تعددت الأفلام التي جمعت بين فتى السينما الشقى حسن يوسف والسندريلا سعاد حسني، على مدار 10 أعوام منذ انطلاقتهما معا في أواخر الخمسينيات وحتى نهاية الستينيات في نهاية الخمسينيات، وبينما يسعى الفنان الشاب حسن يوسف، خريج معهد الفنون المسرحية، لأن يتم تعيينه في المسرح القومي، ويساعده على ذلك الفنان الكبير حسين رياض الذي آمن بموهبته، حتى إنه هدد بالاستقالة إذا لم يتم تعيينه، حتى استجابت الإدارة وحددت له 15 جنيهًا راتبًا؛ رشحه الأخير للمشاركة السينمائية الأولى في فيلم "أنا حرة" (1959) مع لبنى عبد العزيز وشكري سرحان، من إخراج صلاح أبو سيف، وعلى جانب آخر، وفي نفس العام أيضًا، كانت السينما على موعد مع ولادة فاتنتها الأولى، السندريلا سعاد حسني، من خلال فيلم "حسن ونعيمة" مع محرم فؤاد، وإخراج هنري بركات. انطلق حسن يوسف (ولد في 10 ديسمير 1934) في مشواره ليشارك في عدة أفلام في العامين التاليين، منها: "هدى، سوق السلاح، الغجرية، نساء وذئاب، في بيتنا رجل"، وتنطلق سعاد حسني هي الأخرى، ولكنها بدأت كبيرة من يومها الأول، فتشارك بطلة في عدة أفلام، منها: "إشاعة حب، البنات والصيف، ثلاثة رجال وامرأة، غراميات امرأة، انطلق حسن يوسف (ولد في 10 ديسمير 1934) في مشواره ليشارك في عدة أفلام في العامين التاليين، منها: "هدى، سوق السلاح، الغجرية، نساء وذئاب، في بيتنا رجل"، وتنطلق سعاد حسني هي الأخرى، ولكنها بدأت كبيرة من يومها الأول، فتشارك بطلة في عدة أفلام، منها: "إشاعة حب، البنات والصيف، ثلاثة رجال وامرأة، غراميات امرأة، مال ونساء، الضوء الخافت، لماذا أعيش؟"، إلى أن يلتقي الثنائي للمرة الأولى، والتي تشهد البطولة الأولى أيضًا لحسن يوسف، في فيلم "مافيش تفاهم" (1961) للمخرج عاطف سالم. انطلقت مسيرة الثنائي الذي صار علامة في السينما المصرية وأفلامهما معا كانت من أفضل الثنائيات السينمائية، أصبح الاثنان بطلين في السينما لهما وزنهما، حسن يوسف طالما لعب دور الفتى الشقي المرح، في العديد من الأعمال، ووقف أمام غالبية نجمات السينما آنذاك، أمثال شادية، وهند رستم، ونادية لطفي، وفاتن حمامة، وعمل مع كبار المخرجين ومنهم فطين عبد الوهاب، وحسام الدين مصطفى، وصلاح أبو سيف، وغيرهم، وكذلك سعاد حسني (ولدت في 26 يناير 1943)، والتي وقفت أمام كل الكبار، عادل إمام، وأحمد زكي، وشكري سرحان، وصلاح ذو الفقار، ومع كبار المخرجين، أمثال نيازي مصطفى، ومحمود ذو الفقار، وحسن الصيفي، وغيرهم. وتعددت الأفلام التي جمعت المرحين حسن يوسف وسعاد حسني، حيث التقيا في "العزاب الثلاثة" (1964) مع عادل مأمون ومديحة سالم وعبد المنعم إبراهيم من إخراج محمود فريد وتأليف محمد أبو يوسف، وفي نفس العام في فيلم "للرجال فقط" مع إيهاب نافع ونادية لطفي من إخراج محمود ذو الفقار، وتأليف محمد أبو يوسف، ثم "الثلاثة يحبونها" (1965) مع ناهد شريف ويوسف شعبان ويوسف فخر الدين من إخراج محمود ذو الفقار وتأليف أمين يوسف غراب، ثم "شقة الطلبة" (1967) مع أحمد رمزي ومحمد عوض ونجوى فؤاد من إخراج طلبة رضوان وتأليف أبو السعود الإبياري. في عام 1967 أيضًا، جمع الثنائي حسن يوسف وسعاد حسني، فيلم "اللقاء الثاني" مع أحمد مظهر وزهرة العلا من إخراج حسن الصيفي وتأليف يوسف السباعي، وفي العام التالي فيلم "نار الحب" للمخرج فاروق عجرمة وتأليف رضا مسر والدكتور مصطفى محمود، وفيلم "حكاية 3 بنات" مع شمس البارودي ومحمد رضا من إخراج عبد الفتاح مدبولي وتأليف السيد بدير، وفيلم "الزواج على الطريقة الحديثة" مع ثلاثي أضواء المسرح (الضيف أحمد، سمير