الحزن الشديد الذي ظهر على فريد الأطرش في عدد من الألحان والأغانى كان سببه العديد من قصص الحب الفاشلة التى مر بها «ملك العود» على مدار مشوار حياته ولم تنجح منها أي علاقة. «منحرمش العمر منك ياحبيبي».. هذه الكلمات يبدأ بها الفنان فريد الأطرش أحد أشهر أغانيه التي تحمل نفس الأسم، كلمات ليست معبرة نهائيا عن الحياة العاطفية التى عاشها «ملك العود»، فهو انحرم ممن وقع في حبهم جميعا، ولم يبق له سوى الوحدة والعزوبية التى مات عليها، فقد شهدت حياة فريد الأطرش العاطفية الكثير من الأزمات والعقبات التي أصابته بحزن لمسناه في ألحانه وموسيقاه في أغلب الأوقات، وقد برر هذا وقال «لم أعثر على المخلوقة التي تستطيع أن تحتويني داخل سجن الزواج الذهبي»، وهذه أشهر قصص الحب فى حياة فريد الأطرش. سامية جمال فيلم «انتصار الشباب» عام 1941، كان نقطة التعرف بين فريد الأطرش والراقصة سامية جمال، التى كان عمرها لايزيد على ال16 عاما، وانطلقت علاقة حبهما وشاركا معا فى العديد من الأعمال السينمائية منها «عفريته هانم»، ولكن العلاقة لم تكلل بالنجاح، فكان البعض ينصح «الأطرش» سامية جمال فيلم «انتصار الشباب» عام 1941، كان نقطة التعرف بين فريد الأطرش والراقصة سامية جمال، التى كان عمرها لايزيد على ال16 عاما، وانطلقت علاقة حبهما وشاركا معا فى العديد من الأعمال السينمائية منها «عفريته هانم»، ولكن العلاقة لم تكلل بالنجاح، فكان البعض ينصح «الأطرش» بألا يتزوجها لأنها راقصة، على حسب بعض التقارير الصحفية التى أفادت أيضا بأنه قال لها أنه لا يستطيع وهو «أمير الدروز» أن يتزوج راقصة، وهو ما اعتبرته «سامية» وقتها إهانة، ورغم جنونها بحبه، إلا أنها تزوجت من متعهد الحفلات الأمريكي «شبرد كينج»، الذي كانت قد التقت به في باريس، ولأنه كان مسيحيا، أشهر إسلامه، وغيّر اسمه إلى«عبد الله كينج». غنى لها فريد أغنية «حبيب العمر»، عام 1947، وقالت عنها سامية فى أحد حواراتها التلفزيونية، إنه حينما غنى تلك الأغنية كان يوجه إليها عبارات تأنيب ولوم وتهكم، فتقول كلماتها «أنا كنت فاكرك ملاك، أتارى حبك هلاك». شادية عام 1956 بدأت قصة «الأطرش» مع الفنانة شادية، وفى هذا الوقت كانت قد أنهت الأخيرة إجراءات طلاقها من زوجها السابق الفنان عماد حمدى، الذى كان يكبرها ب26 عامًا، وفى نفس اللحظة كان فريد الأطرش يعانى من فشل علاقته بسامية جمال، وكان فيلم "إنت حبيبي" سببا ليجمع بين الثنائي، قبل أن تنتقل شادية لتسكن بجوار «فريد»، وتشتعل نار الحب بينهما. كتب فريد فى مذاكرته عن شادية وقال « شادية عوّضتني عن كل عذاب الماضى بحنانها واهتمامها بي، وسؤالها عن أكلي وشربي وساعات نومي، بل إنها كانت تطبخ لي بيدها، وتعد لي الطعام الشرقي المحمل بالنَفَس النسائي الرقيق، عوضًا عن أطعمة الطباخ الخاص التي لا تحمل المشاعر، ولا تأتي بنكهة العشق والغرام، وللحق كانت شادية طباخة ماهرة بالفعل». ورغم كل هذا الحب إلا أن القصة فشلت أيضا بسبب أن فريد الأطرش رفض سفر شادية معه إلى فرنسا، حينما كان ذاهبا لإجراء بعض الفحوصات الطبية، وتركته يسافر ولكن حين عاد مرة أخري، عرف فريد أن شادية قد تزوجت من أحد أصدقائه، وهو المهندس عزيز