الآثار النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها الضحية ليست آثارا وقتية ترتبط بالحدث فقط، بل تمتد أحيانا لسنوات عديدة قد تعتقد فيها الضحية-الناجية أنها تخلصت من هذه الآثار تتعدد الآثار النفسية للتحرش والتعدي الجنسي ضد المرأة فحسب الدكتورة ألفت علام استشارية العلاج النفسي فإن الآثار النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها الضحية ليست آثارًا وقتية ترتبط بالحدث فقط، بل تمتد أحيانا لسنوات عديدة قد تعتقد فيها الضحية-الناجية أنها تخلصت من هذه الآثار، ولكنها تبقى راسخة فى أغوار نفسها "إن لم تتعافَ من هذه الصدمة" وتظهر على معظم جوانب حياتها بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن أهم الآثار التي تتعرض لها الضحية هو مايعرف "بكرب ما بعد الصدمة" وقد تظهر آثار هذا الكرب إما على المدى القريب أو على المدى البعيد. ومن الممكن أن تتمثل الآثار النفسية والاجتماعية التى تظهر على الناجية في المدى القريب في صعوبة العودة إلى ممارسة الطقوس الحياتية اليومية المعتادة والأرق والكوابيس أثناء النوم ونوبات غضب وعدوان غير مبرر ولأسباب واهية والقلق وسرعة الاستثارة وتشويه الجسد بآلات حادة من وقت لآخر وسيطرة أفكار انتحارية على ومن الممكن أن تتمثل الآثار النفسية والاجتماعية التى تظهر على الناجية في المدى القريب في صعوبة العودة إلى ممارسة الطقوس الحياتية اليومية المعتادة والأرق والكوابيس أثناء النوم ونوبات غضب وعدوان غير مبرر ولأسباب واهية والقلق وسرعة الاستثارة وتشويه الجسد بآلات حادة من وقت لآخر وسيطرة أفكار انتحارية على تفكير الضحية، قد يصل إلى إجراء محاولات انتحارية بالفعل، تؤدى أحيانا إلى موتها والإفراط فى استخدام آليات دفاعية نفسية مثل الإنكار أو الطفولية أو انشقاقية الوعى للهروب من الألم النفسى الذى تعانى منه الضحية وظهور انحرافات سلوكية ليست موجودة فى سلوك الضحية من قبل، مثل الكذب أو السرقة أو الإهمال فى المظهر قد يصل إلى الإهمال فى النظافة الشخصية وظهور الأعراض النفسية جسدية مثل الإحساس بالغثيان، سوء الهضم، صداع نصفى، وغيره وظهور اضطرابات نفسية مثل "الوسواس القهرى" أو أعراض ذهانية مثل الإحساس بالاضطهاد أو المراقبة وغيره. العزلة والشعور بالدونية أما بالنسبة للآثار النفسية والاجتماعية التي تظهر على الناجية على المدى البعيد، فتشير علام إلى أنها يمكن أن تتمثل في الإحساس الدائم بالخوف والميل للكآبة والإحباط وصعوبة التواصل مع الأصدقاء المقربين والعجز والخوف من إقامة صداقات جديدة، لشعورها الدفين بالدونية وترسيخ معتقدات سلبية عن صورة الذات لدى الضحية مثل إحساسها الغائر بالقلة والضعف واعتقادها أن ذلك سبب اختيار المعتدى لها من بين الإناث الأخريات والعزلة الاجتماعية والافتقار للمهارات الاجتماعية المعتادة نتيجة الإحساس بالخزى والعار من كونها أنثى والضعف والخنوع والطاعة والسيطرة من الجنس الآخر. أعراض التحرش النفسية قد تظهر بعد 15 عاما وتقول الدكتورة هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، فضلا عن تعريف التحرش بأنه اللمس بدون رضا والعلاقة الجنسية غير المرغوب فيها، فهو يشمل أيضا الألفاظ النابية التي تسمعها المرأة أو الفتاة سواء في العمل أو غيره من الأماكن العامة وبالتالي فهناك أنواع من التحرش جسدية وهناك أنواع لفظية. وتضيف عيسوي في تصريحات خاصة ل«التحرير » أن هناك أعراضا وآثارا نفسية للتحرش الجنسي قد تظهر بعد 15 عاما من حدوث الواقعة، وتصنف عيسوي المراحل التي تمر بها الفتاة أو المرأة التي تعرضت للتحرش إلى مرحلة الإنكار في البداية وهذه تستمر من يوم إلى 3 أشهر، ثم تظهر بعد ذلك مرحلة الانفعالات وهى المرحلة التي تظهر عليها المرأة أعراض العصبية وتبدأ في توجيه الاتهامات للأهل بعدم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتحرش، ثم تبدأ مرحلة ظهور أعراض نفس جسمانية وتبدأ بالصداع والألم في المفاصل والقىء ويعتقد أهل الضحية هنا أن هذه الأعراض جسمانية، بينما هي أعراض أساسها نفسية ومظاهرها جسمانية وبعد المرور على العديد من الأطباء يكتشف الأهل أنه يجب تحويلها إلى العيادة النفسية، ويكون السؤال الأول للضحية هل تعرضتِ لتحرش جنسي تكون الإجابة