أثار تصريحات ترامب بشأن اعتماده على الديمقراطيين في تمويل الجدار العازل على الحدود مع المكسيك، حالة من الإحباط الشديد لدى الحزب الجمهوري في الكونجرس. لا تزال روابط التنسيق مُقطعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء حزبه الجمهوري في العديد من الملفات والقضايا التي يجب البت فيها على وجه الخصوص خلال الفترة المقبلة، والتي تُحدد بشكل رئيسي الاستراتيجية السياسية للإدارة الأمريكية. وتظل العديد من الملفات مفتقدة لهذا التنسيق بين الجانبين، خاصة بعد أن أعاد الرئيس الأمريكي إحياء الحديث عن ملف بناء الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك مجددًا، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يُصدر العديد من المتاعب في المستقبل القريب. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن خطوة الرئيس ترامب العاجلة لبناء جدار ضخم على الحدود مع المكسيك قد أدت إلى خلق سيناريو مُظلم للجمهوريين في الكونجرس، في الوقت الذي يتسابقون فيه لتفادي خسارة العديد من الحقائق داخل الحكومة الفيدرالية بنهاية الأسبوع القادم. ترامب يصطدم بالجمهوريين في قضية التحرش الجنسي وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن خطوة الرئيس ترامب العاجلة لبناء جدار ضخم على الحدود مع المكسيك قد أدت إلى خلق سيناريو مُظلم للجمهوريين في الكونجرس، في الوقت الذي يتسابقون فيه لتفادي خسارة العديد من الحقائق داخل الحكومة الفيدرالية بنهاية الأسبوع القادم. ترامب يصطدم بالجمهوريين في قضية التحرش الجنسي ضد كافانوه وبعد يوم من إعلان ترامب أنه سيفخر بالسماح للعديد من الوكالات الحكومية بالتمويل إذا لم يحصل على الأموال التي يريدها لبناء الجدار، فإن الجمهوريين في الكونجرس لم يبدوا شهية تُذكر للانضمام إلى قضيته. وأعرب البعض عن عدم موافقتهم على استراتيجية ترامب، في حين تجاهل آخرون تعليقاته، ليأكدوا بذلك أن هناك خلافا جديدا بين الرئيس وحزبه في الكونجرس. ومن جانبه، قال جون كورنين عضو الكونجرس عن ولاية تكساس: "أنا لا أفهم الإستراتيجية، لكن ربما تتضح بعض التفاصيل في الوقت المناسب". ويعكس الاختلاف بين ترامب وحزبه عدم الاتفاق في الأولويات بين الطرفين على مدى عامين من فرض الجمهوريين لقبضتهم على الحكومة الفيدرالية. وفي حين أن ترامب جعل الجدار مسألة مُميزة في حملته لعام 2016، أظهر قادة الحزب الجمهوري في الكونجرس حماسة أقل تجاه هذ المشروع. الجمهوريون يحذرون من انهيار شعبية الحزب بسبب سياسات ترامب ويأتي هذا الانقسام بعد أسابيع من الانتخابات النصفية الصعبة، والتي فاز فيها الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب، وهو ما قد يعني مزيدا من الصراعات لتأمين عملية تمويل الجدار في العام الجديد. وقال جون ثون، السيناتور الجمهوري، إنه لا يوجد سيناريو يؤدي للفخر بخسارة الحزب للحكومة، مؤكدًا أن الأمر لن يكون جيدًا. وأضاف: "الرئيس لديه أسلوبه وطريقته في التفاوض.. غير أن الأمور لن تسير على نحو سلس خلال الفترة المقبلة في التفاوض على ملف الجدار". وواجه الجمهوريون أزمة كبيرة مع ترامب بعد أن أعلن خلال لقائه زعماء الأقلية في مجلس الشيوخ والكونجرس، أنه سيكون "فخورًا بإنهاء عمل الحكومة من أجل أمن الحدود"، في إشارة إلى عزمه استقطاب تأييد الديمقراطيين. وحسب الصحيفة الأمريكية، تسببت تصريحات ترامب التي بثها التلفزيون في محادثات مشتعلة بين الجمهوريين، والذين لم يعد لديهم القدرة الكافية على مواجهة الديمقراطيين في ملف إنهاء العمل بشكل جزئي لبعض المناصب الحكومية التي كانت للجمهوريين. ترامب: الشعب الأمريكي سيثور في حال عزلي من منصبي وقال السيناتور الجمهوري موري كابيتور: "نحن على المحك.. وأنا أشعر بالإحباط الشديد إزاء تصريحات الرئيس". وأضاف: "أعتقد أنه يريد التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين بشأن الجدار، وأعتقد أنه سوف يدرك فيما بعد أن إغلاق الحكومة لن يُكسبه شيئًا فعليًا في موقفه". في أعقاب اجتماع المكتب البيضاوي، يوم الثلاثاء، بين ترامب ورئيسة الأقلية نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر، وجد الجمهوريون أنفسهم لا يقدرون على إنجاز المهمة التي أوكلها ترامب لهم، خاصة أن الجمهوريين يحاولون اقتطاع ميزانية بمقدار 5 مليارات دولار لبناء جداره الحدودي خلال عام 2019، في حين يرى الديمقراطيون أن 1.3 مليار دولار هي إجمالي الميزانية التي أبدوا استعدادهم لإنفاقها على تلك العملية.