فتحى، الذي كان يعمل مهندسًا بالإذاعة المصرية حينها، وكتب عنها فى مذكراته وقال «طرتُ إلى باريس، وأحسستُ فراغًا لا سبيل إلى شغله حتى ولو اجتمع لي عشرون صديقا، وأفكاري تطير إلى القاهرة، وأتخيلها في البيت أو الاستديو أو بين صاحباتها، وكنت أتحدث إليها مرة كل يومين، ويستبد بي الشوق فأتحدث كل يوم.. كيف إذن أستغنى عنها»، وخرجت أحزانه فى أغنية «حكاية غرامي». سميرة أحمد وقع أيضا فريد فى حب الفنانة سميرة أحمد، ولكن عدم اهتمامه بفكرة الزواج كانت السبب فى انفصاله عنها، فقد حكى الصحفي وجيه ندا في مذكراته وقال «لقد كان الحب عند سميرة أحمد يعني الزواج وهو لم يكن كذلك لدى فريد الأطرش، فهو يريد الحب من أجل الحب وعندما وصل هذا الشعور لسميرة أحمد بدأت تتغيب عن حفلاته فشعر الأطرش بهذا التغيير فبدأ يبحث عن طريقة يستميل بها سميرة، وأرسل لها من بيروت الهدايا، سيارة وملابس وعطور فاخرة ولكن سميرة كانت عند مبدئها رفضت الهدايا الثمينة قائلة: «لا شيء غير الزواج» فهم فريد الاطرش ما تريده سميرة أحمد وتيقن أنها امرأة من نوع خاص فقرر العودة للقاهرة للتحدث معها. عاد فريد للقاهرة في 5 يونيو عام 1967 واتصل به الموسيقار عبد الوهاب وأخبره وهو يحزم حقائبه عائدا للقاهرة أن الحرب نشبت وأن المطارات أغلقت، ولم يستطع فريد الاطرش الحضور للقاهرة لمقابلة حبيبته، وتكررت تجاربه الفاشلة بانفصاله عنها». ليلى الجزائرية ارتبط فريد الأطرش بالراقصة ليلى الجزائرية التي اكتشفها وقدمها فى عدد من أفلامه منها «عايزة أتجوز» مع نور الهدى عام 1952 و«لحن حبي» مع صباح عام 1953، وحاول أن يعوض بها غياب سامية جمال نظرا للشبه الكبير بينهما، حسبما قالت فى حوار صحفي لها، ولفتت إلى أنه عرض عليها الزواج العرفي، ولكنها رفضت هذا وتزوجت من لاعب كرة القدم المغربي عبد الرحمان بلمحجوب. ناريمان أما قصة زواجه الملكي من «ناريمان» التى تزوجت من الملك فاروق، فيحكي عنها الكاتب عبد النور خليل في مقال بعنوان «غرام الملكة والفنان.. فريد وناريمان»، أن الصحف تناقلت أخبار الزواج المرتقب من الملكة السابقة والفنان فريد الأطرش، ولكن والدة «ناريمان» كانت ترفض هذا الأمر بشدة، ووجهت إهانة لفريد الأطرش وطالبته بمعرفة قدر نفسه ومراعاة الفوارق الاجتماعية، وحاول «فريد» الرد عليها محاولا توضيح أصله وقال: «إننى أمير من نسل أمراء الدروز.. أبا عن جد.. بينما ناريمان لم تحصل على صفة الملكة إلا بعد زواجها من الملك، وها أنا أضع كل حسبي ونسبي وثروتى كلها أمامها»، ولكن على الرغم من هذا خافت نريمان من والدتها ورفضت الزواج من «ملك العود» وأصيب «فريد» بنوبة قلبية، ألزمته الفراش وهددت حياته بالموت، وظهرت هذه القصة في فيلم يحمل اسم «قصة حبي». سلوى القدسي قبل وفاته كان قلبه مازال يحلم بالحب وينبض به، وتعلق بالسيدة سلوى القدسي التي كانت تصغره بأكثر من 30 عاما، وكانت أمًا لطفل يُدعى طارق القدسي، وخطبها، وكان يحبها كثيرا حتى أنه كان يتمنى من الله أن يمد في عمره ليكون لها الزوج لأنها الإنسانة التي أحبها من أعماقه، حسبما قال وجيه ندا، ولكن الموت كان مفرقا لحلم حاول البلبل الحزين البحث عنه طويلا وهو الحياة الزوجية والاستقرار.