تتولى فرنسا مهمة إقناع العديد من الدول الأوروبية بضرورة تشكيل قوة عسكرية مشتركة بين الدول الأعضاء في منطقة اليورو، وذلك لإنهاء الاعتماد على الولاياتالمتحدة أو الناتو. يبدو أن فرنسا تنوي أن تحمل على عاتقها مهام إقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة تولي مهام الدفاع عن أعضائه بنفسه دون الاعتماد على مؤسسات عسكرية أو تحالفات استراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أو حزب شمال الأطلسي الناتو، إلا أنه لا تزال هناك مشكلات واضحة على مستوى التوافق. فالعمل الفرنسي بدأ بشكل رئيسي عندما قررت باريس اتخاذ سلسلة من الإجراءات الرئيسية والتي تأتي في إطار تطوير القدرات العسكرية والاستراتيجية الخاصة بالجيش الفرنسي، والتي كان أبرزها رصد ميزانية أكبر للإنفاق الدفاعي خلال العام المقبل. يأتي ذلك في الوقت الذي دافع فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن بيانه في الانتخابات الأوروبية لعام 2019، الذي شهد إصرارًا غير مسبوق على ضرورة أن تقوم بروكسل بتولي جهود ترمي لبناء جيش جديد على مستوى الاتحاد الأوروبي. ميزانية فرنسا العسكرية تقود الناتو للانصياع لرغبات ترامب وحث ماكرون الكتلة الأوروبية يأتي ذلك في الوقت الذي دافع فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن بيانه في الانتخابات الأوروبية لعام 2019، الذي شهد إصرارًا غير مسبوق على ضرورة أن تقوم بروكسل بتولي جهود ترمي لبناء جيش جديد على مستوى الاتحاد الأوروبي. ميزانية فرنسا العسكرية تقود الناتو للانصياع لرغبات ترامب وحث ماكرون الكتلة الأوروبية مرارا وتكرارا على أن تتولى مهام تسليح نفسها بقوة دفاعية لوقف الاعتماد على الولاياتالمتحدة وحلف الناتو في الأمور الأمنية، وذلك حسبما جاء في صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية. وواصل الرئيس الفرنسي العمل بمبدأ "ابدأ بنفسك" لتجاوز العديد من المشكلات التي تتعلق بالسياسة الخارجية لباريس، حيث صدق على زيادة الميزانية العسكرية المرصودة للجيش الفرنسي خلال عام 2019، والتي شملت زيادة واضحة المعالم، جعلتها أولى دول حلف شمال الأطلسي الناتو في الانصياع إلى رغبات الولاياتالمتحدةالأمريكية. الزيادة في الميزانية العسكرية الفرنسية كانت مطلبا رئيسيا من حلف الناتو للدول الأعضاء، وذلك بعد أن طالب بذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحةً خلال الأشهر القليلة الماضية، ما أدى إلى تصدير مشكلات سياسية للدول الأعضاء في الحلف بسبب زيادة الميزانية العسكرية. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية: إن "بلادها تعتزم زيادة ميزانية الدفاع لعام 2019 بمبلغ 1.7 مليار يورو، لتصبح 35.9 مليار يورو، وهو ما يعني زيادة مقدرة ب5% على العام الحالي، بحسب ما جاء في مجلة ديفينس نيوز الأمريكية. وأضافت الوزارة "الزيادة في الإنفاق، استبعدت المعاشات وستمثل 1.82% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو جزء من محاولة فرنسية لتحقيق هدف يتلخص في الوصول بالميزانية العسكرية إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025". هل تتمكن أوروبا من الاستقلال عن الولاياتالمتحدة؟ ووفقا للمجلة الأمريكية، واجه الرئيس الفرنسي صعوبات واضحة في إقناع القارة الأوروبية للبدء في إنهاء أي اعتماد على القوى الأجنبية في مسائل الدفاع والأمن، حيث أشار إلى زيادة العداء الروسي باعتباره السبب الرئيسي للقلق الذي يُفسر إعلانه عن مطالبه في هذا الوقت بالتحديد. وحاول ماكرون لمس أدق التحديات التي يمكنها أن تكون بمثابة دوافع أكبر لدول الاتحاد الأوروبي لزيادة الإنفاق العسكري وتوحيد صفوف قوتها العسكرية لمواجهة التهديدات المختلفة. وكجزء رئيسي من خطة الإقناع، أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي أن الذراع العسكرية للاتحاد الأوروبي يمكن أن تستخدم أيضا لمعالجة عواقب الكوارث الطبيعية. وقالت: "ما هي الأزمات التي نتحدث عنها؟.. إنها كل أنواع الأزمات، قد تكون أزمة مناخية مثل تلك التي حدثت في العام الماضي خلال عاصفة إيرما في سانت مارتن، وقد تكون تنتمي إلى نوع الثاني من الأزمات يشبه الأزمة التي حدثت منذ نحو 10 سنوات في لبنان عندما كان من الضروري إخلاء عدد كبير من الأوروبيين". العقوبات الأمريكية تصطدم ب«دول اليورو».. وأوروبا تستقل سياسيًا عن واشنطن وتعارض بعض الدول الأوروبية الصغيرة زيادة إنفاقها العسكري كجزء من توجه أوروبي عام، خاصة بعد مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بذلك خلال قمة للناتو خلال الأشهر القليلة الماضية.