لم تقم كوريا الشمالية طوال عام 2018 بأي تجربة نووية أو صاروخية.. إلا أن العديد من المتابعين يشككون في أن يكون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي دور في ذلك قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، وخلال حملته الانتخابية، حتى وصوله إلى الحكم، أجرت كوريا الشمالية العديد من التجارب الصاروخية والنووية، والتي وصلت إلى ذروتها في 2017 بعد اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على ضرب الأراضي الأمريكية، ودخل ترامب في حرب كلامية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وصفه فيها ب"رجل الصواريخ الصغير" إلا أن الأمر تحول للنقيض بعد خطاب كيم بمناسبة العام الجديد في بداية 2018، الأمر الذي دفع ترامب إلى القول إنه "وقع في غرام كيم". حيث أشارت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إلى أن ترامب أعزى الفضل إلى استراتيجيته في إجبار بيونج يانج على الجلوس على طاولة المفاوضات، حيث قال خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي "إننا لم نعد نرى الصواريخ الكورية الشمالية تطير هنا وهناك، كما أن الاختبارات النووية قد توقفت". إلا أن العديد حيث أشارت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إلى أن ترامب أعزى الفضل إلى استراتيجيته في إجبار بيونج يانج على الجلوس على طاولة المفاوضات، حيث قال خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي "إننا لم نعد نرى الصواريخ الكورية الشمالية تطير هنا وهناك، كما أن الاختبارات النووية قد توقفت". إلا أن العديد من المتابعين أشاروا إلى أنه على الرغم من أن التجارب النووية والصاروخية قد تكون توقفت، فإن هناك أفرعا أخرى من برنامج كوريا الشمالية للأسلحة تسير على قدم وساق. وتقول كريستينا فارالي الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن "كيم لم يغير سياسته، لكنه انتقل من مرحلة الأبحاث والتطوير، إلى مرحلة الإنتاج". حيث كشفت صور الأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية ما زالت مستمرة في إنتاج المواد الانشطارية، وبناء قواعد الصواريخ في كافة أنحاء البلاد. تطوير صواريخ كوريا الشمالية يعلن فشل ترامب خارجيًا وهو أمر غير مستغرب تماما، وقد أشار إليه كيم في خطابه بمناسبة العام الجديد في بداية 2018، عندما أكد أن علماءه ومهندسيه قد أكملوا جميع مراحل التطوير التي يحتاجونها، وقال بصراحة "الآن، يجب على قطاع أبحاث الأسلحة النووية وصناعة الصواريخ إنتاج رؤوس حربية نووية وصواريخ باليستية بكثافة". ووفقا لمعدل الإنتاج الحالي، من المتوقع أن تمتلك كوريا الشمالية نحو 100 رأس نووي بحلول 2020، وهو ما يعادل نصف مخزون بريطانيا من الأسلحة النووية. وإلى جانب ذلك، يدعي ترامب دوره في قيام كوريا الشمالية بتدمير موقع التجارب النووية في "بونجيري"، إلا أن الشبكة الأمريكية ترى أن تدمير هذا الموقع غير مؤكد حتى الآن، كما أنه يمكن التراجع عنه، ولا يمكن التأكيد على أنه سيمنع بيونج يانج من إنتاج المزيد من الرؤوس النووية. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن استمرار كوريا الشمالية في القيام بهذه الأنشطة هو نوع من الخداع، ترى كوريا الشمالية أن ذلك أمر طبيعي حيث إن بيونج يانج لم تقدم أية تعهدات من الأساس. بيونج يانج: عقوبات أمريكا تعيق نزع السلاح النووي فعلى الرغم من تعهد كيم وترامب بنزع السلاح النووي بشكل كامل من شبه الجزيرة الكورية، خلال قمة سنغافورة، فإن البيان المشترك كان غامضا، ودون معنى، وذلك لعدة أسباب أولها أن كلا من واشنطنوكوريا الشمالية لديهما تعريف مختلف عما يعنيه "نزع السلاح النووي"، بالإضافة إلى إصرار كل من الأمريكيين والكوريين الشماليين على تقديم الطرف الآخر تنازلات أولا. وفي حين يقول ترامب وفريقه إنهم يريدون التفكيك الكامل والقابل للتحقق ولا رجعة فيه للترسانة النووية لكوريا الشمالية، يرى العديد من الخبراء، وحتى وكالة المخابرات المركزية أنه أمر مستحيل وكيم في السلطة. ويعتقد العديد من الخبراء ومسؤولي الاستخبارات أن كوريا الشمالية لن تتخلى مطلقا عن أسلحتها النووية، خاصة تلك القادرة على ضرب الولاياتالمتحدة، لأن نظام كيم يعتقد أنها أفضل تأمين له. إلا أن فيبين نارانج أستاذ العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يعتقد أن ترامب يعرف أن كيم لن ينزع السلاح النووي أبدا، وقال ل"إن بي سي نيوز" إن إيقاف التجارب الصاروخية، بدلا من نزع السلاح النووي الفعلي، قد يكون كافيا بالنسبة لترامب للادعاء بنجاحه في التعامل مع كوريا الشمالية. انقسام في إدارة ترامب حول تعامله مع ملف كوريا الشمالية وأضاف أن هذا قد يكون مناسبا لكيم أيضا، ففي حين أن استمرار المفاوضات، وإيقاف الاختبارات قد يمنح ترامب الادعاء بالنصر، فإنه يسمح أيضا لكوريا الشمالية ببناء ترسانتها.