عرض «بوابة الحلواني» لأول مرة فى رمضان 1992، ونجح فى جذب المشاهدين إليه.. ومرت 26 عاما، وما زال المسلسل يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة حينما يذاع الآن «اللى بنى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى.. وعشان كده مصر يا ولاد مصر يا ولاد حلوة الحلوات.. وادى وبوادى وبحور وقصور وموانى.. توحيد وفكر وصلاة تراتيل وغنا وابتهالات».. تلك الكلمات التى كتبها «شاعر الفقراء» سيد حجاب، ولحنها الموسيقار بليغ حمدي، وغناها المطرب على الحجار، بمجرد الاستماع إليها تعلم أنك على موعد مع واحد من أنجح المسلسلات المصرية على الإطلاق، «بوابة الحلواني»، وما لا يعرفه البعض أن هذا التتر الذي يعد من أفضل ما غنى «الحجار»، رفضه فى بادئ الأمر؛ حيث شعر أن إمكانيات صوته لا تناسبه، لكن بليغ حمدي أصر عليه. ومن المؤكد أن الحجار كان سيندم حتمًا لو فوت هذه الفرصة، فيقول على الحجار بأن "بليغ" لقنه درسًا حينما رفض التتر في بادئ الأمر، وكان سببًا فى تغيير مسار حياته. وأوضح الحجار خلال لقائه ببرنامج «صاحبة السعادة» مع إسعاد يونس، أن (بليغ) أخذه إلى غرفة مغلقة باستوديو هاني مهنى بمنتهى الود، ومن المؤكد أن الحجار كان سيندم حتمًا لو فوت هذه الفرصة، فيقول على الحجار بأن "بليغ" لقنه درسًا حينما رفض التتر في بادئ الأمر، وكان سببًا فى تغيير مسار حياته. وأوضح الحجار خلال لقائه ببرنامج «صاحبة السعادة» مع إسعاد يونس، أن (بليغ) أخذه إلى غرفة مغلقة باستوديو هاني مهنى بمنتهى الود، وأصر على غنائه التتر. وبالتزامن مع إعادة عرض مسلسل «بوابة الحلوانى» على قناة ON drama، دعونا نكشف لكم كواليس تصوير العمل، والظروف التي أحاطت به، وما تعرض له الجزء الأخير الذي كاد لا يخرج إلى النور. «بوابة الحلواني» ليس مجرد مسلسل، بل ملحمة تاريخية، سجل من خلالها، الكاتب العبقري محفوظ عبد الرحمن، تاريخ مصر بداية من حكم الخديو إسماعيل وحفر قناة السويس وصولا إلى عزله عن الحكم، وجاء المسلسل على غرار «ليالي الحلمية» للراحل أسامة أنور عكاشة، فى الجزئية الخاصة برصد تاريخ مصر، حيث اختار أن يرصد فترة أخرى من تاريخ مصر قبل ثورة يوليو وحركة الضباط الأحرار، وذلك عبر عائلة «الحلواني» وعلاقة عبده الحامولي بألمظ. نجوم الجزء الأول هم عبد الله غيث، سمير عبد العزيز (زوجة مؤلف العمل)، أحمد راتب، صلاح قابيل، حسن حسني، سناء يونس، ليلى طاهر، ميمي جمال ومن الشباب خالد النبوي، نشوى مصطفى، على الحجار وشيرين وجدي، وتناول إجراءات حفر قناة السويس وبداية حكم الخديو إسماعيل وعلاقة عبده الحامولي -جسده على الحجار- وألمظ -جسدتها شيرين وجدي- قبل احتراف الغناء، ونجح المخرج إبراهيم الصحن فى أن يكون قاعدة جماهيرية للمسلسل ويشوق المشاهدين إلى الجزء الثاني. وعرض الجزء الثاني من المسلسل بعد مرور عامين على الأول، دون الفنان عبد الله غيث الذى لعب دور «شلش الحلواني» والفنان صلاح قابيل الذى لعب دور «مختار الكاشف»، حيث