مرض والد الفنانة خيرية أحمد قادها إلى أن تطرق باب الفن صدفة وهي تبحث عن مهنة لكسب العيش، وسرعان ما لحقت بها شقيقتها الصغرى سميرة أحمد صاحبة التاريخ السينمائي الكبير. ثلاث شقيقات نشأن في أسرة من الطبقة المتوسطة، لأب يُدعى "أحمد إبراهيم خضر"، يعمل خطاطًا بمحكمة استئناف في محافظة أسيوط، ولكن القدر كان على موعد مع حادث غيّر مجرى حياتهن وحياة أشقائهن الصبية الأربعة الأصغر سنًا، حيث أصابت المياه البيضاء عين رب الأسرة فأقعدته عن عمله، فقررت الفتيات الثلاث أن يتحملن المسئولية كاملة، وقررن في أربعينيات القرن الماضي، الزحف نحو العاصمة بحثًا عن مصدر للرزق، لا سيما وأن عملهن في صعيد مصر آنذاك كان مُحاطا بالصعاب، وفي القاهرة شاء القدر لهن ما لم يكن في الحسبان. الشقيقة الكبرى تُدعى "نوال"، وعملت في محلات صيدناوي، التالية لها تُدعى "سمية" وتوجهت إلى مكتب ريجيسير للبحث عن فرصة عمل ككومبارس مقابل خمسين قرشًا في اليوم، والثالثة تُدعى "سميرة" وتكاتفت مع سابقتها وأصبحتا وجهًا مألوفًا لدى مكاتب الريجيسيرات. سرعان ما تحولت "سمية" إلى خيرية أحمد (15 أبريل 1937)، وبدأ الشقيقة الكبرى تُدعى "نوال"، وعملت في محلات صيدناوي، التالية لها تُدعى "سمية" وتوجهت إلى مكتب ريجيسير للبحث عن فرصة عمل ككومبارس مقابل خمسين قرشًا في اليوم، والثالثة تُدعى "سميرة" وتكاتفت مع سابقتها وأصبحتا وجهًا مألوفًا لدى مكاتب الريجيسيرات. سرعان ما تحولت "سمية" إلى خيرية أحمد (15 أبريل 1937)، وبدأ يختارها المخرجون لتقوم بأداء الأدوار الصغيرة، ثم قدّمت برنامج "ساعة لقلبك" مع فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، وتزوجت من مؤلفه الساخر يوسف عوف (29 يناير 1928 - 28 أبريل 1999)، وانضمت إلى فرقة البرنامج المسرحية، ومنها إلى فرقة المسرح الحر، وقدّمت معها عدة أعمال، ومنها: "لعبة البيت، الرضا السامي، عبد السلام أفندي، خايف أتجوز". وفي النصف الثاني من الخمسينيات انضمت خيرية أحمد إلى فرقة إسماعيل ياسين (15 سبتمبر 1912 - 24 مايو 1972)، وقدّمت أعمالا منها: "الرجالة كده، الكورة مع بلبل، جوزي كداب"، كما شاركت في عدة فرق مسرحية أخرى، وهي "المسرح الكوميدي، المتحدين، الكوميدي المصرية، الريحاني، أمين الهنيدي، عمر الخيام، المدبوليزم، المسرح الحديث، مسرح الجيب". وعلى الرغم من أن خيرية أحمد دخلت عالم الفن قبل شقيقتها سميرة أحمد (15 نوفمبر 1938)، وكانت سببًا في دخول الأخيرة المجال، إلا أنها لم تقم بأدوار البطولة المطلقة، وعاشت معظم حياتها في الظل، بعكس شقيقتها الصغرى تمامًا. تقول سميرة أحمد عن بدايتها في حوار لها نوفمبر 2017، مع برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" عبر فضائية CBC: "خيرية هي اللي شجعتني إني ابتدي أمثل وأخوض التجربة، الحقيقة هي كانت واقفة جمبي وكانت بتحاول تكبّرني، كنت بخاف جدًا في أول ما ابتديت أمثل، لكن هي كانت بتساعدني جدًا". وبدأت سميرة مشوارها بأدوار صغيرة في أفلام عديدة، ومنها: "أنا بنت ناس، حبيب الروح، فايق ورايق، ابن النيل، الزهور الفاتنة، في الهوا سوا، الدنيا حلوة"، إلا أنها سرعان ما انطلقت لأدوار البطولة، وتركزت عليها الأضواء والشهرة، حيث كانت تُقدّم ما يقرب من 5 أفلام في العام الواحد. وعلى مدى نصف قرن، قدّمت سميرة أحمد ما يقرب من 82 فيلمًا سينمائيًا، ومن أشهرها: "الشيماء، الخرساء، العمياء، عالم عيال عيال، إسماعيل يس في الجيش، البنات والصيف، أم العروسة، هارب من الأيام، السيرك"، واختتمت مشوارها السينمائي بفيلم "امرأة مطلقة" (1986)، وتم اختيار 6 أفلام اشتركت فيها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما، وهي "ريا وسكينة، صراع الأبطال، أم العروسة، الجبل، قنديل أم هاشم، ليل وقضبان". اتجهت سميرة أحمد فيما بعد للدراما التليفزيونية، وقدّمت عدة أعمال أهمها، "امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، غدًا تتفتح الزهور، ضد التيار، يا ورد مين يشتريك"، ويعتبر آخر أعمالها كان مسلسل "ماما في القسم" الذي قدّمته عام 2010 مع النجم محمود ياسين، وبالإضافة إلى التمثيل، أنتجت سميرة أحمد عدة أعمال فنية، من أهما فيلم "البريء" لأحمد زكي. وعلى الرغم من أن الشقيقتين خيرية أحمد وسميرة أحمد لم يُقدّما سويًا سوى القليل من الأعمال، ومنها أفلام "امرأة مطلقة، خذني بعاري، السيرك"، ومسلسل "ماما في القسم"، إلا أن العلاقة بينهما كانت وثيقة، وتقول سميرة أحمد في حوار للشرق الأوسط، إن مسألة المنافسة بينهما لم تكن في يومِ واردة بالمرة، خاصةً أن خيرية كان لها ميول فنية مختلفة، حيث كانت تعشق الكوميديا وتحب المسرح، أما سميرة فلها خط مختلف تمامًا، ولم تقف على خشبة المسرح مطلقًا، وتقدّم الدراما ولا تُجيد في الكوميديا. وعلى المستوى الشخصي، كان زواج خيرية أحمد من يوسف عوف، هي الزيجة الوحيدة في حياتها، وجاء زواجهما بعد قصة حب كبيرة، وأنجبت منه ابنا واحدا "كريم"، لكن شقيقتها سميرة أحمد تزوجت 4 مرات منها مرتان تحول أزواجها من المسيحية للإسلام من أجلها، كما أفادتها تلك الزيجات من الناحية الفنية، وأزواجها بالترتيب هم: المنتج بطرس زريبات، الكاتب وجيه نجيب، المنتج أديب جابر، وأخيرًا المنتج صفوت غطاس. ورحلت خيرية أحمد عن عالمنا في 19 نوفمبر عام 2011 عن عمر ناهز 74 عامًا وسط دموع الفنانين وفي مقدّمتهم شقيقتها سميرة أحمد، وذلك بعد صراع مع المرض لعدة أسابيع، نتيجة تعرضها لأزمة قلبية بسبب انسداد في الشرايين، لتترك إرثًا فنيًّا يخلدها في ذاكرة الفن وفي قلوب الجمهور، رغم أنها لم تحظ بالتكريم الذي تستحقه في دنياها.