"كُحل وحبَّهان".. أولى روايات عمر طاهر، التي استوحاها من حبه للطعام، فانعكس هذا الشغف في تقديمه تلك التجربة الثرية بروائح ذكية من مطبخ " مصري أصلي". إصدار أدبي جديد بالأسواق للكاتب عمر طاهر، لكن هذه المرة يغامر بعيدًا عن الكتب والدواوين الشعرية التي اعتاد جمهوره مطالعتها له بصفة مستمرة، حيث طرح روايته الأولى بعنوان "كُحل وحبَّهان"، عن دار الكرمة للنشر، والتي يتعاون معها باستمرار في إصداراته. وأُقيم مساء السبت 29 ديسمبر، في الساعة 7 مساءً، بمكتبة ديوان بشارع 26 يوليو بالزمالك، حفل توقيع وإطلاق الرواية، بحضور الكاتب والناشر سيف سلماوي، وعدد من الكتاب والأدباء، بالإضافة للحضور الإعلامي والفني وفي مقدّمته المنتج هشام سليمان رئيس شبكة قنوات DMC، وغيرهم. وخلال حفل التوقيع تحدث عمر طاهر عن سر ابتعاده طوال السنوات الماضية عن مجال كتابة الرواية، رغم تقديمه للعديد من الكتب والدواوين الشعرية، وقال: "ماكنش في بالي إني أشتغل على رواية قبل كده، أسلوب الرواية كان من أحلامي المؤجلة لما بعد الستين مثلًا لحد ما أكون اكتفيت من إصدار الكتب، لكن أحيانًا في أفكار بتفرض وخلال حفل التوقيع تحدث عمر طاهر عن سر ابتعاده طوال السنوات الماضية عن مجال كتابة الرواية، رغم تقديمه للعديد من الكتب والدواوين الشعرية، وقال: "ماكنش في بالي إني أشتغل على رواية قبل كده، أسلوب الرواية كان من أحلامي المؤجلة لما بعد الستين مثلًا لحد ما أكون اكتفيت من إصدار الكتب، لكن أحيانًا في أفكار بتفرض نفسها وهي اللي بتشغل الكاتب، وهو ده اللي حصل مع (كُحل وحبهان)". يتحدث عمر طاهر أيضًا عن حبه للطعام، وسر كتابة رواية عنه، ويقول: "أنا كان عندي فكرة عن الكتابة عن الأكل من فترة طويلة، منذ عام 2012، كنت بتعشى وقتها عند مطعم (البرنس)، وكتبت مقالا بعدها اسمه (شهوة البرنس)، وكان مقالا لطيفا ونجح جدًا، وبسببه ازداد حبي للكتابة عن الأكل، ومن وقتها وأنا بفكر إزاي أكتب عن الأكل من ناحية إنسانية، جربت كذا شكل زي نصوص قصيرة وقصص، لكن معرفتش، لحد ما وصلت لفكرة (كُحل وحبهان)، وبعد ما انتهيت منها عرضتها على ناس حواليا بثق في رأيها وقالولي إن ده عمل يستحق النشر، وهو ما حدث". يُضيف طاهر: "بعيدًا عن الكتابة أنا شايف إن الأكل حاجة مهمة جدًا في حياتنا، إحنا في رحلة والأكل هو الشيء الأعظم فيها، الأكل مليان أفكار واكتشافات لا تنتهي، اكتشافات مناسبة للاحتفال وللحب والتعبير عن الاهتمام ومحاربة الاكتئاب والهروب والتوحد وإعلان الغضب وكل شيء، الأكل مشاعر كتيرة جدًا ولا تنتهي، وإحنا كمصريين تحديدًا الأكل تفصيلة مهمة في حياتنا، يكفي أن مناسباتنا المفرحة والحزينة الاتنين قايمين على الأكل، وميثاق (العيش والملح) أقوى من ميثاق (الفاتحة)، أنا بحب الأكل وبحب الأشخاص اللي بيستطعموا الأكل". يقول عمر طاهر إن "كُحل وحبهان" أكدت له أنه كلما كتب قصصا وحكايات أكثر، كانت الكتابة أصعب بالنسبة له، يُضيف: "الكتابة طلعت محتاجة لمجهود وتعب