لم يكن غريبًا أن يتخلي رئيس الأهلي عن سياسته المعهودة في تجاهل ما يحدث من حوله، وخرج من أجل الحديث عن الخسارة وعما سيقوم به في المستقبل القريب من إصلاحات لا صوت يعلو في الشارع الكروي على صوت خسارة الأهلي لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا والهزيمة بالثلاثة أمام الترجي التونسي برادس، ورغم أن الفريق كان على بعد خطوة واحدة من التتويج باللقب القاري للمرة التاسعة في تاريخه، إلا أن كل الأمنيات ذهبت أدراج الرياح بسبب السياسة التي يتبعها محمود الخطيب رئيس النادي في إدارة شئون الكرة بالقلعة الحمراء، ولم يجد أمامه مفرًا هذه المرة من الخروج لمخاطبة الجماهير الغاضبة بشدة أملًا في تهدئة الأجواء وامتصاص الغضب، بعدما تعرض لهجوم شديد من جماهير النادي سواء الذين حضروا اللقاء في الملعب أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تصريحات الخطيب وتعقيبه على الخسارة وما سيحدث في المستقبل جاءت بنفس الطريقة التي يتحدث بها عن مشروع عائلة الأهلي، وحملت عدة رسائل نستعرضها في التقرير التالي: - الرسالة الأولى حمل الخطيب جزءا من مسئولية خسارة اللقب الإفريقي لكل الذين أقاموا الأفراح والاحتفالات بعد فوز الأهلي في مباراة الذهاب ونسوا أن تصريحات الخطيب وتعقيبه على الخسارة وما سيحدث في المستقبل جاءت بنفس الطريقة التي يتحدث بها عن مشروع عائلة الأهلي، وحملت عدة رسائل نستعرضها في التقرير التالي: - الرسالة الأولى حمل الخطيب جزءا من مسئولية خسارة اللقب الإفريقي لكل الذين أقاموا الأفراح والاحتفالات بعد فوز الأهلي في مباراة الذهاب ونسوا أن هناك مباراة إياب أمام منافس قوي، الأمر الذي نتج عنه تصدير حالة للاعبين ساهمت إلى حد كبير في عدم تقديمهم العرض المنتظر منهم في رادس. ونسي الخطيب وهو يتحدث عن الأفراح التي أقيمت قبل انتهاء الفريق من مباراة الإياب أنه لم يمنع سفر أغلب أعضاء مجلس الإدارة مع البعثة إلى تونس الذين سافروا من أجل التقاط صور التتويج باللقب الإفريقي، بل وتخطى الأمر أعضاء المجلس لدرجة أن المدير التنفيذي للنادي ترك هو الآخر مهام عمله في النادي وسافر بصحبة الخطيب وأعضاء المجلس. في الوقت نفسه فإن الخطيب وافق على قرار الشركة الراعية بتنظيم رحلات للجماهير إلى تونس من أجل حضور المباراة، رغم أنه كان قادرًا على رفض سفر الجماهير أو على الأقل منع الشركة الراعية من تنظيم هذه الرحلات حتى لا يشتت تركيز اللاعبين أو يسرب لهم الأجواء الاحتفالية التي أحاطت بهم قبل لقاء العودة. - الرسالة الثانية وصف الخطيب بيان كاف الذي تم فيه اتهام باتريس كارتيرون بالتواطؤ في واقعة تمزيق وليد أزارو، قميصه للتحايل على حكم مباراة الذهاب للحصول على ركلة جزاء بأنه مهاترات لن يرد النادي الأهلي عليها، حيث أكد في تصريحاته عبر قناة النادي على أن سياسة الأهلي على مدار تاريخه تتمثل في أن مجلس الإدارة لا يتخذ قرارات قبل دراستها، موضحًا أن النادي أرسل خطابًا للاتحاد الإفريقي من خلال الاتحاد المصري للاعتراض على القرارات التي تم إصدارها بعد مباراة الذهاب وعلى رأسها، إيقاف أزارو مباراتين، وتغريم النادي الأهلي 20 ألف دولار، واستدعاء كارتيرون للجنة الاستماع للتحقيق معه. - الرسالة الثالثة شدد الخطيب على أنه سيكون هناك عقوبات للمخطئين والمقصرين لأنه لن يشاهد الخطأ أمام عينيه ويسكت، في إشارة إلى أن هناك عقوبة ستكون في انتظار أزارو، الذي قام بتمزيق قميصه وهو ما نتج عنه إيقافه لتكون بمثابة الضربة القاضية لطريقة لعب الفريق التي تعتمد على اللاعب بشكل أساسي في الشق الهجومي. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل الأهلي قادر على تغريم أزارو في وقت يسعى اللاعب للرحيل من النادي لرغبته في خوض تجربة احترافية جديدة؟