رغم تعدد علاقات محمود المليجي وزيجاته، فإنه منذ ارتباطه الأول بعلوية جميل لم يفارقها حتى رحل، بل كانت بمثابة العون والسند له، خاصة أنها تكبره في السن. بينما الفنان محمود المليجي، المولود في 22 ديسمبر 1910، يخطو خطواته الأولى نحو طريق النجومية، من خلال فرقة رمسيس المسرحية، لصاحبها ونجمها الأول يوسف وهبي، والذي اقتنع بموهبته وأشركه في كل عروض الفرقة، ثم إشراكه في عدد من الأفلام السينمائية منها "وداد، الحب المورستاني، ساعة التنفيذ"، وإذا بوالده يتوفى، وتدخل الأسرة في ضائقة مالية شديدة خاصة أن دخل الابن من الفن بالكاد يكفيه، وما هي إلا فترة قليلة حتى توفيت الأم السند والعون الأول، فأصيب بصدمة شديدة. كان محمود المليجي آنذاك، مع فرقة رمسيس برأس البر لتقديم أحد العروض، وأتاه خبر الوفاة، كان عليه أن يعود إلى القاهرة ليقوم بدفنها ويقيم مأتمها وفي نفس الوقت لا يملك ثمن تذكرة العودة ولا مصاريف المأتم، هنا تظهر زميلته في الفرقة، لبنانية الأصل، علوية جميل، والتي غابت عنه لمدة ساعة بعدما رأته يبكي، ذهبت كان محمود المليجي آنذاك، مع فرقة رمسيس برأس البر لتقديم أحد العروض، وأتاه خبر الوفاة، كان عليه أن يعود إلى القاهرة ليقوم بدفنها ويقيم مأتمها وفي نفس الوقت لا يملك ثمن تذكرة العودة ولا مصاريف المأتم، هنا تظهر زميلته في الفرقة، لبنانية الأصل، علوية جميل، والتي غابت عنه لمدة ساعة بعدما رأته يبكي، ذهبت فيها لبيع مجموعة أساورها الذهبية، وأحضرت له 20 جنيهًا وطلبت منه ألا يُخبر أحدًا، حتى يسافر ويدفن والدته. كان لهذا الموقف تأثير هائل في قلب المليجي تجاه علوية (اسمها الحقيقي إليا صابات خليل مجدلاني)، والتي كانت قد سبقته بزيجة أولى عام 1923، أنجبت منها 3 أبناء هم "إيزيس، جمال، مرسي"، إلا أنه بدأ يتعلق بها خاصة أنه أصبح وحيدًا بعد رحيل الأب والأم وشقيقته الوحيدة من قبلهما، فعرض عليها الزواج على الرغم من أن العديد من المصادر أكدت أنها كانت تكبره بسنوات عديدة (رغم أن ميلادها كان في 15 ديسمبر 1910) أي في نفس سنة ميلاده، وافقت علوية على الفور، وكان ذلك في عام 1939. بعد الزواج انطلق المليجي فنيا وتعددت أفلامه السينمائية وأصبح قاسمًا مشتركًا في معظم أفلام السينما المصرية طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات، وظل محبا لزوجته علوية جميل، والتي شهدت تلك الفترة أيضًا تقديمها للعديد من الأدوار، وتميزت بأدوار الشر والتسلط والقوة، حتى أُطلق عليها لقب "حماة السينما المصرية"، وظل زواجهما مضرب المثل في الوسط الفني في الهدوء والاستمرارية، رغم أنهما لم ينجبا وكان المليجي السبب في ذلك، وزاد ذلك تقديره لها ولجميلها ومساندته في فترة صعبة من حياته. ظل المليجي مع علوية حتى وافته المنية، رغم زواجه من غيرها، ففي أواخر الخمسينيات، وعندما أصيبت علوية بمرض القلب وقلّت مشاركاتها السينمائية حتى اعتزلت بداية الستينيات، تزوج المليجي من الممثلة درية أحمد (والدة سهير رمزي) زميلته بفرقة إسماعيل ياسين المسرحية، وعندما علمت علوية بهذا الزواج اعترضت بشدة، ولكن المفارقة أن غضبها ليس لأنه تزوج عليها، لكنها شعرت أن هذه الشابة ليست هي التي تصلح زوجة أخرى للمليجي، فطلبت منه أن يطلقها، ورغم أنه لم يمر على زواجه منها سوى أيام قليلة فإنه استجاب لطلب علوية، وبمجرد أن قابل زوجته الجديدة قال لها: "علوية مش موافقة على زواجنا.. إنتي طالق"، وفعل ذلك أمام زملائهما بالفرقة حتى تعلم علوية أنه فعل. ولم تكن هذه الزيجة الوحيدة في حياة محمود المليجي على زوجته علوية جميل، حيث تزوج أيضًا من الفنانة سناء يونس التي تعرف عليها في أثناء تصوير مسلسل "ظلال السنين"، ثم تطورت علاقتهما وتزوجا في أثناء مشاركتهما معًا في مسرحية "عيب يا آنسة" التي كانا يقدمانها على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وذلك عام 1974، وكانت سناء وقتها شابة في بداية مشوارها الفني، واستمر زواجهما سرًّا حتى توفي المليجي، ووافقت على ارتباطها بلقب ''العانس'' حتى وفاتها، حفاظًا على مشاعر علوية جميل زوجة المليجي الأولى. الكاتبة سناء البيسي، أكدت أيضًا أن المليجي دأب على الارتباط بأخريات، ومن ذلك أنه وقع في حب الفنانة لولا صدقي، ولكنه الحب الذي لم يكتمل لأنه لم يمتلك وقتها الشجاعة الكافية للارتباط سرا بها، وتكررت التجربة أكثر من مرة، وفي كل مرة تنتهي نفس النهاية بفشل العلاقة، أو بالطلاق الفوري بعد علم علوية، كما حدث أيضًا في زيجته بالفنانة فوزية الأنصاري. ابن شقيق المليجي، إيهاب المليجي، قال عن علاقة عمه وعلوية: "كان عمي محمود يعتبر علوية زي والدته، وكانت أكبر منه وشخصيتها أقوى منه بكتير، ينصاع لجميع أوامرها وطلباتها خاصة بعد اكتشافه كما أخبره الأطباء بعد فترة من الزواج بأنه لا يستطيع الإنجاب، وكان كل دخله يحطه عند علوية وهي تشيل الفلوس في البيت، وكانت علوية ترفض زيارة أي واحد له في البيت فكان يقابل أصحابه في القهوة أو على الكازينو". وفي 6 يونيو 1983، تُوفي محمود المليجي إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة في أثناء قيامه بدور في فيلم "أيوب"، حيث جلس مع عمر الشريف لاحتساء القهوة، ليبدأ المشهد الأخير من حياته موجهًا كلامه للشريف: "يا أخي الحياة دي غريبة جدا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر" ثم مال للأمام، فبدأ الحاضرون في الضحك ظنا منهم أنه يمثل حتى قاطعه الشريف، وقال: "كفاية يا محمود" ليكتشف الجميع وفاته ويصابوا بالذهول، لتلحق به علوية جميل هي الأخرى في 16 أغسطس 1994، ويغيب عن تشييع جثمانها كل الفنانين.