أزمة جديدة في انتظار اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش، بعد إعلان الأخيرة نيتها البدء في إعادة اللاجئين إلى بورما، رغم اعتراضات الأممالمتحدة وهو ضد رغبات اللاجئين أنفسهم. يبدو أن الأزمات التي يواجهها الروهينجا لن تشهد نهاية قريبا، فبعد هروبهم من عمليات التطهير العرقي التي شنتها ضدهم حكومة ميانمار، واستقرارهم في معسكرات لاجئين في دولة بنجلاديش المجاورة، تنوي حكومتا البلدين أن تمضيا قدما في خططهما التي تتضمن إعادة آلاف الروهينجا إلى وطنهم هذا الأسبوع، على الرغم من اعتراضات الأممالمتحدة، وضد رغبات اللاجئين أنفسهم الذين تحدثوا عن "الرعب" الذي ينتظرهم عند عودتهم، ففي الأسبوع الماضي، خيمت أنباء عن وضع قائمة تضم 4355 شخصا من الروهينجا المقيمين في مخيم "كوكس بازار" للاجئين لإعادتهم إلى بلادهم دون موافقتهم. وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أنه من المقرر أن تبدأ عمليات الإعادة يوم الخميس المقبل، في الوقت الذي لم يتم إبلاغ كل من في القائمة بوجود أسمائهم عليها، ومن غير الواضح كيف تم إعداد القائمة. حيث قال اللاجئ الروهينجي محمد عياج، إن والده توفي متأثرا بأزمة قلبية الأسبوع الماضي بعد أيام من القلق وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أنه من المقرر أن تبدأ عمليات الإعادة يوم الخميس المقبل، في الوقت الذي لم يتم إبلاغ كل من في القائمة بوجود أسمائهم عليها، ومن غير الواضح كيف تم إعداد القائمة. حيث قال اللاجئ الروهينجي محمد عياج، إن والده توفي متأثرا بأزمة قلبية الأسبوع الماضي بعد أيام من القلق والأرق، بسبب خوفه من إعادته قسرا إلى ميانمار، مضيفًا "قبل دقائق من وفاة والدي، قال لي أخفي إخوانك ولا تجعلهم يعودون إلى ميانمار، حيث سيواجهون العنف مرة أخرى". وكان أكثر من 700 ألف من الروهينجا قد فروا عبر الحدود إلى بنجلاديش، بعد حملة أمنية في ولاية راخين في أغسطس 2017، والتي وصفتها بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة في الآونة الأخيرة بأنها إبادة جماعية، قام بها جيش ميانمار وبعض البوذيين ضد الأقلية المسلمة، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الروهينجا، وعثر محققو الأممالمتحدة على أدلة على حدوث عمليات اغتصاب وتعذيب جماعية. وقالت الصحيفة البريطانية، إن عددا من اللاجئين في مخيم "كوكس بازار" لجأوا إلى الانتحار خوفًا من إجبارهم على العودة إلى قراهم في ولاية "راخين" في ميانمار. «الجنائية الدولية» تفتح تحقيقا في تهجير الروهينجا حيث حاول ديل محمد، وهو لاجئ روهينجي، بالغ من العمر 60 عامًا، الانتحار بعد ساعات من معرفته أن اسمه كان على قائمة اللاجئين المقرر إعادتهم قسرًا إلى راخين. وفي يوم الثلاثاء الماضي، حاول حامد حسين البالغ من العمر 55 عامًا، الانتحار بعد أن أخبره مسؤول عن المعسكر تابع للحكومة البنجالية أنه سيتعين عليه العودة إلى قريته في راخين. وصرح أونج ثورين وهو عضو في مؤسسة الاتحاد من أجل المساعدة الإنسانية وإعادة التوطين والتنمية في راخين، لا تزال خطط عملية الإعادة غير شفافة، مضيفا أن المجموعة الأولى ستضم ألفي لاجئ سيتم إعادتهم إلى ميانمار برا وبحرا، على دفعات تضم 150 في اليوم الواحد. وسيتم توطينهم في معسكر "هلا فون خاونج" المؤقت في شمال ولاية راخين، والذي يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 30 ألف شخص، قبل نقلهم إلى قراهم الأصلية. هل أصبحت أزمة «الروهينجا» في طريقها إلى الحل؟ ولكن مع تدمير معظم قرى الروهينجا أثناء أعمال العنف، ومصادرة معظم أراضي الروهينجا لصالح البوذيين، تساءلت "الجارديان" حول كيف سيكون ذلك ممكنا؟ فعلى الرغم من بناء بعض "القرى النموذجية" الجديدة للروهينجا، إلا أن لا الظروف التي سيعود إليها الروهينجا غير واضحة، بسبب محدودية وصول الأممالمتحدة إلى المنطقة. وفي الوقت الذي أصرت فيه بنجلاديش على أن جميع عمليات الإعادة إلى بورما ستكون طواعية، هناك أدلة على الضغط على اللاجئين الروهينجا المدرجين على القائمة، حيث يُخبرهم مسؤولون بنجال بأن عليهم أن يكونوا مستعدين للمغادرة، وأفاد العديد من اللاجئين بزيادة عدد قوات الأمن في المخيم. وذكرت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كارولين جلوك، أن الوكالة "لن تسهل عمليات العودة أو توفر وسائل النقل، لأنها لا تعتقد أن الأوضاع في ولاية راخين آمنة، أو أن حقوق الروهينجا مضمونة". جيش إنقاذ الروهينجا.. إرهاب أم مقاومة؟ ويقال إن سبب الإعادة السريعة إلى بورما، هو ضغوط سياسية من بنجلاديش وميانمار، حيث من المقرر إجراء انتخابات في بنجلاديش في ديسمبر المقبل، ويمثل وجود مليون لاجئ في "كوكس بازار" قضية سياسية حساسة في البلد الفقير، ويقال أيضا إن الصين تمارس ضغوطا على ميانمار لبدء عودة اللاجئين إلى قراهم وتبرعت بألف منزل مجهز لاستقبال اللاجئين العائدين.