انتهت الانتخابات المحلية في تايوان بهزيمة كبيرة للحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في البلاد، وهو ما يراه البعض انتصارا هائلا للصين، وخسارة للولايات المتحدة. تمثل الانتخابات نقطة محورية في مستقبل البلد الذي تجرى فيها، إلا أنها أحيانا ما تمثل أهمية إقليمية ودولية، وهو ما حدث في تايوان، حيث تبعت هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في الانتخابات المحلية، عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي وسياسات القوة العظمى، حيث حقق حزب الكومينتانج الحاكم السابق المؤيد لإقامة علاقات ودية مع بكين، انتصارا هائلا في هذه الانتخابات، وهو ما يزيد من احتمالية الانتصار في الانتخابات الرئاسية 2020، ما سيكون له آثار كبيرة على العلاقات بين تايوانوالصين من جانب والعلاقات الصينيةالأمريكية من جانب آخر. شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أشارت إلى أن الحزب التقدمي الديمقراطي كان يسيطر على 13 مدينة من إجمالي 22 في تايوان قبل الانتخابات، والآن يسيطر على 6 مدن فقط، الأهم من ذلك، أنه الحزب خسر مدينتي "كاوشيونج" و"تايتشونج"، ثاني وثالث أكبر مدن تايوان، وتسببت الهزيمة الثقيلة، في استقالة رئيسة البلاد تساي إنج ون، شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أشارت إلى أن الحزب التقدمي الديمقراطي كان يسيطر على 13 مدينة من إجمالي 22 في تايوان قبل الانتخابات، والآن يسيطر على 6 مدن فقط، الأهم من ذلك، أنه الحزب خسر مدينتي "كاوشيونج" و"تايتشونج"، ثاني وثالث أكبر مدن تايوان، وتسببت الهزيمة الثقيلة، في استقالة رئيسة البلاد تساي إنج ون، من منصب رئيس الحزب. وتكشف هزيمة الحزب التقدمي الديمقراطي عن استياء بالغ من سياسات الحزب الحاكم، ومن الأسباب الرئيسية لهذا الاستياء حالة عدم الاستقرار في مضيق تايوان. فمنذ أن أصبحت تايوان دولة ديمقراطية في أوائل التسعينيات، أصبحت العلاقات بين بكين وتايبيه أكثر توترًا بسبب تأكيد تايوان المتزايد على هويتها الخاصة، والتي تتناقض مع مبدأ الصين الذي مفاده أن هناك صين واحدة فقط وأن تايوان جزء من الصين. وأدَت عودة ظهور التوترات والصراعات مع بكين إلى تقويض شرعية حكم تساي، ففي الوقت الذي يؤكد فيه شعب تايوان بشدة هوية الجزيرة المنفصلة عن الصين، إلا أنه يهتم بالاستقرار والسلام في مضيق تايوان، وقبل الانتخابات، أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة تأييد تساي انخفضت دون 30%. ترامب يستفز الصين ويعقد صفقة عسكرية مع تايوان وترى الشبكة الأمريكية، أن هزيمة الحزب الحاكم في الانتخابات المحلية، ستتسبب في كبح سعيه إلى تحقيق الاستقلال القانوني لتايوان، ومن المرجح أن يظهر الحزب الديمقراطي التقدمي خلال حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2020، موقفًا معتدلا بشأن العلاقات مع الصين. انتصار لبكين ودفعت الهزيمة الهائلة التي تعرض لها الحزب الديمقراطي التقدمي، العديد من الخبراء التايوانيين، إلى الاعتقاد بأنه سيكون من الصعب جدا على الحزب الفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، سواء بترشح "تساي" لفترة أخرى، أو باختيار مرشح آخر. وإذا عاد حزب "الكومينتانج" إلى السلطة مرة أخرى، فسوف يمثل هذا فوزا كبيرا لبكين، وسيكون له آثار واضحة على الاستقرار الإقليمي، حيث يعد مضيق تايوان أحد أخطر المناطق الساخنة في شرق آسيا، ومن شأن إعادة الاستقرار في العلاقات بين الصينوتايوان، أن يؤدي إلى تخفيف حدة الصراعات العسكرية، وبالتالي إزالة التحدي الأمني الأكبر للصين في المنطقة. تايوان واتهامات ترامب تُصعّدان حدة التوتر العسكري بين أمريكاوالصين كما أن احتمالية فوز حزب "الكومينتانج" في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، قد تحفز بكين أيضًا على إعادة إحياء رؤيتها من أجل "إعادة التوحيد السلمي" مع تايوان. نكسة لواشنطن وترى "سي إن إن" أن هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي في الانتخابات المحلية، والهزيمة المحتملة في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، تنطوي أيضا على نكسات استراتيجية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تبنت سياسة جديدة تجاه الصين. ففي حين اعتمدت الحكومات الأمريكية المتعاقبة منذ السبعينيات سياسة "صين واحدة"، ظلت إدارة ترامب تشدد علاقاتها الدبلوماسية والأمنية مع تايوان، حيث كان موقف الحزب الديمقراطي التقدمي المناهض للصين يخلق توافقا مثاليا مع سياسة واشنطن تجاه بكين. لماذا العلاقات الأمريكية مع تايوان مهمة في صراعها مع الصين؟ وقد يتسبب فوز حزب "الكومينتانج" المحتمل في انتخابات عام 2020، في تقويض سياسة واشنطن تجاه الصين. ورغم أن العديد من حكومات "الكومينتانج" كانت لها علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة في الماضي، إلا أن نهج الحزب تجاه الصين، سيجعله أقل استعدادا للعمل مع الولاياتالمتحدة لاحتواء الصين.