بدت الأوساط السياسية الأمريكية مستعدة للأوضاع الجارية في فنزويلا.. وذلك على الرغم من وعد الرئيس دونالد ترامب بتجنب الانغماس في السياسات الخارجية لم تكن الأوضاع الجارية في الوقت الحالي داخل فنزويلا بالأمر الغريب أو غير المتوقع لدى العديد من المتابعين للسياسات الأمريكية على مدى العامين الماضيين، خاصة في ظل أن هذا الملف كان أحد أهم الموضوعات الرئيسية للرئيس الأمريكي. وبالنسبة لمؤيدي سياسة "أمريكا أولًا" التي أطلقها ترامب منذ حملته الانتخابية، فإن الضغط على فنزويلا سياسيًا كان من الأمور الرئيسية التي يجب على ترامب التركيز عليها منذ بدء ولايته كرئيس للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي كانت نتائجه الأوضاع الحالية في فنزويلا. بعد أقل من شهر من توليه منصبه، أصدر الرئيس ترامب إدانة قاسية لحكومة فنزويلا الاشتراكية، وهي رسالة كان الغرض منها أن يعرف المعجبون والمنتقدون بسياسة "أمريكا أولًا" أن السياسة الخارجية لترامب لن تكون بمنأى عن الملفات الساخنة. فنزويلا: خطة من جوايدو لحث مادورو على الرحيل وجاءت تصريحات ترامب في أعقاب اجتماع بعد أقل من شهر من توليه منصبه، أصدر الرئيس ترامب إدانة قاسية لحكومة فنزويلا الاشتراكية، وهي رسالة كان الغرض منها أن يعرف المعجبون والمنتقدون بسياسة "أمريكا أولًا" أن السياسة الخارجية لترامب لن تكون بمنأى عن الملفات الساخنة. فنزويلا: خطة من جوايدو لحث مادورو على الرحيل وجاءت تصريحات ترامب في أعقاب اجتماع حاسم عقده المكتب البيضاوي مع زوجة زعيم معارضة فنزويلي بارز سجين، وفي أول تغريداته في السياسة الخارجية منذ قدومه للبيت الأبيض، شجب ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وطالب بالإفراج الفوري عن السجين، وذلك وفقًا لما جاء في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. عامان من العقوبات المتصاعدة والتهديدات الخطابية وأحيانًا عسكرية، ساعدت في دفع فنزويلا نحو الانهيار. في الوقت الذي شهد فيه إصرار مادورو على نفس سياساته. ظهور زعيم المعارضة خوان جوايدو هذا الأسبوع قد منح ترامب نصرًا محتملًا على مستوى السياسة الخارجية، كما أنه منحه أيضًا فوزا سياسيا محسوسا في الداخل -لا سيما في ولاية فلوريدا- وهي الولاية التي لا بد أن يفوز فيها حتى يضمن إعادة انتخابه. فلوريدا التي تعاني من نفوذ فنزويلي ضخم، قد ارتقبت تلك السياسات الصارمة من الرئيس الأمريكي، وهو الأمر الذي قد يمنح ترامب فوزًا خاصًا حال الاستقرار عليه من قبل الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية 2020. وبعد اعتراف الولاياتالمتحدة يوم الأربعاء الماضي بأن جوايدو رئيس مؤقت لفنزويلا، تحركت الإدارة الجمعة لبدء تأمين الأصول الفنزويلية، بما في ذلك الاحتياطات الدولية وشركة النفط "سيتجو" التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرًا لها، كما تم تعيين مبعوث خاص جديد، وهو الدبلوماسي البارز المتقاعد إليوت أبرامز، لقيادة ما سماه وزير الخارجية مايك بومبيو "جهودنا لاستعادة الديمقراطية في فنزويلا". فنزويلا: دعم روسيا لنا متوافق مع القانون الدولي الطريق إلى تحقيق هذا الهدف ليس من المرجح أن يكون سلسًا، خاصة مع إمكانية أن يستهدف مادورو الدبلوماسيين الأمريكيين في فنزويلا أو يحبسهم بدون ماء أو كهرباء في السفارة، لكن حتى الآن، بالنسبة للرئيس الذي وعد بتجنب الانغماس في السياسات الخارجية، فإن القليل من المشكلات تواجه الإدارة الأمريكية. وبخلاف استثناءات قليلة، توحد الجمهوريون والديمقراطيون في الكونجرس إلى حد كبير لدعم اعتراف ترامب بجوايدو، وهو الأمر الذي يحظى بشعبية خاصة في جنوبفلوريدا، حيث تتناغم الجالية الأمريكية الكوبية، والتي ترغب في الإطاحة بالنظام الشيوعي. وقال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، وهو صوت مؤثر في سياسة أمريكا اللاتينية، الذي طلب عقد اجتماع بين ترامب وبيونز ليوبولدو، زعيم المعارضة في فنزويلا: "فخور للغاية بمشاركة بومبو الدبلوماسية مع المعارضة الفنزويلية". وأضاف روبيو أن إدارة ترامب تستحق الكثير من الثناء في دعم قضية الإطاحة بمادورو، خاصة أن الرئيس ومستشاريه كانوا "حريصين على عدم التصرف دون توافق شركائنا الديمقراطيين" في المنطقة. الولاياتالمتحدة تسحب دبلوماسيين من فنزويلا وعلى كل المستويات، بدا أن ترامب وحزبه الجمهوري كانوا يعدون لهذا التعامل منذ عامين أو أكثر، وهو الأمر الذي اتضحت نتائجه مؤخرًا.