في مكانه الجديد، كانت لنا جولة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث اطلعنا على كواليس التحضير له، كما تحدث القائمون عليه عن تفاصيله، وما يميزه عن السنوات الماضية. ساعة إلا الربع استغرقتها رحلتنا من كورنيش النيل، وبالتحديد أمام دار الكتب والوثائق القومية، حتى مركز مصر للمعارض الدولية، حيث جرت في قاعة المؤتمرات هناك فعاليات مؤتمر اللجنة العليا المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي ستنطلق فعالياته يوم 23 يناير المقبل، وسيستمر ليوم 5 فبراير، لينعقد في مكانه الجديد، بدلًا من أرض المعارض بمدينة نصر، التي استقر فيها لفترة طويلة، وسيستدعي اهتمامك فور دخول المكان، حجم الاستعدادات الجارية على قدم وساق من أجل المعرض، التي تؤكد أن القائمين عليه يسعون إلى أن يظهر بشكل لائق و"مختلف" عن السنوات الماضية. دخلنا إلى القاعة لحضور المؤتمر، الذي بدأ بكلمة لوزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم، أكدت فيها أن هذه الدورة ستكون استثنائية وتاريخية، وستلقى رضا المواطنين، متابعة: "مصر بتحتفل منذ بداية العام بأحداث مهمة، مثل افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسجد الفتاح العليم والكاتدرائية بالعاصمة الإدارية، وإعلان تنظيم دخلنا إلى القاعة لحضور المؤتمر، الذي بدأ بكلمة لوزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم، أكدت فيها أن هذه الدورة ستكون استثنائية وتاريخية، وستلقى رضا المواطنين، متابعة: "مصر بتحتفل منذ بداية العام بأحداث مهمة، مثل افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسجد الفتاح العليم والكاتدرائية بالعاصمة الإدارية، وإعلان تنظيم مصر كأس إفريقيا لكرة القدم المقبلة، وإعلان عام مصرى فرنسى ثقافى مشترك". معرض الكتاب اختار جامعة الدول العربية ضيف شرف هذه الدورة، وبالطبع هذا الاختيار يرتبط بالاحتفال بمرور 50 عامًا على المعرض، حيث كانت أول القضايا التي تصدر لها، وذلك في العام 1969، هي مسألة دور الكتاب العربي في دعم القضايا القومية. السفيرة هيفاء أبو غزالى، الأمين المساعد للجامعة، حضرت المؤتمر بالنيابة عن الأمين العام، السفير أحمد أبو الغيط، حيث نقلت شكره وتقديره للمعرض، موضحة أن اختيار جامعة الدول العربية ضيف شرف جاء لما تملكه من مخزون عال من التنوع، ما يدل على فعالية الدور الثقافى المشترك فى العالم العربى، إضافة إلى قرب احتفال الجامعة بالذكرة ال74 لإنشائها، كما أن تلك المشاركة تستلهم من النجاح غير المسبوق عندما حلَّ العالم العربي ضيفًا لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب عام 2014. وعندما تشاهد الإنشاءات الضخمة التي يحتويها مركز مصر للمعارض الدولية، تجد مقارنة تجري في ذهنك مباشرة مع أرض المعارض بمدينة نصر، فخلال جولة مع الوزيرة والحضور بالمؤتمر في أحد المباني، وجدنا التجهيزات لرفوف عرض الكتب، التي بدت في غاية التنظيم، وكل منها يحمل لافتة خاصة للناشر، إضافة إلى أن العمل يجري لوضع لافتات إرشادية، ويعد المنظمون بأن يكون المعرض هذا العام أكثر تنظيمًا. محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أبدى حماسة كبيرة لقرار نقل المعرض لمكانه الجديد، قائلًا إنه منذ عام 2008، نادى بتغيير مكان المعرض القديم، واستبداله بآخر يكون "لائقا" بمصر واسمها، وبهذا الحدث الضخم. "أرض المعارض في مدينة نصر لا تناسب المعرض"، يقول "رشاد"، شارحا أنه لا يتوفر بها الخدمات للزوار والناشرين، وكان هناك عدد غير قليل من الناشرين بيعزف عن المشاركة، وعقب: "ما حدث يعد نقلة حضارية، ونشكر وزيرة الثقافة عليه".. وبالمثل، جاءت كلمة سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، الذي شدد على أن مصر أصبح لديها الآن معرض يليق بها، وتتباهى به، وقد فتحت صفحة جديدة تليق بالكتاب المصري، مشيدا بدقة التنظيم، ووعد أن الناشر سيجد كل الخدمات التى يحتاجها، متابعا: "لأول مرة نفعل قانون اتحاد الناشرين، منذ صدوره قبل 50 عاما، فأصبح الناشر فقط هو من يشارك في المعرض.. ونوه أنه آن الأوان للتصدي لتزوير الكتب، والوزيرة تعمل على هذا". الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، بدأ حديثه بالترحيب بالحضور قائلًا: "أهلا بكم جميعا فى وجه مصر الجميل فى حفل إطلاق اليوبيل الذهبى معرض القاهرة الدولي للكتاب، فى مرحلة جديدة من تاريخ مصر وحضاراتها فى هذا المكان الجديد، الذي يليق بسمعة معرض القاهرة الدولي للكتاب كونه ثانى أكبر معرض للكتاب فى العالم، وأعتقد انه الأول بجمهوره". عدة قرارات اتخذتها اللجنة المنظمة للمعرض، تلاها "هيثم الحاج"، وهي: "اعتبار مركز مصر للمؤتمرات شريكا استراتيجيا للمعرض. تخفيض 50% لذوي الإعاقة على الإصدارات بالمعرض، استقبال مشاركات من دول إفريقية لأول مرة وهي كينيا وأوغندا ونيجيريا". وعن أزمة تجار سور الأزبكية، أوضح "هيثم"، أنه لم يتم منعهم، وهناك كراسة الشروط، من التزم بها سيتواحد بالمعرض، واعدًا بأنه سيكون هناك كتب بأسعار زهيدة صادرة عن مؤسسات تابعة لوزارة الثقافة، منها مكتبة الأسرة، وكتب المعرفة وغيرها، إضافة إلى أجنحة الكتب المخفضة، كاشفًا أن هناك زيادة بنحو 20 % في أعداد الناشرين عن العام الماضي. يقع المعرض على مساحة 45000 متر مربع، وتشارك فيه 35 دولة، وهناك 1273 ناشرًا، و6 من تجار سور الأزبكية، كما تشارك دور النشر المصرية لأول مرة 62 دارًا، إضافة إلى 24 دار نشر عربية وأجنبية التي تشارك، وقد أصدرت هيئة الكتاب عناوين الكتب الجديدة خلال عام 2018م، والتي تصل لنحو 600 عنوان، ويشهد المعرض 419 فعالية ثقافية، و144 فعالية. فنية، كما تعقد فعاليات خاصة بالطفل تصل إلى 234 فعالية، و8 ورش لكتابة والمسرح والفن التشكيلي، إضافة إلى 600 حفلة توقيع. ويحضر المعرض 170 ضيفا عربيا وأجنبيا، وأكثر من 300 شاعر. إضافة إلى 2500 كاتب وناقد ومبدع وفنان.