، أم أن التصريحات الخاصة بمعاقبة المخطئين ما هي إلا تصريحات مجانية الهدف منها تهدئة الرأي العام. - الرسالة الرابعة أعلن رئيس الأهلي أنه سيتم بناء فريق الكرة في يناير المقبل من خلال تدعيمه بصفقات قوية لكنه سرعان ما كشف النقاب عن رغبته في عدم الحديث عما سيحدث مستقبلًا في هذا الملف، خاصة أن سياسة النادي منذ توليه المهمة كانت تعتمد على دعم النادي بصفقات صغيرة السن يتم ثقلها في قطاع الناشئين تمهيدًا للاعتماد عليها في الفريق الأول. الخطيب أكد أنه طلب من عادل عبدالرحمن المدير الفني لفريق الشباب بالنادي تقريرًا عن حالة اللاعبين القادرين على اللعب مع الفريق الأول بخلاف التقارير التي سيقدمها كل من كارتيرون، ومحمد يوسف عن حالة لاعبي الفريق الأول ومدي احتياجهم للدعم. والسؤال هو هل الأهلي قادر بالفعل على إبرام صفقات مميزة؟ كيف وهو لم يتعاقد مع لاعب جيد باستثناء صلاح محسن الذي كلف النادي 40 مليون جنيه بدعم من تركي آل شيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية والرئيس الشرفي السابق للأهلي، بينما تعاقد مع أحمد علاء مدافع الداخلية ولم يشارك إلا في مباراة الترسانة في كأس مصر وكوليبالي في صفقة انتقال حر والأخير تعرض لانتقادات حادة بعد ظهوره بشكل متواضع مع باقي مدافعي الفريق في المباريات الأخيرة. في الوقت نفسه فإن الأهلي فشل في تجديد عقود نجومه بداية من عبدالله السعيد، ومرورًا بأحمد فتحي، ونهاية بمؤمن زكريا الذي تم استبعاده من قائمة الفريق في مباراتي نهائي دوري الأبطال بهدف الضغط عليه للتنازل عن طلباته المالية. - الرسالة الخامسة كشف محمود الخطيب عن نواياه في إعادة هيكلة إدارة قطاع الكرة في النادي بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، إلا أنه لم يجب على عدة أسئلها تتعلق بهذا القرار، على رأسها هل تأكد من أن قرار تشكيل لجنة الكرة بعضوية عبدالعزيز عبدالشافي وعلاء عبدالصادق كان خاطئا لأنهما لم يقدما أي جديد وكانا عبئا عليه؟ وهل سيتم الإطاحة بهما من منصبيهما خاصة الأول الذي يعمل أيضًا في منصب المدير الرياضي للنادي، ويتقاضى راتبًا شهريًا لم يظهر له أي كرامة على مدار ما يقرب من عام أم أن هذا الأمر جاء بعد الضغوط التي يتعرض لها الخطيب على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التخلص من الثنائي ومن ثم فإنه يحاول تهدئة الجماهير؟ ولم يوضح الخطيب موقف لجنة التعاقدات التي يعمل عدلي القيعي مستشارًا لها، ويرأسها محمد فضل وحتى الآن لم تستطع إبرام أي صفقات سوبر، كانت كفيلة بتدعيم الفريق ومساعدته في حصد اللقب الإفريقي؟. ومن الأسئلة المطروحة ما هو موقف حسام غالي من قرارات الهيكلة الإدارية؟ هل سيتم تعيينه في منصب مدير الكرة؟ على أن يتفرغ محمد يوسف لمنصب المدرب العام، أم سيستمر غالي في منصبه الوهمي المنسق العام للكرة دون أن تكون له مهام واضحة ومحددة، أم أن هناك نية لإعادة سيد عبدالحفيظ لمنصب مدير الكرة مرة أخرى. والسؤال الذي يحتاج لإجابة قاطعة هل مازالت هناك فواتير انتخابية جديدة يسعى الخطيب لتسديدها من خلال قطاع الكرة، خاصة أن أغلب الأسماء التي تم تعيينها في قطاع الكرة منذ نجاحه في الانتخابات لم يتم تعيينها لأنها الأكفأ بل لأنها وقفت خلفه في الانتخابات؟. يبقى في النهاية أن الرسائل التي خرج بها الخطيب في تصريحاته عبر قناة النادي الأهلي مازالت لا تعدو كونها محاولة لتهدئة الأجواء بعد حالة الغضب الشديد التي اجتاحت جماهير الأهلي، وحتى يتم التنفيذ على أرض الواقع -وهو أمر لن يكون سهلًا بالمناسبة- ستظل تصريحات رئيس الأهلي مجرد مسكنات للأزمة التي يعيشها مجلس الإدارة بعد فشله في إدارة شئون الكرة بالنادي.