من حق كل المصريين أن يعلموا حقيقة الإعلام الرياضي. هل هو إعلام موجه أم إعلام للبزنس، أم إعلام للتنوير للمشاهد والقارئ، أم إعلام للإثارة وإشعال الفتن الكروية التي هي أقوى وأصعب من الفتنة الطائفية، التي من الممكن أن تعصف بالحابل والنابل في مصرنا الحبيبة التي أدعو الله لها أن تتجاوز هذه الفترة العصيبة؟ المعظم يتشدق بروح الوطنية والولاء من خلال مقالات وبرامج لا تمت للروح الوطنية بشيء. مصر لديها 48 برنامجا كرويا لدوري أشبه بدوري العواجيز. ولكنني أتكلم عن برامج بعينها فيها من يدافع عن كرسيه من موقعه في الاتحاد المصري لكرة القدم، وفيها من يتكلم عن الحلقة الأضعف في مصر وهي «التحكيم»، ومنها من يتحدث ويعظم في جماهير بعينها على حساب أندية وجماهير أخرى ليست لديها شعبية لاكتساب أكبر كم من تورتة الإعلانات، وفيها من يتكلم عن الفساد والفاسدين ورمي الناس بالباطل. أنا هنا أتكلم عن سكشن الرياضة فقط لا غير، وأعتقد أنه يهم جزءا كبيرا من الشعب المصري، والدليل على ذلك كما قلت الإعلانات الموجودة في أي برنامج رياضي مقارنة بأي برنامج سياسي، وسنجد أن هناك فارقا شاسعا، فلذلك نجد أن أصحاب القنوات الخاصة المهتمة بالرياضة تسعى جاهدة لإثارة شعب بغض النظر عن الأسلوب العلمي المحترف في إدارة أزمة رياضية من خلال الإعلام الأقرب إلى قلوب المشاهدين والقراء مستعينين في ذلك بأساليب تهويل غير احترافية، من شأنها أن تعصف بمنحنى دولة لا رياضة فقط! ومن هنا أتكلم وبصوت عال: اتقوا الله في مصر، اتقوا في بلد يعيش الآن أصعب المراحل، اتقوا الله في أبنائكم الذين يعلمون قبل الناس أنكم تسعون إلى هدم دولة رياضيا وكرويا من خلال قنواتكم الموجهة للبزنس فقط. لا بد أن يعلم الجمهور وأن لا ينساق وراء هؤلاء الأشخاص المبتزين والموجهين من خلال أصحاب قنوات أشبه إلى حد قريب بالهجمة الشرسة من رجال الأعمال على الأندية المصرية لتنتهي إلى فشل ذريع، وشغل بالقطعة، والدليل على كلامي في ذلك أن تنظروا ما الأندية المحترمة والقوية التي تسير تحت إدارة منظمة؟ فنجد أنها أندية الشركات والنادي الأهلي، لأنه لو بحثنا عن أسباب نجاحها فسنجد أنها قد وضعت لنفسها «سيستم» في إدارة النادي من خلال أشخاص محترفين في العمل الرياضي والإداري