يبدو أن روسيا تحاول أن تسيطر على سوق أنظمة الدفاع الجوي، فبعد أن طورت نظامي "S-300"، و"S-400"، أصبحت في طريقها لتطوير نظام "S-500" القادر على تدمير المقاتلات الشبح في أواخر سبعينيات القرن الماضي، طورت روسيا نظام "S-300" للدفاع الصاروخي، ليكون المكون الرئيسي في سلاح الدفاع الجوي الروسي، حتى ظهور منظومة "S- 400 " في 2007 ليصبح واحدا من أكثر أنظمة الدفاع الجوي مبيعا حول العالم، وفي 2019، من المقرر أن تدخل أنظمة دفاع جوي من طراز "S-350" الجديدة، الخدمة العسكرية خلال الأشهر القادمة، إلا أن التقدم الأبرز في هذا المجال من المتوقع أن يحدث عام 2020، مع استعداد موسكو للاعتماد على أنظمة الدفاع الجوي "S-500" الأقوى والأكثر تقدما. وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" إلى أن "S-500" الذي يعد الجيل القادم من أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية، يتمتع بأفضل مميزات الأداء في فئته. حيث يزعم أن "S-500" قادر على الاشتباك مع الصواريخ الباليستية على مسافة تصل إلى أكثر من ستمئة كيلو متر، مقارنة بأنظمة "S-400"، التي يصل أكثر مدى لها إلى مئتي كيلومتر. وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" إلى أن "S-500" الذي يعد الجيل القادم من أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية، يتمتع بأفضل مميزات الأداء في فئته. حيث يزعم أن "S-500" قادر على الاشتباك مع الصواريخ الباليستية على مسافة تصل إلى أكثر من ستمئة كيلو متر، مقارنة بأنظمة "S-400"، التي يصل أكثر مدى لها إلى مئتي كيلومتر. وبالإضافة إلى المدى الهائل، والمثير للإعجاب لأنظمة "S-500"، فإنها لديها القدرة على تعقب واعتراض عشرة رؤوس حربية تطير بسرعة تزيد على 4 أميال في الثانية. بإرسال قوات إلى بولندا.. هل تستطيع أمريكا ردع روسيا؟ وبالنسبة لتسليح الأنظمة، تتوافر معلومات أقل وضوحًا عن "S-500"، حيث أشار عدد من التسريبات الأولية إلى أن النظام الصاروخي يستخدم صواريخ "9M82MD" في الأنظمة المضادة للطائرات المعدلة، إلا أن عددا من التقارير استقرت في وقت لاحق على استخدام صواريخ "48N6" المستخدمة في أنظمة "S-400". أما بالنسبة للأنظمة المضادة للصواريخ الباليستية، فيعتقد العديد من المراقبين أن تعتمد أنظمة "S-500" على صواريخ "77N6" و"77N6-N1". وتعتقد وسائل إعلام روسية وخبراء عسكريون، أن "S-500" سوف يكون أول نظام دفاع صاروخي قادر على استهداف وتحييد مقاتلات الشبح من الجيل الخامس مثل "F-35"، وهو ما تراه المجلة الأمريكية ادعاء سابقا لأوانه. ومن جانبه قال بافل سوزينوف كبير مهندسي شركة "ألماز أنتي" الروسية، منتجة أنظمة "S-500"، "إن أنظمة S-500 ضربة للهيبة الأمريكية"، وأضاف أن "النظام قادر على تحييد الأسلحة الهجومية الأمريكية، ويتفوق على كل الأنظمة الأمريكية المبالغ في تقديرها". بإشراف من بوتين.. روسيا تطور قاذفة سوفييتية تاريخية وعلى الرغم من الدعاية المكثفة للنظام، فإنه ليس كل شيء على ما يرام، حيث إنه تم الإعلان لأول مرة عن "S-500" في عام 2011، على أن يتم بدء عمليات الإنتاج في عام 2014، لكن تم تأجيل هذا الموعد إلى منتصف عام 2017، ثم مرة أخرى حتى عام 2020. وتكهنت المجلة بأن السبب المباشر وراء هذه التأخيرات قد يكون مشكلات فنية غير متوقعة، والتي تكون مكلفة للغاية، وهي قضية شائعة في تطوير الأسلحة الاستراتيجية، إلا أن هناك تفسيرا بديلا، وهو أنه تم اكتمال تطوير "S-500"، لكن الكرملين رفض نشره لأسباب تجارية، حيث إنهم يخشون من أن إطلاق أنظمة "S-500" سوف يؤثر على النجاح التجاري الهائل لأنظمة "S-400". وهو ما قد يدفع العملاء المحتملين لفقد اهتمامهم بأنظمة "S-400" إذا اعتقدوا أن روسيا على وشك إنتاج أنظمة أحدث، الأمر الذي قد يضايق عملاء مهمين استراتيجيا مثل تركيا والهند، خاصة بعد تجاوزهم العقبات الدبلوماسية لاعتراض أمريكا على خططهم لشراء أنظمة "S-400". روسيا تستعين بأحد أسلحة الحرب الباردة لحماية القطب الشمالي ومما يزيد من تفاقم المشكلة هو أن روسيا تريد نشر أنظمة "S-500" بين قواتها المسلحة قبل عرضها على مشترين أجانب، لذا فإن خطط تصدير "S-500" لن تحدث في المستقبل القريب، فمن المستحيل حدوث ذلك حتى عام 2021 في أفضل الظروف. وبذلك، ترى "ناشيونال إنترست" أن الكرملين أضر بنفسه، من خلال الكشف عن أنظمة "S-500" في وقت مبكر جدا، واضطر إلى وقف إنتاجه حتى ينتهى من تسويق "S-400". وهو ما يتوافق مع الأهداف الأساسية وراء استراتيجية روسيا لتصدير الأسلحة، القائمة على إقامة علاقات تجارية مستقرة وطويلة الأجل مع المشترين الرئيسيين مثل تركيا، وذلك من خلال إظهار دعمهم الكامل لمنتجاتهم العسكرية.