدخال نجله إلى المحل، وسرعان ما وصل إليه شقيقان شاهدهما يمسكان ب«شوم» فى يديهما، وأخبراه: «ابنك شتمنا»، وأكد الأب: لم أحاول مواجهتهما والإجرام باد عليهما والشر بين يديهما، اعتذرت أنا بكلمات أولاد البلد المعتادة: «حقكم عليا دا عيل صغير مش عارف حاجة»، لكن الشقيقين لم يرضيا بذلك، وأخذا يسبان ويتساءلان ورينا هتأدبه إزاي، فوبخ الأب نجله ورفع يده عليه وصفعه بها، وقال له: «خليك محترم ماتشتمش حد تاني»، لكن حتى بعد ضرب الطفل لم يرض المتهمان، وهما بالتشاحن مع الأب، وتعديا عليه بالضرب. ويقول مالك محل الصيانة: «واحد فيهم نزل عليا ضرب فجأة بالشومة اللى معاه، وضربني بشيء حديد فى يده بوجهي حطم أسناني، وبينما أنا أحاول الدفاع عن نفسي، جرى المتهم الثاني وراء نجلي، وانهال عليه ضربًا بالشوم على رأسه ووجهه، وحاولت الإفلات للدفاع عن معاذ لكن دون جدوى، وباءت محاولات الأهالي للتدخل بالفشل، إذ أصبت وابني وهرب المتهمان». وتم نقل «صالح ومعاذ» إلى مستشفى السلام، وتم إسعاف الأب وتبين فقده جميع الأسنان الأمامية، 8 أسنان بالفكين العلوي والسفلي، فيما اتضح أن المجرمين هشما عظام وجه نجله بضرب الشوم، وحالته خطيرة، وإصابته بالغة بين نزيف وكسور بعظام الوجه وتلف بقرنية العين اليسرى، وتغالب الدموع الأب: «هو أكبر اخواته الستة، عنده 11 سنة لكنه راجل وكان بيساعدني وإيده بإيدي كان بيحب إخواته وبيتبسط لما يشيل أخته الصغيرة اللى عمرها سنة و8 أشهر، فجأة أصبح بين الحياة والموت بسبب لصوص وبلطجية يمارسون الإجرام فى وضح النهار». ويحمد الأب الله على إنقاذ نجله من الموت، وأخبره الأطباء بفقد نجله الرؤية بالعين اليسرى إلى درجة كبيرة، ووقف نزيف الدماء، وحاجة الطفل إلى ثلاث عمليات جراحية لإنقاذ حياته، ويتحدث الأب عن نجله: «ابني الدنيا كلها بتحبه.. لما شوفت مدير مدرسة النهضة الابتدائية حضر بنفسه ليطمئن عليه، وكذلك حضور المدرسين، وأصدقاء لمعاذ شعرت بالحسرة أكثر، لأني عجزت أمام البلطجة والإجرام عن حماية ابني المتفوق"، حتى فى المنزل لا يعرف الأب بماذا يرد على طفلته «جومانا» بالصف الثالث الابتدائي، حين تسأله: «معاذ هيرجع البيت إمتى؟.. المدرسة بدأت ومعاذ كان بيروح معايا وياخد باله مني ويشتريلي حاجات.. عايزة أخويا يا بابا يلعب معايا ويجيبلى حاجات حلوة».
وطالب الأب محمد صالح، بسرعة القبض على المتهمين، قائلًا: «أخوان بلطجيان ومعروفان بالإجرام، يعملان سائقي توك توك، المنطقة كلها شهدت على إجرامهما، وشاهدت فيديوهات تعديهما عليَّ ونجلي، وتم تصويرهما بكاميرات المحال التجارية، وقدمنا الصور والفيديوهات للنيابة ورجال المباحث، ورغم صدور أمر بالقبض عليهما فإن هذا لم يتم حتى الآن، نفسي يتقبض عليهم ويتحاكموا بالعدل قدام الناس زي ما ذلوني وأذوني فى نفسي وفلذة كبدي قدام كل الناس، ونفسي ربنا يقوم معاذ بالسلامة وأقوله: البلد فيها أمن وقانون والشرطة جابت حقك.. لكن للأسف لسه المتهمين هاربين". «بلطجة في عز النهار».. سقوط أبطال فيديو الجبل الأصفر فيسبوك كشفهم.. ضبط المتهمين في «فيديو الخانكة» إسلام.. قصة صيدلي قتلته بلطجة جمهورية التوك توك