اتفاقية جديدة بين الهيئة العامة للاستعلامات، ومدينة الإنتاج الإعلامي، لإحياء تراث الهيئة، تقوم بمقتضاها المدينة بتحويل تراث جريدة مصر السينمائية إلى النظام الرقمي. في محاولة لترميم وإحياء التراث الوثائقي لدى الهيئة العامة للاستعلامات، وقع الدكتور أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، والكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة، اتفاقية تقوم بمقتضاها المدينة بترميم وإحياء التراث الوثائقي ل"جريدة مصر السينمائية" الناطقة، وتحويله إلى النظام الرقمي، كما يقوم مركز إحياء وترميم التراث السينمائي بالمدينة، بترميم نحو 2340 مادة وثائقية في أرشيف الهيئة، وتحويل هذه المواد إلى النظام الرقمي بجودة عالية الدقة (4K)، مما يسمح ببث هذه المواد وإذاعتها عبر شبكة الإنترنت والوسائط والتطبيقات الحديثة. ويأتي توقيع الاتفاقية بعد مفاوضات بين الجانبين استغرقت 6 أو 7 أشهر، بهدف حماية التراث المصري المتمثل في أعداد جريدة مصر السينمائية، وتحويل هذه الأعداد إلى النظام الرقمي عالي الدقة الأعلى في العالم في الفترة الحالية، على أن تبدأ معامل مدينة الإنتاج في تنفيذ المشروع بدءًا من يناير المقبل بالتعاون مع خبراء ويأتي توقيع الاتفاقية بعد مفاوضات بين الجانبين استغرقت 6 أو 7 أشهر، بهدف حماية التراث المصري المتمثل في أعداد جريدة مصر السينمائية، وتحويل هذه الأعداد إلى النظام الرقمي عالي الدقة الأعلى في العالم في الفترة الحالية، على أن تبدأ معامل مدينة الإنتاج في تنفيذ المشروع بدءًا من يناير المقبل بالتعاون مع خبراء ألمان سيقومون بنقل الخبرة إلى الفنيين المصريين في هذا المجال، وسيتم تسليم هيئة الاستعلامات الأعداد التي يتم الانتهاء منها أولًا بأول. وتمثل الاتفاقية تعاونًا وثيقًا ورغبة حقيقية من هيئة الاستعلامات ومدينة الإنتاج الإعلامي لترميم التراث الوثائقي لمصر لدى الهيئة، خاصةً أن الهيئة لديها 2340 عددًا من جريدة مصر السينمائية، ويبلغ متوسط مدة العدد الواحد نحو 10 دقائق، ما يعني أن الهيئة بالتعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي ستقوم بإحياء وترميم نحو 550 بكرة أفلام سينمائية تضم الأعداد، و23400 دقيقة من تاريخ مصر السياسي والثقافي والاجتماعي في فترة من أهم الفترات في تاريخ مصر، على أن يستغرق المشروع نحو 18 شهرًا. تاريخ جريدة مصر السينمائية ظهرت الجريدة بشكل غير منتظم، وبدأت في الانتظام عام 1941 ولم يكن اسمها في البداية "مصر السينمائية"، بل كانت تحمل عنوان "آمون"، وكان يصنعها آنذاك محمد بيومي، رائد السينما المصرية الحديثة، الذي ظل يصدر الجريدة المصورة، إلى العام 1925، حيث ظهرت "شركة مصر للتمثيل والسينما"، وأنتجت أشرطة الجريدة، وكانت تقدم في دور العرض قبل الأشرطة السينمائية صامتة، وفي عام 1937 تحولت إلى "جريدة مصر الناطقة"، وفي عام 1954 تغير اسمها إلى "جريدة مصر السينمائية"، وأصبح صدورها منتظمًا. وقد تحول اسمها في العدد رقم 673 في 25 أبريل عام 1960، وتماشيًا مع سياسة التأميم للصناعة في مصر بما فيها صناعة السينما، انتقلت ملكية الجريدة إلى الدولة وتحول الإشراف عليها إلى أحد أجهزة الحكومة المهتمة بالناحية الإعلامية "الهيئة العامة للسينما" من 1963 إلى 1964، ثم إلى التليفزيون العربي من 1964 إلى 1971، ولازمت