بدون مجاملة

كما توقعت وحذرت فى الأسبوع الماضى، لجأ المهندس إيهاب صالح، رئيس نادى جولدى، وأحمد مجاهد، رئيس نادى الحامول، بعد رفض أوراق ترشيحهما فى انتخابات اتحاد الكرة، لرفع دعاوى قضائية ضد المجلس القومى للرياضة، وتظلمات للاتحاد الدولى لوقف انتخابات اتحاد الكرة،
والمطالبة ببطلان الجمعية العمومية التى عقدت الشهر الماضى لاعتماد لائحة النظام الأساسى للاتحاد، وهو ما يؤكد أن المجلس القومى فى وادٍ والصحافة فى وادٍ آخر، فقد طالبت على مدار الأشهر الماضية المهندس حسن صقر، بالتفرغ والتركيز على نشر الرياضة،
ورفع نسبة الممارسين لها، من خلال تحديد السياسة العامة الواضحة لنشر الرياضة فى جميع الألعاب المختلفة وبناء الاستادات وتشجيع بناء الملاعب الخاصة عن طريق الإعفاء من الضرائب لمدة عشر سنوات وتوفير الرعاية الصحية للصغار والمادية للكبار، إلا أنه مصمم على التدخل فى الانتخابات، وحل وتعيين مجالس إدارات الاتحادات الرياضية والأندية،
بالإضافة إلى زرع الفتن والصدام مع رئيس وأعضاء اللجنة الأوليمبية، وإعلان الحرب على اللواء منير ثابت، والدكتور حسن مصطفى، ومرتضى منصور، وتحويل العمل العام إلى تحقيق مصالح شخصية على حساب سمعة الرياضة المصرية، التى ستنتهى حتما بتدخل اللجنة الأوليمبية الدولية، كما حدث مؤخرًا فى الكويت والعراق.
بداية ومنذ يناير الماضى، طالبت المهندس صقر باستبعاد كل العاملين فى مجال الصحافة والإعلام، فضلاً عن أعضاء مجلسى الشعب والشورى، وضباط الشرطة والقوات المسلحة ورجال القضاء من الترشيح لرئاسة أو عضوية مجالس إدارات الاتحادات والأندية الرياضية،
أسوة بما هو معمول به فى الدول المتقدمة، ودرءًا للشبهات، كما طالبته بعدم تنفيذ فكرته بخصخصة استاد القاهرة، وهى الفكرة التى أصابتها السكتة القلبية قبل أن تولد، كما كنت من أوائل المعارضين لتأسيس رابطة الأندية الشعبية لعدم جدواها،
وكان من الأولى الموافقة على تأسيس رابطة للأندية المحترفة - أسوة بما يحدث فى الدول الكبرى - يكون لها الحق فى تسويق مباريات الدورى واللقاءات الودية والإشراف على بورصة انتقالات اللاعبين،
كما حذرت من قبل بضرورة إنهاء المجلس القومى مشكلة نادى الزمالك وإقامة الانتخابات فى أقرب فرصة، إلا أنه صمم - بناء على آراء مستشاريه -على تعيين مجالس مؤقتة برئاسة ممدوح عباس، بل وصل الأمر إلى رفض تنفيذ أحكام القضاء، وكانت النتيجة ضياع الزمالك ومعاناة جمهوره ومحبيه التى ستطول حتى يوليو من العام المقبل.
أما آخر هذه المطالب المهدرة، فيعود إلى الأسبوع الماضى، والخاص بموافقة المجلس القومى على لائحة نظام الانتخابات التى فصلها مجلس إدارة الاتحاد الحالى على مقاس أعضائه، بمنح مندوبى الأندية،
الأعضاء فى الجمعية العمومية، الحق فى الإدلاء بأصوات هذه الأندية فى الانتخابات، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام التلاعب بهذه الأصوات، خلافًا لما كان يحدث فى الماضى، عندما كان صوت مجالس إدارات الأندية يوضع فى استمارة مختومة وموقع عليها،
وتغلق بالشمع الأحمر أمام جميع أعضاء المجلس، وترسل إلى اتحاد الكرة مع حضور مندوبى الأندية لجلسة الانتخاب.. كما كان يجب على المجلس التدخل وإصدار قرار بمنع الأشخاص الذين ينطبق عليهم شرط السنوات الثمانى من التعيين فى مجلس إدارات الاتحادات والأندية الرياضية..
على اعتبار أنه تحايل واضح على قانون الهيئات الرياضية، والمضحك أن صقر دعا رؤساء روابط الأندية المحترفة فى إيطاليا وإلمانيا لشرح نظام تسويق وبث مباريات الدورى، ردًا على الدعوة التى وجهها النادى الأهلى لرئيس رابطة الأندية المحترفة الإنجليزية، وهو ما يعتبر إهدارًا للمال العام، على اعتبار أن كل أنظمة التسويق والبث التليفزيونى مكتوبة ومقننة فى لوائح الفيفا!
كلها نصائح ومطالب وتحذيرات، ولكن يبدو أن المجلس القومى على غرار الحكومة، لا يقرأ ولا يرى ولا يحترم أحكام القضاء، وإنما يفتى ويتكلم فقط!!