لماذا انتخابات الكونجرس الأمريكي مهمة للعالم؟

تنطلق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في 6 نوفمبر الجاري، ونادرًا ما تشهد هذه الانتخابات اهتمامًا بين دول العالم، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة
بعد يومين من الآن، تستقبل مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة، الناخبين الأمريكيين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي، وخلال الانتخابات الماضية، نادرا ما كان يهتم العالم بها، إلا أن الوضع مختلف هذا العام، فهناك عدد من الأسباب التي دفعت العالم للاهتمام بهذه الانتخابات، أبرزها تأثيرها على جاذبية الديمقراطية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الدلائل التي ستقدمها هذه الانتخابات بشأن استمرارية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياساتها الخارجية، وكذلك مدى تأثيرها على انتشار النزعة الشعبوية على مستوى العالم.
وأشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إلى أنه فيما يتعلق بجاذبية الديمقراطية الأمريكية، يشعر الحلفاء بالقلق من أن النموذج الأمريكي يفقد قوته، مما دفع الصين إلى الترويج لنموذج رأسمالية الدولة كبديل قابل للتطبيق للبلدان النامية والمتقدمة على حد سواء. وقال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي السابق "إذا كنت
وأشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إلى أنه فيما يتعلق بجاذبية الديمقراطية الأمريكية، يشعر الحلفاء بالقلق من أن النموذج الأمريكي يفقد قوته، مما دفع الصين إلى الترويج لنموذج رأسمالية الدولة كبديل قابل للتطبيق للبلدان النامية والمتقدمة على حد سواء.
وقال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي السابق "إذا كنت قلقا بشأن الولايات المتحدة، فلدينا الكثير من الأدوات لإدارة سياسة خارجية ناجحة"، لكن شعبيتنا تقل على المستوى الدولي، فهناك سبب يجعل الناس يتبنون وجهة نظر الصين، وذلك لأن صورة أمريكا لا تبدو جيدة للغاية.
فكلما ازداد تورط السياسة الأمريكية في الاستقطاب، أصبحت أقل فعالية في مواجهة المشكلات الأساسية، وستظهر النماذج الاستبدادية الأكثر جاذبية.
هل تحسم الأموال السوداء انتخابات الكونجرس الأمريكي؟
ثانيا، تقول الشبكة الأمريكية، إن كلا من الأصدقاء والخصوم سوف يحاولون تخمين تأثير نتائج انتخابات التجديد النصفى على احتمالية إنهاء ترامب ولايته الأولى وربما الفوز بالانتخابات الرئاسية في 2020 لمدة أربع سنوات أخرى.
وسيحدد هذا القرار ما إذا ستقوم هذه الدول بإشراك الإدارة الأمريكية أو "تجاهلها" في القضايا المثيرة للجدل، بما في ذلك المواجهة الأمريكية المتصاعدة مع إيران قبل جولة العقوبات الجديدة في الأسبوع المقبل، والمفاوضات الجارية مع كوريا الشمالية، ومستقبل العقوبات الروسية، والصراعات التجارية والمفاوضات مع الصين وأوروبا.
وترى "سي إن بي سي" أنه على الرغم من أن النزعة الشعبوية انتشرت قبل انتخاب ترامب، إلا أنها قد اكتسبت المزيد من الزخم بعد أن وصل إلى السلطة، ويرجع ذلك إلى إلهامه للسياسيين ذوي التفكير المماثل في جميع أنحاء العالم.
6 أسئلة لفهم انتخابات الكونجرس الأمريكي
وأضافت أن الأمر لا يتعلق بالرئيس الأمريكي فقط، ولكن أيضا بالبيئة السياسية والاجتماعية الأمريكية الأوسع نطاقا التي لها تأثير عالمي، فعلى سبيل المثال أحدثت حركة "أنا أيضًا" رد فعل عنيف ضد التحرش الجنسي وسوء السلوك في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا، حيث ظهرت مسيرات النساء التي بدأت في الولايات المتحدة، في أماكن أخرى حول العالم.
وعلى الجهة المقابلة، فإن شعار الإدارة الأمريكية "أمريكا أولا" وخطابات ترامب قد ألهمت القادة ذوي التفكير المماثل، ففي أوروبا، احتشد هؤلاء القادة في الغالب حول السياسات المناهضة للهجرة، بينما في أمريكا اللاتينية انتشرت حملات مكافحة الفساد، لكن في كلتا القارتين، تحدث المرشحون الشعبويون عن إلهام ترامب.
وكما كان الحال مع ترامب، فقد استفاد هؤلاء المرشحون من عجز السياسيين التقليديين في السنوات الماضية في معالجة المخاوف المتزايدة لمجتمعاتهم من تأثير العولمة السريعة والتغيير التكنولوجي، والتي دفعت الناخبين إلى المزيد من الشكوك في قادة البلاد.
«الشباب» كلمة السر في انتخابات الكونجرس الأمريكي؟
ففي أوروبا كان وصول ترامب إلى السلطة قد دافع إلى ظهور النزعة الشعبوية في العديد من دول القارة، حيث وصلت حكومات شعبوية في إيطاليا والنمسا، وسط تصاعد أحزاب شعبوية في ألمانيا، وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي.
وفي أمريكا اللاتينية، كان تأثير ترامب واضحا في فوز يائير بولسونارو ذي التوجه اليميني المتطرف برئاسة البرازيل الأسبوع الماضي، الذي قال أمام حشد من مؤيديه إن "ترامب مثل أعلى لي، وللبرازيل".