الجريدة عباءة نشرة الأخبار في وقت لم يكن هناك أي منبر إعلامي آخر غير الإذاعة، وقد تنبأ إلى أهمية ذلك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فأولاها رعايته واستفادت الثورة كثيرًا منها، خاصةً أن التليفزيون لم يكن قد بدأ البث، واستمرت في رسالتها كنشرة أخبار. وفي نوفمبر 1971 انتقلت تبعية الجريدة إلى الهيئة العامة للاستعلامات، وتغير اسمها إلى جريدة مصر السينمائية ابتداءً من العدد رقم 1264 الصادر في 6 سبتمبر 1971 الذي حوى خبر "المتآمرون بالخيانة العظمى لمحكمة الثورة"، هذا إلى جانب إلغاء فكرة عمل أعداد خاصة من حيث التسمية، بأن يكون هناك العديد من الأعداد يحوي جميع فقراتها موضوع واحد مثل رحلات الرئيس للخارج، وعلى سبيل المثال العدد رقم 1270 الصادر في 18 أكتوبر 1971 بعنوان "رحلة الرئيس السادات إلى الكويت، إيران، الاتحاد السوفيتي، يوغسلافيا، سوريا". تناوب الإشراف على الجريدة كل من الهيئة العامة للاستعلامات عام 1971، والتليفزيون من عام 1971 حتى عام 1980، ثم مرة أخرى الهيئة العامة للاستعلامات من 1980 م وحتى الآن (2018) وفي العام 1996 أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني، تخلى الدولة، ممثلة في وزارة الثقافة، عن صناعة السينما، وعن دور العرض، التي كانت الوزارة تملك حتى تاريخه 83% من إجمالي عددها آنذاك، ومع خصخصة السينما، جرى تهميش جريدة مصر السينمائية، ورفعت من برامج دور العرض، وكانت عبئًا على أصحاب هذه الدور. ونظرًا للأرشيف الكبير والقديم للجريدة، فُقد من الوثائق المرئية لجريدة مصر السينمائية بما تحمله من تاريخ حي بالصوت والصورة، الكثير والكثير على مدى سنوات، حتى إن هيئة اليونيسكو أرسلت إلى الهيئة العامة للاستعلامات تعرب عن استعدادها للمساهمة في الحفاظ على نيجاتيف الجريدة، ووافقت الهيئة على استضافة الخبير الجزائري هاشمي زرتال من أرشيف الفيلم الفرنسى، مارس 1996، وقام بدراسة النيجاتيف تمهيدًا لإعداد تقرير فني شامل، إلا أن الخبير لم يعد مرة أخرى، فحملت الهيئة على عاتقها مسؤولية الحفاظ على الأرشيف. وفي مطلع العام 2004، قرر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات طه عبد العليم، أن يُحيي جريدة مصر السينمائية مجددًا، عبر خطة إنقاذ متكاملة، تبدأ بترميم الأشرطة التي تلفت مع تقادم الزمن وسوء طرق الحفظ، ثم إجراء حصر كامل لها للتعرف على ما نقص منها، إلا أنه رحل عن منصبه، ورغم ذلك استكمل المشروع ومولته الهيئة، واستغرق العمل به 9 أشهر، وتم تحويل نحو 50% من النيجاتيف إلى شرائط "ديجيتال بيتا كام"، وبذلك تم إنقاذ الكثير من تراث الجريدة قبل الاندثار الكامل. وفي العام 2017، اهتم رئيس الهيئة السفير صلاح عبد الصادق، بعمل قاعدة بيانات تضم كل الفقرات بالجريدة السينمائية، ووضع بيان بالتلفيات للعمل على ترميمها، وكذلك عمل خطة لتحويل كامل النيجاتيف إلى الصورة الرقمية "ديجيتال"، وتم إنشاء استوديو مونتاج رقمي متضمن معدات تمكن القائمين على الإنتاج من العمل دون الاحتياج إلى التعامل مع شركات القطاع الخاص، ويرأس تحريرها الدكتور عبد الناصر أبو بكر الجوهيني، رمز الجريدة التاريخي، وذلك قبل أن يأتي الدكتور ضياء رشوان، ويعقد اتفاقية إحياء التراث الوثائقي للجريدة بالتعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي.