اختار مدير تصوير مسلسلي «أفراح القبة» و«موجة حارة» عبد السلام موسى، عرض The Diving Bell and the Butterfly تحت قسم علامات سينمائية ببانوراما الفيلم الأوروبي. اطلق العنان لخيالك، لا تدع قدرات جسدك المحدودة تقتلك قبل أوانك، فإن لم يكن هناك بد من الموت؛ فلتمت بشرف ولتقض لحظاتك الأخيرة تنهم من متع الحياة..هذا هو ما تعلمته بينما أنا جالسة أشاهد الكاتب الفرنسي جان دومينيك بوبي على شاشة السينما أمامي يصارع الموت مدركًا أنه قادم لا محالة، مستعينًا على قضاء أيامه الثقيلة محاصرًا بجسده المشلول وجدران حجرته الضيقة في المستشفى، بمخيلة حرة لا يحدها شيء وروح خفيفة وحس دعابة سلس وذكي ينسيك الحادثة المأساوية التي يعيشها، لتجد نفسك في النهاية تضحك معه على سخرية الآخرين من شلله بمنتهى البساطة دون أن تشعر بالسوء. المخرج: جوليان شنابل قصة الفيلم: مأخوذ عن قصة حقيقية للكاتب والصحفي بمجلة Elle الفرنسية، جان دومينيك بوبي، الذي أصيب بسكتة دماغية مفاجئة نادرة يطلق عليها "المنحبس"، وهو في ال43 من عمره، تركته مصابًا بشلل كلي ماعدا عينه اليسرى، ووعي كامل بكل ما يجرى حوله، وبعد أيام من عدم التصديق والحسرة عن تحوله من المخرج: جوليان شنابل قصة الفيلم: مأخوذ عن قصة حقيقية للكاتب والصحفي بمجلة Elle الفرنسية، جان دومينيك بوبي، الذي أصيب بسكتة دماغية مفاجئة نادرة يطلق عليها "المنحبس"، وهو في ال43 من عمره، تركته مصابًا بشلل كلي ماعدا عينه اليسرى، ووعي كامل بكل ما يجرى حوله، وبعد أيام من عدم التصديق والحسرة عن تحوله من شخص ناجح إلى آخر طريح الفراش، لم يكن أمام "جان" سوى أن يعيش حياته كما هي، فبدأ التواصل مع الناس في حياته من خلال عينه، فطرفة واحدة تعني نعم، طرفتان تعني لا، ومن خلال آلية طورتها الممرضة تحدث "جان" ممليًا كتابه الذي حمل عنوان الفيلم The Diving Bell and the Butterfly. أن تصنع فيلما مبنيا على أحداث حقيقية أمر معقد ومثير للجدل في أحيان كثيرة، فمن ناحية لا يرغب صانع أفلام في أن يقدم فيلما لا يلقى نجاحًا جماهيريًا، وبناء أحداث فيلم على قصة شخص مشلول يرى الحياة بأكملها من عين واحدة قصة قد لا تلقى إعجاب الكثيرين، ومن ناحية أخرى قد يواجه القائمون على العمل مشاكل مع أهل الشخص الذي ببُنيت أحداث الفيلم عليه، كما حدث مع "جان" فحبيبته هاجمت الفيلم وانتقدت صناعه لانهم أظهروها بصورة غير حقيقية، ففي الفيلم لم تزر "جان" بينما مكثت معه زوجته "سيلين" السابقة ترعاه، في حين أكدت حبيبته أنها زارته أكثر من مرة وأن صناع الفيلم منحازون للزوجة ويعرضون القصة بشكل غير حقيقي. سأخرج عن سياق أحداث فيلم The Diving Bell and the Butterfly قليلًا لاقتبس جملة من فيلم آخر: "فقط عند الموت يريك الناس من هم حقًا"، قالها الجوكر في فيلم The Dark Knight، ربما تعتبر إساءة أن اتحدث عن فيلمين أبعد ما يكونا عن بعض في فقرة واحدة، لكن تجربة جان لوك قبل وفاته والتي سجلها الفيلم، ذكرتني بهذه المقولة، فبالنسبة للجوكر لحظات الاحتضار الأخيرة قد تريك جانبًا مختلف للبشر لم تكن تعلم عنه شيء، و"جان بوبي" على مدار ساعتين أرانا وجهًا لم يعرفه أحد عنه، وهو أمر مذهل عندما تدرك أن شخص يحيا بعين واحدة هي وسيلته للتعبير قادر على أن يغير حياته تمامًا بهذا الشكل. "بوبي" ليس ملاكًا فقد ارتكب أخطاء على مدار حياته القصيرة، لكن في أيامه الأخيرة نظر لأبنائه وسأل نفسه ما الذي بإمكاني فعله لتغيير حياتهم، ليكتشف أن مجرد تواجده في حياتهم حتى لو كانوا هما من سيعتنوا به غير حياتهم وحياتهم، لكن "جان" لم يكتفي بتغيير حياة أبنائه؛ فقرر أن يغير نظرة العالم باكملها تجاه بتأليفه كتابًا معتمدًا على الرمش بعينيه عندما تذكر الممرضة الحرف الذي يرغب فيه، فألف كتابًا كاملًا بهذه الآلية أملى فيه الممرضة حرف حرف. لو كان لي أن أصف شخصية جان بوبي بكلمة واحدة فستكون فريد، ولكي يتم نقل تميزه هذا إلى شاشة السينما، كان لابد من الاستعانة بطاقم عمل شديد التميز، ومن هنا جاء اختيار مدير التصوير يانوش كامينسكي، ففيلم مثل The Diving Bell and the Butterfly قلما نرى فيه البطل، ويعتمد كل المخرجين على التمثيل أمام الكاميرا مباشرة، كان من الواضح أن الكاميرا هي الجندي المجهول في هذا الفيلم، وبدون مدير تصوير مميز يتفهم دورها لم يكن الفيلم ليظهر بهذه الصورة، لكن "يانوش" ليس بالرجل العادي فقد سبق وقدم أفلام ثقيلة مثل Schindler's List ، Saving Private Ryan. صدر فيلم The Diving Bell and the Butterfly عام 2007، إلا أن مدير التصوير عبد السلام موسى كان سببًا في عرض هذا الفيلم في السينمات المصرية من خلال البانوراما، موضحًا أن أهم أسباب اختياره الفيلم وتأثيره فيه على المستوى الشخصي.