يمكن للتوترات الحادة بين روسيا وحلف الناتو في بحر البلطيق وفي مضيق "كيرتش" أن تطغى على التطورات اليومية في منطقة أكثر سخونة وهي القطب الشمالي. شهدت السنوات القليلة الماضية صراعات مستمرة وساخنة بين روسيا وحلف شمال الأطلنطي "الناتو"، ما أعاد ذكريات الحرب الباردة إلى الأذهان مرة أخرى، آخرها التوترات بين موسكو وكييف عند مضيق "كيرتش" بين البحر الأسود وبحر "آزوف"، هذه التوترات شغلت أذهان الجميع عن معركة أكثر سخونة بين روسيا والغرب في القطب الشمالي، حيث تريد روسيا تعزيز وجودها هناك، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال قبل عدة سنوات "على مدى عقود، تبنت روسيا، وعززت وجودها في القطب الشمالي، وهدفنا ليس فقط الحفاظ عليه، ولكن تعزيزه نوعيا". وأكدت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تصريحات بوتين، حيث أشارت إلى أن روسيا عززت بشكل كبير وجودها في القطب الشمالي في السنوات الأخيرة. حيث هناك أربعون كاسحة ثلوج روسية تعمل في القطب الشمالي، تدعمها ست قواعد عسكرية روسية مجهزة بالعديد من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "إس 400". وفي الآونة وأكدت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تصريحات بوتين، حيث أشارت إلى أن روسيا عززت بشكل كبير وجودها في القطب الشمالي في السنوات الأخيرة. حيث هناك أربعون كاسحة ثلوج روسية تعمل في القطب الشمالي، تدعمها ست قواعد عسكرية روسية مجهزة بالعديد من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "إس 400". وفي الآونة الأخيرة، تعهدت وزارة الدفاع الروسية بالاستثمار في دعم وجودها في القطب الشمالي من خلال مجموعات جديدة من الأسلحة والزلاجات الثلجية العسكرية، الخاصة بالمشاة في القطب الشمالي. ويجري تطوير الزلاجات الثلجية، في "تتارستان" من قبل شركة الصناعات الدفاعية "كوم"، والتي قال مديرها فاسيلي مانكوفسكي "لقد قمنا بإنشاء مجموعة نموذجية من وحدتين، نأمل في البدء في الإنتاج بشكل أوسع العام المقبل". مباراة شطرنج بين روسيا والناتو في القطب الشمالي ومن المقرر أن ينتج نوعين مختلفين من الزلاجات الثلجية، الأول عبارة عن مركبة خفيفة تقليدية مصممة لتحمل أقل درجات حرارة في المناطق الشمالية من القطب الشمالي، والأخرى عربة ثلجية برمائية، أي أنها تقوم بجميع وظائف الزلاجات العادية، ولكن يمكن تحويلها أيضا إلى زورق خفيف. في حين أن المشروع بأكمله يكلف 250 مليون روبل أو 4.2 مليون دولار، فإن تكاليف الإنتاج النهائية لن يتم الكشف عنها حتى يتم الانتهاء من تدوير الزلاجات، كما أنه غير معروف أيضا فرق السعر بين عربة الثلج العادية والأخرى البرمائية. وأشارت المجلة إلى أن شركة تصنيع الأسلحة الروسية "كلاشنيكوف" كشفت هذا الشهر عن "مجموعات معدات الحرب في القطب الشمالي" للجنود المنتشرين في ظروف درجات الحرارة المنخفضة والرياح الشديدة. وتتكون الدفعة الأولى من 200 وحدة، وتضم بدلة الثلوج "نانوك"، وحقيبة النوم، و"حاوية النقل" للأدوية والمواد الغذائية، وحصص الطعام، وأربعين قطعة أخرى لم يتم الكشف عنها حتى الآن، وعرضت المجموعة في معرض الدفاع الروسي "الجيش 2018". ووفقا لشركة "كلاشينكوف"، "تم اختبار جميع ميزات هذه المعدات من قبل خبراء الشركة، وجنود من وزارة الدفاع الروسية في مارس 2018، في مهمة في القطب الشمالي على شبه جزيرة "يامال" وشبه جزيرة "تايمير"، وبلغت درجات الحرارة أثناء الاختبار -47 درجة مئوية، وسرعة الرياح 25 مترا في الثانية، ومستويات الرطوبة 100%". كما تم اختبار القمر الصناعي "جلوناس" في روسيا خلال الحملة، وهو تطور بارز في أعقاب التقارير الأخيرة بأن روسيا تقوم بتطوير قدرات موثوقة لتدعيم إشارات ال"جبي بي إي" في القطب الشمالي. وترى "ناشيونال إنترست" أنه على الرغم من عدم وجود تطور بارز في مجموعة "كلاشنيكوف"، إلا أن دمجها في حزمة إنتاج ضخمة يمكن أن يقلل من التكاليف طويلة الأجل لتجهيز الجنود الروس، حيث تلتزم روسيا بوجود عسكري أكبر في القطب الشمالي. روسيا تستعين بأحد أسلحة الحرب الباردة لحماية القطب الشمالي وبالنظر إلى زلاجات الثلج الجديدة و"مجموعات معدات الحرب في القطب الشمالي" كل على حدة، لن تكون ذات قيمة كبيرة، لكنها تضيف إلى ما يصفه اللواء فلاديمير دفوركين بأنه "زحف عسكري في القطب الشمالي". وأضاف دفوركين أنه "لا يزال من الإنصاف الحديث عن القطب الشمالي كمنطقة سلمية، حيث شهدت المنطقة، على خلاف أي مكان آخر، تعاون غير مسبوق بين البلدان على أساس الشراكة السلمية، لكن استمرار التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب للأسف يترك بصماته على القطب الشمالي، مما يضع الأساس لاستمرار عسكرة المنطقة".