النائبة الكردية ليلى غوفين تعيش ظروفا سيئة في السجون التركية لمعارضتها أوضاع المحبوسين وعلى رأسهم المعارض عبد الله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني فقدت نحو 15 كيلوجراما من وزنها، ولم يعد بإمكانها قضاء حاجاتها أو المشي بمفردها، بينما دقّات قلبها وضغط دمها منخفضان، ولم تستطع تناول سوائل بما في ذلك الماء، تلك مأساة تعيشها النائبة الكردية ليلى غوفين، منذ أكثر من شهرين، في سجود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وغوفين هي نائبة عن "حزب الشعوب الديمقراطي"، وموقوفة يناير 2018، وتنفذ إضرابا عن الطعام منذ 8 نوفمبر، استنكارًا للظروف التي يعشها زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي سجن في عام 1999 لقضاء حكما بالسجن مدى الحياة على جزيرة قريبة من إسطنبول. ويُصنف حزب أوجلان، بأنه "إرهابي" بالنسبة لتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. اقرأ أيضا: أردوغان ينتهك الدستور التركي.. والمعارضة تنفجر غضبا وتجمّع الآلاف اليوم السبت في مدينة دياربكر بجنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية دعما لغوفين المضربة عن الطعام، وحمل هؤلاء أعلام "حزب الشعوب الديمقراطي" ورفعوا ويُصنف حزب أوجلان، بأنه "إرهابي" بالنسبة لتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتجمّع الآلاف اليوم السبت في مدينة دياربكر بجنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية دعما لغوفين المضربة عن الطعام، وحمل هؤلاء أعلام "حزب الشعوب الديمقراطي" ورفعوا شارات النصر على وقع رقصات تقليدية كردية، معبرين عن تضامنهم مع النائبة المسجونة، بحسب وكالة فرانس برس. غوفين تواجه الموت حزب الشعوب الديمقراطي الذي يُعد أحد أبرز الأحزاب التركية المؤيّدة للقضية الكردية، قال إن غوفين، التي تنتمي إليه، تخوض منذ أكثر من شهرين إضرابا عن الطعام في سجنها، وباتت في وضع صحي حرج للغاية ويتهدّدها الموت، وأنّ 171 سجينا سياسيا يخوضون إضرابا عن الطعام في السجون التركية للاحتجاج على "إبقاء غوفين في العزل" في سجنها بجزيرة أمرالي. وأكّد الحزب في بيان أصدره 10 يناير الجاري، أنّ النائبة فقدت نحو 15 كيلو جرامًا، من وزنها منذ بداية الإضراب، ولم تعد قادرة على قضاء حاجاتها أو المشي وحدها، محملا الحكومة التركية المسؤولية عن الآثار السلبية التي تتعرض لها ليلى غوفين وباقي الناشطين المستمرّين في إضرابهم عن الطعام في السجن. زيارة لأوجلان وبفضل إضراب ليلى غوفين، سُمح لعبدالله أوجلان، السبت الماضي، بمقابلة شقيقه محمد في سجنه، للمرة الأولى منذ سبتمبر 2016، وفق ما أعلنت بروين بولدان التي تشارك في ترؤس حزب الشعوب الديمقراطي. وأوضحت بولدان أن أوجلان كان في صحة جيدة، بينما أكد عمر أوجلان ابن شقيقه، أن عمه لا يزال في زنزانة انفرادية في سجنه بجزيرة إيمرالي، مطالبا بأن تُطبق عليه القواعد نفسها التي تُطبق على سائر السجناء، وأن من حقه أن يلتقي عائلته كل أسبوع. حزب أوجلان، أكد من جهته، أن صحة الزعيم الكردي تدهورت إلى درجة "باتت حياته في خطر"، وأفاد بأن أكثر من 150 سجينا سياسيا يلتزمون إضرابا عن الطعام في السجون التركية، احتجاجا على إبقاء أوجلان "في السجن الانفرادي". من هي ليلى غوفين؟ ولدت ليلى غوفين في تركيا عام 1968، وقضت فترة طفولتها وجزء من شبابها في ألمانيا، ثم عادت إلى بلادها عام 1994 للانخراط في العمل السياسي من بوابة حزب الشعوب الديمقراطي، وجرى اختيارها لرئاسة بلدة ديكيلي التابعة لإقليم سيهان في مدينة أضنة عام 2004. تولت غوفين رئاسة بلدية "فيران شهير" عقب فوزها في الانتخابات المحلية عام 2009، بعدها تعرضت للحبس ضمن عمليات اعتقال موسعة شملت وجوه المجتمع الكردي في ديسمبر 2009، إلا أن مرارة السجن لم تكتم صوتها، فواصلت نشاطها السياسي كنائب بلدية "شانلي" عن حزب الشعوب الديمقراطي، مستمرة في دفاعها عن الأكراد وحضور الفعاليات المؤيدة لهم. وخلال هجوم الجيش التركي على مدينة عفرين السورية، وزعت غوفين بنفسها منشورات ضد هذا التدخل، فتم اعتقالها في يناير الماضي، ووجهت إليها تهما بإنشاء وإدارة منظمة إرهابية والترويج لها. ومن التهم التي وُجهت إلى النائبة المسجونة، المشاركة في إضراب عن الطعام، والمشاركة في ورشة عمل واحتفال للمرأة الكردية، والغناء بكلمة "كردستان"، برغم أن أردوغان استخدم الكلمة ذاتها في خطابه عام 2013، كما يرددها العديد من السياسيين المنتمين لحزبه العدالة والتنمية.