على مدار عقود، ركزت الولاياتالمتحدة على منع الصواريخ الباليستية المعادية من الوصول إلى الأراضي الأمريكية، وضربها، إلا أنها أهملت تهديدات أخرى مهمة بنت الولاياتالمتحدة أنظمتها للدفاع الصاروخي، من أجل حماية أراضيها من الصواريخ الباليستية المعادية، إلا أن هناك مخاطر أكبر تتمثل في الصواريخ من طراز "كروز"، والطائرات بدون طيار المسلحة، التي يمكن أن تدمر القواعد الأمريكية في الخارج، مثل "جوام"، التي تضم مطارات وموانئ وقواعد إمداد، ففي حين كانت الولاياتالمتحدة قلقة من احتمال قيام كوريا الشمالية بضرب الساحل الغربي للبلاد باستخدام بعض من الصواريخ الباليستية التي تمتلكها، كانت الصينوروسيا تجمعان كميات ضخمة من الصواريخ الموجهة التي تعرض القواعد الأمريكية لخطر هائل. وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى دراسة جديدة أعدها مركز التقييمات الاستراتيجية والمتعلقة بالميزانية في واشنطن، قال فيها إنه "بالنسبة للفترة ما بعد الحرب الباردة، ركزت وزارة الدفاع الأمريكية، أولوياتها الدفاعية الصاروخية على نشر صواريخ (أرض - جو) و(بحر- جو) لاعتراض الصواريخ الباليستية"، وأضاف وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى دراسة جديدة أعدها مركز التقييمات الاستراتيجية والمتعلقة بالميزانية في واشنطن، قال فيها إنه "بالنسبة للفترة ما بعد الحرب الباردة، ركزت وزارة الدفاع الأمريكية، أولوياتها الدفاعية الصاروخية على نشر صواريخ (أرض - جو) و(بحر- جو) لاعتراض الصواريخ الباليستية"، وأضاف المركز أنه "باستثناء القوات البحرية، لم يقدم أي فرع آخر من أفرع القوات المسلحة قدرات جديدة كبيرة لمواجهة صواريخ كروز". وأوضحت الدراسة التي جاءت بعنوان "الدفاع الجوي والصاروخي في خطر: مفاهيم وتكنولوجيات جديدة للدفاع عن القواعد الأمريكية في الخارج"، المجموعة الواسعة من التهديدات التي تواجه القواعد الأمريكية. أمريكا في خطر بسبب الغواصات الروسية والصينية حيث تمتلك الصين أكثر من 1500 صاروخ باليستي، بما في ذلك بعض الصواريخ متوسطة المدى من طراز "DF-26" التي يمكن أن تصل إلى ألفي ميل في عمق غرب المحيط الهادي، وبإمكانها الوصول إلى القواعد الأمريكية في "جوام"، كما تمتلك الآلاف من صواريخ "كروز" التي تطلق من الجو، بما في ذلك صواريخ من طراز "CJ-20" والتي يبلغ مداها ألف ميل. وفي الوقت نفسه تعد الصواريخ الباليستية الروسية من نوع "إسكندر"، بالإضافة إلى صواريخ "كنزل" الأسرع من الصوت، التي تطلق من الجو، صواريخ قصيرة المدى يمكن أن تصل إلى القواعد الأمريكية في أوروبا، كما تقوم كل من الصينوروسيا بتطوير طائرات بدون طيار مسلحة يمكنها ضرب أهداف بعيدة. وتنقل المجلة عن الدراسة تأكيدها أنه في حين أن وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية مكلفة بصد خطر الصواريخ الباليستية الاستراتيجية، "فمن غير المرجح أن يكون لدى الوكالة الخبرة والتمويل اللازمين لتطوير أنظمة أكثر قوة لديها القدرة على الدفاع عن الأهداف الحيوية في الولاياتالمتحدة، والقواعد العسكرية الأمريكية في الخارج". الانسحاب من معاهدة القوى النووية يصب في مصلحة روسيا ويمتلك الجيش 50 بطارية باتريوت للدفاع الجوي والدفاع الصاروخي، تضم 480 منصة إطلاق، وأكثر من 1200 صاروخ اعتراضي، ومع ذلك، تقول الدراسة "إنها مكلفة وغير كافية لحماية القواعد الجوية والبنية التحتية العسكرية الأخرى التي ستعتمد عليها الولاياتالمتحدة خلال صراع كبير مع أي قوة عظمى أخرى". وذكرت "ناشيونال إنترست" أنه بالإضافة إلى ذلك يمتلك الجيش الأمريكي سبع بطاريات فقط من نظام الدفاع الصاروخي "ثاد"، مزودة ب42 قاذفة، و500 صاروخ اعتراض، ويحتاج الجيش بطاريتين أخريين، إلا أن سعرها الذي يبلغ 7.5 مليار دولار، قد يجعل ذلك صعبًا، ومما يزيد المشكلة تعقيدًا عدم وجود نظام متكامل لإدارة المعارك للدفاع عن القواعد، والتنسيق بين أجهزة الاستشعار والأسلحة الدفاعية. وينصح المركز في الدراسة، بإنشاء نظام دفاعي لحماية القواعد في الخارج، وتشمل الاقتراحات بناء حلقة دفاعية خارجية وداخلية مزدوجة، تتألف الحلقة الخارجية من الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار المجهزة بأجهزة استشعار، ومن شأن نظام إدارة المعركة المتكامل أن يربط أجهزة الاستشعار بالمقاتلات، والطائرات بدون طيار المسلحة بصواريخ اعتراضية لإسقاط الصواريخ الباليستية، وكذلك إسقاط طائرات العدو قبل أن تتمكن من إطلاق صواريخ كروز. الصينوروسيا تطوران صواريخ «الهايبرسونيك».. وأمريكا «محلك سر» وستكون الحلقة الداخلية مماثلة، مع إضافة طائرات بدون طيار وبطاريات أرضية مسلحة بالليزر، أو مدافع "الهاوتزر" التي تطلق مقذوفات عالية السرعة، "قد تكون قادرة على إسقاط الأهداف السريعة مثل صواريخ كروز الأسرع من الصوت".