أكبر، اكتشفت حاجات كتير نقصاني ومحتاج أتعلم وأطور من نفسي، الرواية مجال الكاتب فيه بيتفرج على نفسه وهو شغال، وكما قال أحد الكتاب الأجانب، إن الواحد بيعرف عن نفسه بالكتابة أكتر ما بيعرف عن نفسه بالقراءة، واكتشفت نفسي فعلًا في (كُحل وحبهان) ككاتب وبني آدم، ودي كانت أهم اكتشافتي". وأوضح طاهر السر وراء تسمية الرواية ب"كُحل وحبهان"، حيث إن البطل يتعرف على شخصين أحدهما يُعبر عن "الكُحل" بجاذبيته وغموضه، والآخر عن "الحبهان" وأثره، كما تحدث عن حمل غلاف الرواية صورة منفردة للنجمة الراحلة مديحة كامل (3 أغسطس 1948 - 13 يناير 1997)، قائلا: "مديحة كامل تفصيلة داخل مطبخ الأم في الرواية، وفجأة وأنا براجع الرواية لقيتها نورت، فبحثت عن صورة لها، لحد ما لقيت صورة لمستني وحسيت إنها لها علاقة بالرواية، وبعت للمصمم كريم آدم الصورة عشان تبقى تيمة ضمن الغلاف، ولكن هو طلع أجن مني وقال لي الصورة دي هي الغلاف". وعن الهاجس الأكبر الذي سيطر على عمر طاهر أثناء كتابة "كُحل وحبهان"، يقول: "كنت بحاول طول الوقت وأنا بكتب إني مألّفش، وبعد الكتابة شيلت حاجات كتير حلوة ولكن حسيت إن فيها تأليف"، وعن ابتعاده عن إصدار الدواوين الشعرية بالسنوات الأخيرة، يقول: "الشعر حظه وحش معايا في الفترة دي، السوق فيه أزمة لكن أنا مليش دعوى بالسوق خالص، أنا كنت بنزل دواوين وبعرف عدد اللي قرأوها بالاسم، الشعر يتحرك ببطء جدًا لكن نفسه طويل، كل الحكاية إني الفترة دي عندي حاجات ماينفعش تتقال شعر". عمر طاهر من مواليد صعيد مصر، في منتصف السبعينيات، صدرت له العديد من الكتب الناجحة، من بينها: "ألبومات عمر طاهر الساخرة"، وترجمة رواية "بالقرب من نهر بيدرا" لباولو كويلو، و"رصف مصر: ألبوم ساخر مُصور"، و"طريق التوابل: قصص قصيرة"، و"الكلاب لا تأكل الشيكولاتة: حواديت برما"، و"شكلها باظت: ألبوم اجتماعي ساخر"، وكتب للسينما عدة أفلام من بينها: "طير إنت" (2009) لأحمد مكي ودنيا سمير غانم وماجد الكدواني، "يوم مالوش لازمة" (2015) لمحمد هنيدي وروبي وريهام حجاج، و"كابتن مصر" (2015) لمحمد إمام وبيومي فؤاد وعلي ربيع، كما أصدر عدة دواوين شعرية من بينها: "قهوة وشيكولاتة"، و"مشوار لحد الحيطة". عمر طاهر كتب أيضًا أغنيات لكثير من النجوم: وبينهم أصالة، ورامي صبري، وأحمد عدوية، وكايروكي، وسعاد ماسي، وأحمد سعد، ومحمد عساف، كما قدَّم عدة برامج إذاعية بينها: "واحد صاحبي"، "الطريق إلى عابدين"، و"شفت ربنا" مع عزيز الشافعي، وقدَّم عدة برامج تليفزيونية منها: "مصري أصلي"، و"اتجنن مع كوكاكولا" و"وصفوا لي الصبر"، كما كتب عدة مسرحيات بينها: "يا طالع القلعة"، و"شغل عفاريت"، وكتب للتليفزيون مسلسل الكارتون الشهير "سوبر هنيدي"، وحصل على عدة جوائز، من بينها جائزة أفضل كاتب مقال عام 2015 في استفتاء مجلة الشباب، وحصل كتابه "إذاعة الأغاني" على جائزة أفضل كتاب 2015 في استفتاء المكتبات والقراء، وكتب لمعظم الصحف المصرية، ومن بينها "التحرير".