بالإيجاب، وقد يكون المتحرش أحد الأقارب في محيط الأسرة. الإسراف في تناول المهدئات وتضيف عيسوي أن التي تعرضت للتحرش الجنسي تسرف في تناول مضادات الحساسية بكميات كبيرة بسبب أنه أحد أسباب النوم كما تسرف في إدمان العقاقير والمهدئات النفسية، ثم تظهر عليها بعد ذلك أعراض الاكتئاب النفسي متوسط الحدة ومظاهره تبلد المشاعر والعاطفة، وبعد فحصها تكون لديها الكثير من السمات الاكتئابية وتؤثر هذه الأعراض على حياتها بالكامل وحياة أسرتها وأطفالها وزوجها إذ تصاب بالبرود الجنسي. وتوضح عيسوي أن أخطر أنواع التحرش الجنسي هو التحرش من جانب أشخاص في محيط الأسرة إذ يتحول الأشخاص مصدر الثقة إلى أشخاص مصدر للتوتر والخوف والإهانة. تجارب حية ووفق المركز المصري لحقوق المرأة تروي بعض الحالات عن تجاربهن مع التحرش الجنسي ومنهن: أم ليلي امرأة في الخامسة والثلاثين، "رزقت بأول مولودة لها بعد طول انتظار. وبمجرد أن استشعرت عافيتها بعد الولادة، أخذت ابنتها الوليدة لتحصل على أول تطعيم في حياتها «تطعيم الأسبوع الأول»، تحمل وليدتها ورأسها الصغير يطل من علي يدها، وإذا بشخص يتعقبها في الشارع متلفظ بألفاظ بذيئة، تجاهلت الأمر كالمعتاد رغم كل الغضب الذي ملأها من شخص لا يري حالتها الصحية أو حتي طفلتها الوليدة على يديها". بل إن الأمر تطور لتشعر بيد تلمس أردافها. وتقول أم ليلي «لم أشعر بنفسي إلا وأنا أستدير وأصفعه على وجهه بقوة لا أدري جبتها منين، وهو جري واختفي بعدها» لكن حتي يومها وأنا مش قادرة أتلم على أعصابي «ظلت أم ليلي تبكي ولا تستطيع إرضاع طفلتها ثلاثة أيام حتي إن زوجها عرضها على طبيب نفسي». وتقول إحدى السيدات إنها كانت مسافرة لقريتها ومعها ابنتاها الصغيرتان، وكانت مسافرة بالقطار وقد حاول أحد الركاب مساعدتها وحمل ابنتها ثم جلس بجوارهن، وبدأ يلاعب الطفلة وأراد أن يشتري للطفلة من البائع المتجول، ولكن السيدة رفضت، وبعد مرور بعض الوقت شعرت السيدة بيد غريبة تقترب منها ولما نظرت إليه وجدته جالسا بشكل عادي رغم شكها أنه هو الذي فعل ذلك تكرر الأمر مرة ثانية فالتفتت بسرعة فوجدته قد قام من مكانه. سماح طالبة الصف الثالث الإعدادي التي منعها والدها من الذهاب إلى المدرسة، تروي: «كنت بروح المدرسة كل يوم مع صحباتي وفي يوم من الأيام كان فيه مجموعة من الشباب واقفين علي ناصية الشارع وقعدوا يعاكسوا بكلام عادي، بعد كده بقوا يقفوا كل يوم تقريبا وكلامهم بقي بذيء لدرجة كلامهم في أمور حساسة للبنات، وفي يوم لقيناهم جايين ورانا للمدرسة، في نفس اليوم لقيت أخويا جه من بره وقعد يشتمني ويقول كلام يشكك في أخلاقي والأمر بقي أسوأ لما بابا جه وقالوا اتفرج على بنتك اللي الشباب على القهوة بيتكلموا عنها وعن صحبتها، بابا مدنيش فرصة أوضح الموضوع وضربني بصورة بشعة وقعدني في البيت وحرمني من المدرسة مع إني كنت في الإعدادية ومتفوقة في المدرسة». وتقول منى: «كنت في حوالي الثامنة من عمري وكنت ألعب مع أطفال العائلة ولم أكن أعرف شيئا عن موضوع الجنس وقتها، دخل علينا شاب يبلغ من العمر حوالي 27 عاما وقام بلمس أعضائي عدة مرات ولم أكن أعلم أنه يفعل شيئا لإرضاء نفسه وكنت أظن في البداية أنه يصطدم بي دون قصد» علمت بعدها حقيقة ما فعل. تقول رانيا وهي طالبة في جامعة القاهرة إنه أثناء سيرها في أحد الشوارع وهي عائدة إلى منزلها شعرت أن هناك شخصا ما يقترب منها ويحاول الاحتكاك «حسيت إن قلبي وقع في رجلي وبدأت أمشي بسرعة» على حد تعبيرها. ولم يكتف بهذا بل قام بتتبعها حاولت رانيا الاستعانة بأحد الأشخاص فوجدت ما هو أسوأ حيث وجدت آخر يعرض عليها الصعود معه إلى سيارته متلفظا بألفاظ تخدش الحياء. دراسة أظهرت دراسة أجراها المركز المصري لحقوق النساء في 2008 أن 83 بالمئة من النساء أكدن التعرض للتحرش، العديد منهن بصفة يومية، واعترف 62 بالمئة من الرجال بأنهم يتحرشون بالنساء. وذكر تقرير المركز المصري لحقوق المرأة بعنوان تقرير "وضع المرأة لعام 2015 خطوات للوراء.. التمثيل البرلماني وحده لا يكفي" أن "ًالمرأة المصرية مازالت تعاني من التعرض للتحرش الجنسي وما زال يسجل في الأعياد حالات تحرش عديدة إذ تمكنت حركت شفت تحرش من رصد 397 حالة تحرش لفظي و50 حالة تحرش بدني ليصل إجمالي حالات التحرش إلى 447 حالة.