غانم، جورج سيدهم) للمخرج أحمد عيسى، وتأليف صلاح كريم، ثم فيلم "فتاة الاستعراض" (1969) مع عادل إمام وعبد المنعم مدبولي من إخراج محمود ذو الفقار وتأليف محمد أبو يوسف، وأخيرًا فيلم "شيء من العذاب" (1969) مع يحيى شاهين للمخرج صلاح أبو سيف وتأليف أحمد رجب. وبالإضافة للأعمال السينمائية، جمعت بين الثنائي صداقة كبيرة، يقول عنها حسن يوسف: "سعاد حسني وجه لم تأت به الشاشة من قبل، كان بإمكانها إتقان أي دور سواء كوميديا أو تراجيديا، عبقرية تمثيل وعندها حضور مرعب على الشاشة، ولكنها عاشت وماتت (غلبانة) ولم تأخذ حقها، وجمعتنا أعمال كثيرة نشأت بيننا خلالها علاقة صداقة وكانت تعتبرني أخًا لها وتقول لي: أنت الوحيد اللي ماعكستنيش، وأقول لها: إنتي خايبة وصعبانة عليا، لأنها كانت على نياتها وإذا أخطأ فيها شخص لا ترد، حتى إن أحد المنتجين طردها لتأخرها عن التصوير، وعندما أبلغوها بأوردر اليوم التالي حضرت لإحساسها بالالتزام، وكانت متواضعة وخلوقة، كما كانت لا تلمع إلا عندما يبدأ التصوير وأول ما ينطفئ النور تنطفئ، كثيرًا ما تدخلت في حل مشكلاتها الزوجية مع زوجيها علي بدرخان وصلاح كريم، (كانوا دائمًا يقولون سعاد وحسن تلميذ وتلميذة قاعدين على تختة واحدة)، لأننا كنا إخوة". وعن اللقاء الأخير بينهما، يقول: "انقطع التواصل بيننا حتى رأيتها للمرة الأخيرة في لندن قبل وفاتها بسنوات، كان ابني محمود مسافر إلى لندن للدراسة، فسافرت معه حتى أرتب له الإقامة في فندق مصري كان مديره صديقي، ووصلنا الفندق قبل المغرب بقليل، وفوجئت في أثناء وقوفي بالريسيبشن بسيدة ممتلئة تجلس على كنبة، وتقول لي: إزيك يا حسن، ولم أعرفها وتعجبت من أنها تعرفني وتناديني دون ألقاب، فإذا بها تقول لى: مش عارفني يا حسن أنا سعاد حسني، وشعرت بأن دش مياه بارد سقط فوق رأسي فأخذتها بالحضن واعتذرت لها بأن هذا تأثير الصيام والسفر حتى أخفى الحرج، وشعرت بأنني أخطأت خطأ كبيرًا لأنني لم أعرفها، بسبب تغير شكلها وهيئتها، وكانت وقتها مصابة بالعصب السابع وترتدي ملابس بسيطة". وردا على سؤال "من قتل سعاد حسني؟"، يقول حسن يوسف: "أقولها بكل صراحة، الوسط الفني كله أجرم في حق السندريلا، والله يرحمها ماجاش زيّها لا قبلها ولا بعدها، كل المنتجين اللي كسبوا منها دهب وبنوا عمارات عندما كبُرت وعدت الخمسين عامًا حطوها في سلة المهملات، عكس ما يحدث مع نجوم هوليوود خارج مصر في أمريكا، وكأنها لم تكن صاحبة موهبة، حتى المؤلفون والمخرجون ابتعدوا عنها رغم أنها كانت سببًا في شهرتهم". وحول ما تردد عن انتحار السندريلا، يقول حسن يوسف: "بعدما عدت إلى مصر وأخبرت زوجتي شمس بما حدث صممت على أن تسافر معي المرة التالية، وقالت مش هرجع إلا ومعايا سعاد، وبحثنا عنها في كل مكان بلندن وسألنا المستشار الثقافي للسفارة، فأكد أن تليفوناتها لا ترد وفشلت كل محاولات العثور عليها، وعدنا إلى مصر ولم نعرف عنها شيئًا حتى عرفنا بموتها، ولو كنت سمعت بانتحار سعاد خلال الفترة التي رأيتها فيها في لندن كنت سأصدق، ولكن بعد هذه الواقعة سمعنا أنها شفيت وأنقصت وزنها وكانت تستعد للعودة للأضواء، فكيف لمن تقبل على الحياة وتستعد للعودة أن تنتحر وتهرب من الحياة؟ وعمومًا هذا أمر يعلمه الله". ولا يزال لغز رحيل السندريلا لم تُكشف تفاصيله بعد، رحلت عن عالمنا في 21 يونيو 2001، إلا أنها تركت إرثًا فنيا كبيرًا جعلها في مقدمة أهم نجمات مصر على مدار تاريخها الفني، وكذلك حسن يوسف تشهد العديد من الأعمال على موهبته، وكان لسنوات طويلة فتى مرحا يعشقه الجميع وينتظر أعماله.