توفى الثنائي عام 1993، فكان المحرك الرئيسي هو الفنان عزت العلايلي والذي لعب دور الزعيم الوطنى أحمد عرابى، الذى قاد ثورة ضد الاحتلال الإنجليزى فى مصر، وانضم فنانون آخرون إلى الجزء الثاني من بينهم زيزي البدراوي، حسن مصطفى، جورج سيدهم، ليلى فوزي، حمدي غيث، إيمان الطوخي وغيرهم من الفنانين، وتركزت الأحداث على انتقال عائلة الحلواني من بورسعيد إلى القاهرة. وبعد مرور 3 أعوام، عرض الجزء الثالث من «بوابة الحلواني» مستكملًا ما توقف عنده الجزء السابق مع استمرار الابطال ورصد التطورات السياسية التي شهدتها مصر خلال الفترة من 1869 وحتى 1876، واستمر نجاح المسلسل وحصد صناعه الكثير من الجوائز.. الفارق الزمني بين الجزءين الثالث والرابع 4 أعوام، والسبب في ذلك الخلافات الكبير التي وقعت بين المشاركين فى المسلسل والجهة المنتجة، حيث طالب كل من خالد النبوي، على الحجار وشيرين وجدي، برفع أجرهم كباقي النجوم المشاركين وهذا ما قوبل بالرفض من قطاع الإنتاج - اتحاد الإذاعة والتليفزيون. ووصل الأمر إلى ذروته بعد أن رفض الثلاثي استكمال أدوارهم فى الجزء الأخير، وتدخلت الفنانة سمية الألفى لحل المشكلة، وبالفعل وافق مدحت زكي، رئيس قطاع الإنتاج ب«ماسبيرو»، والمسئول عن إنتاج «بوابة الحلواني» على تسوية الأوضاع المالية، وعاد كل من النبوي والحجار ووجدي ووقعوا عقودهم، وكان خلاف «النبوي» حينها ليس فقط على الأجر بل أيضًا على طريقة ظهور اسمه على التتر، خاصة أنه فى ذلك الوقت كان بطل فيلم «المصير» مع المخرج يوسف شاهين، ولمع نجمه معه. وأوضح خالد النبوي في لقاء سابق له مع برنامج «معكم» أن والدته وراء مشاركته فى المسلسل، قائلًا: «كان معروضا عليه المشاركة فى (بوابة الحلواني) مقابل 1900 جنيه، وفى نفس الوقت فيلم سينمائي بضعف الأجر، وكنت سأعتذر عن المسلسل نظرا للمقابل المادي، ولكن والدتي أصرت عليه». وانفرجت الأزمة وخرج الجزء الأخير من «بوابة الحلواني» إلى النور فى 2001، وأسدل هذا الجزء الستار على عصر الخديو إسماعيل بعزله عن الحكم ووفاة ألمظ، وأوضح الكاتب محفوظ عبد الرحمن فى لقاء له على قناة TEN، قبل 3 أعوام، أنه شرع فى كتابة الجزء الخامس بالفعل فور الانتهاء من الجزء الرابع، لكنه توقف بسبب اعتراض الجهة المنتجة على ما استكمله، قائلًا: «الجهة المنتجة كانت عاوزه حاجات تانية، بييجي رئيس لقطاع الإنتاج يقولي، أنا عايز حاجة تتعمل فى زمني أنا»، مؤكدا أنه رفض ذلك لأن هذا سيدمر مشروعه. وما لا يعرفه البعض أن مسلسل «بوابة الحلواني» هو أول عمل درامي يسمح له بالتصوير داخل قصر عابدين حيث حصلت الجهة المنتجة وقتها على إذن من إدارة القصور برئاسة الجمهورية. فى النهاية ستبقى «بوابة الحلواني» واحدة من أهم الروائع الدرامية التي قدمت فى تاريخ الدراما المصرية، والتى رحل أعظم أبطالها بداية من مؤلفها محفوظ عبد الرحمن ومخرجها إبراهيم الصحن، ونجومها محمد وفيق، ليلى فوزي، أحمد راتب، حسن كامي وغيرهم من الفنانين.